سخرية دولية من حلم أردوغان العثماني.. والعرب يعزلون تركيا

سخرية دولية من حلم أردوغان العثماني.. والعرب يعزلون تركيا
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

إمبراطورية عثمانية جديدة تمتد من أقصى الشرق العربي لأقصى الغرب، هي حلم أردوغان منذ أن تولى رئاسة الوزراء التركية عام ٢٠٠٢، ولكن مع فشل قوته الناعمة في الوصول لهدف بدا خطابه العدائي ونواياه الحقيقية حتى عزلت تركيا تماماً فلم يعد لها حلفاء سوى قطر، ورغم الرفض العربي لأردوغان إلا أنه ما زال يخطط لاغتصاب الأراضي العربي وإقامة إمبراطوريته.

حلم أردوغان

 

لم تكن اللغة العثمانية ولا اللغة التركية الحديثة تفتقر إلى الأمثال العنصرية التي تشوه سمعة العرب وثقافتهم، إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اعتاد الإشارة علنًا إلى العرب، بما في ذلك خصمه الإقليمي آنذاك الرئيس السوري بشار الأسد، بـ"إخواني العرب".

وبحسب صحيفة "الجيمنير" الاسرائيلية، فإن أردوغان كان يخطط لبناء إمبراطورية إسلامية تحت القيادة التركية كما في العهد العثماني.

وفي عام 2010، أطلقت هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية TRT قناة باللغة العربية، TRT Arabi، ولكن يبدو أن محاولة أردوغان دمج الإسلام ومعاداة إسرائيل قد انهارت.

سخرية من الأتراك

وانتقد دبلوماسيون أتراك صفقة التطبيع الأخيرة بين الإمارات وإسرائيل وادعوا أن أبوظبي تخون "القضية الفلسطينية". 

ولكن بدا هذا الرد من أنقرة سخيفًا، حيث يبدو أن الخارجية التركية تناست أن أنقرة نفسها أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل منذ عام 1949، ولكن يبدو أن الإسلاميين الأتراك لا يهتمون بمظهر السخرية.

وفي عددها الصادر في 10 سبتمبر، قالت صحيفة يني أكيت، الموالية بشدة لأردوغان "السعوديون كانوا يتنافسون مع الإمارات في الخيانة ضد" القضية الفلسطينية".

كانت "يني أكيت" تشير إلى قرار السعودية والبحرين، بالسماح لجميع الرحلات الجوية من وإلى إسرائيل باستخدام مجالها الجوي، ولكن تكمن مشكلة هذا الانتقاد في أن إسرائيل أيضًا هي واحدة من 138 دولة تربطها مع تركيا باتفاقيات مشتركة بشأن استخدام المجال الجوي.

منطق تركي

ووفقًا لهذا المنطق، فإن العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل والرحلات الجوية التي تستخدم المجال الجوي هي امتيازات يجب منحها لدولة إسلامية واحدة فقط وهي تركيا، أما إذا وقعت دول إسلامية أخرى على اتفاقيات مماثلة مع إسرائيل، فهذه خيانة.

يعكس هذا الخطاب عزلة تركيا المتزايدة في العالم الإسلامي والعربي باستثناء علاقاتها مع قطر، بالإضافة إلى عزلتها في الناتو ورفض الاتحاد الأوروبي انضمام تركيا له.

وهكذا يمكن لتركيا أن تحمل لقب "رجل غريب في كل من الناتو والعالم الإسلامي"، استمرت هذه الحالة منذ سنوات، لكن أردوغان رفض بعناد إعادة ضبط سياسته.

رفض دولي

 

في أوائل عام 2019، وافقت ٦ دول، بما في ذلك السلطة الفلسطينية (أقرب أقرباء أردوغان الأيديولوجيين)، على تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط، وفي اجتماع يوليو 2019 في القاهرة، قال وزراء الطاقة في مصر، وقبرص، واليونان، وإسرائيل، وإيطاليا، والسلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى ممثل عن وزير الطاقة الأردني، إنهم سيشكلون لجنة لرفع مستوى المنتدى إلى المستوى الأعلى، لتصبح منظمة دولية تحترم حقوق أعضائها في مواردهم الطبيعية. وشعر أردوغان بأنه تعرض للخيانة من قِبل "إخوانه الفلسطينيين" مطمئناً نفسه بأن الخونة ليسوا أعضاء في حماس المحبوبين.

وفي أكتوبر 2019، أدانت جامعة الدول العربية العملية العسكرية التركية عبر الحدود في شمال شرقي سوريا ووصفتها بأنها "غزو لأراضي دولة عربية واعتداء على سيادتها".

وستدرس الجامعة اتخاذ إجراءات ضد تركيا في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والثقافية، بما في ذلك التعاون السياحي والعسكري.

كما دعت مجلس الأمن الدولي إلى "اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف العدوان التركي وفرض الانسحاب من الأراضي السورية على الفور"؛ ما تسبب في إحراج أنقرة الشديد، خصوصاً وأن أقرب حليف إقليمي لها، قطر، لم يعرقل بيان الجامعة الذي يدين تركيا.

كان رد فعل تركيا صبيانيًّا بشكل مميز. قال فخر الدين ألتون، مدير الاتصالات في أردوغان، إن "جامعة الدول العربية لا تتحدث باسم العالم العربي". قال أردوغان غاضبًا: "لجميع الدول العربية لن تصنعوا تركيا واحدة". وهو ما يمثل انحرافًا كبيرًا عن خطاب "إخواننا العرب".