هجوم أوكراني مفاجئ يضرب إيجيفسك.. الحرب تصل إلى قلب روسيا

هجوم أوكراني مفاجئ يضرب إيجيفسك.. الحرب تصل إلى قلب روسيا

هجوم أوكراني مفاجئ يضرب إيجيفسك.. الحرب تصل إلى قلب روسيا
الحرب الروسية الأوكرانية

في تطور ميداني غير مسبوق، أعلنت السلطات الروسية عن سقوط قتلى وجرحى جراء هجوم نفذته طائرة مسيرة أوكرانية استهدفت مدينة إيجيفسك، الواقعة على بعد أكثر من ألف كيلومتر من الحدود الأوكرانية. 

الحدث، الذي وقع صباح الخميس، يمثل أحد أبعد الهجمات الجوية الأوكرانية في العمق الروسي منذ بداية الحرب، ما أثار تساؤلات حول القدرات المتزايدة لكييف في مجال الطائرات المسيرة.

أعلن حاكم منطقة أودمورتيا، ألكسندر بريشالوف، أن الهجوم أدى إلى خسائر بشرية، دون تقديم أرقام دقيقة، مؤكدًا أن المصابين يتلقون الرعاية الطبية اللازمة، ويعتقد أن الهجوم استهدف منشأة صناعية في المدينة، غير أن حجم الدمار لم يكشف عنه رسميًا حتى الآن.

رد ناري من موسكو.. غارات عنيفة على وسط أوكرانيا

ولم تتأخر موسكو في الرد، إذ نفّذت القوات الروسية غارة جوية على مدينة سامار في منطقة دنيبروبيتروفسك الأوكرانية، أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة 14 آخرين، بحسب السلطات الأوكرانية.

ويأتي هذا التصعيد في سياق تبادل متسارع للهجمات بين الطرفين، وسط مؤشرات على توسيع ساحة الحرب لتشمل العمق الجغرافي لكل من أوكرانيا وروسيا، في وقت تتعثر فيه جهود التفاوض وتغيب أي أفق للحل السياسي القريب.

لوغانسك تشتعل.. مسيّرات أوكرانية تضرب مستودعات النفط

وفي جبهة الشرق، نفذت القوات الأوكرانية هجومًا واسعًا استخدمت فيه نحو 40 طائرة مسيّرة استهدفت مناطق مختلفة في جمهورية لوغانسك الشعبية، وهي منطقة انفصالية موالية لموسكو.

وقال الحاكم المحلي ليونيد باشنيك: إن الدفاعات الجوية أسقطت 35 مسيرة، لكن الحطام سقط على مستودع نفطي؛ مما تسبب في اندلاع حريق واسع النطاق، وأدى إلى إصابة مدني واحد على الأقل.

وتزامن الهجوم مع إعلان سلطات لوغانسك الموالية لروسيا أن المنطقة باتت تحت السيطرة الروسية الكاملة، وهو ما وصفه باشنيك بأنه "أهم حدث سياسي وعسكري في يونيو"، رغم عدم صدور تأكيد رسمي من وزارة الدفاع الروسية حتى الآن.

حدود السيطرة.. أوكرانيا تختبر العمق الروسي


يشكل الهجوم على إيجيفسك تحولًا لافتًا في التكتيكات العسكرية الأوكرانية، إذ يشير إلى قدرة كييف على تجاوز الدفاعات الروسية المتقدمة والوصول إلى مناطق نائية داخل روسيا، مما يربك الحسابات الأمنية والعسكرية للكرملين.

الضربة التي استهدفت المدينة الصناعية الواقعة غرب الأورال، تمثل اختراقًا صريحًا للمجال الجوي الروسي، في وقت تسعى فيه موسكو لترسيخ سيطرتها على مناطق الشرق الأوكراني وتعلن نصرًا في لوغانسك.

دعم دولي وإصرار أوكراني.. غوتيريش يتحدث عن إعادة الإعمار

في موازاة التصعيد العسكري، تتواصل الجهود الأممية لدعم أوكرانيا على الصعيد الإنساني والتنموي، إذ تعهد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بدعم كييف في جهود إعادة الإعمار والتعافي.

وخلال اجتماع مع رئيس الوزراء الأوكراني في إشبيلية، شدد غوتيريش على ضرورة تحقيق وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، داعيًا إلى التزام كامل بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

وتأتي هذه التصريحات وسط شكوك متزايدة حول إمكانية إنهاء الصراع في ظل استمرار الهجمات والهجمات المضادة، وتزايد أعداد الضحايا المدنيين من الجانبين.

مع انتقال الحرب من ساحات المواجهة التقليدية إلى حرب طائرات مسيرة متطورة، بات من الواضح أن النزاع الأوكراني الروسي دخل مرحلة جديدة من التصعيد، تتجاوز الخطوط الأمامية، وتهدد بزعزعة الاستقرار في العمق الجغرافي للطرفين.

في ظل هذا التصعيد، تبقى فرص الحل السياسي مؤجلة، فيما يزداد الضغط على العواصم الغربية والشرقية على حد سواء، لإيجاد مخرج يُنهي واحدة من أكثر الحروب تكلفة واضطرابًا في أوروبا الحديثة.