محللون يكشفون تفاصيل الأوضاع الصعبة في السودان بعد عام من الأزمة
محللون يكشفون تفاصيل الأوضاع الصعبة في السودان بعد عام من الأزمة
مر عام على اندلاع الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، التي أدت إلى مقتل الآلاف وتشريد الملايين وتسببت في كارثة إنسانية، وسط حديث عن أزمة جوع عميقة، واللافت في الأمر أن جذور الحرب تعود إلى سنوات سابقة شهدت تقلبات واضطرابات سياسية وعسكرية عنيفة في السودان، وعرفت إطاحة عمر البشير بعد 3 عقود في الرئاسة.
وتتضخم الخسائر الاقتصادية في ظل تواصل المعارك فيما تقدر الأمم المتحدة أن الدمار الذي طال جميع القطاعات وصلت كلفته إلى مايقرب من ربع الناتج المحلي الإجمالي
خلافات سياسية
يقول الكاتب والمحلل السياسي السوداني الكبير عثمان الميرغني: إنه تتفاقم المخاوف من تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل أكبر في ظل انكماش مساحات الملاذات الآمنة للفارين من مناطق القتال.
وأضاف - في تصريح للعرب مباشر-، أنه اتسعت رقعة الحرب بشكل لافت خلال الفترة الأخيرة لتشمل اكثر من 70 بالمئة من مساحة البلاد، حيث انتقل القتال من الخرطوم إلى دارفور وكردفان في الغرب والنيل الأبيض في الجنوب وولايتي الجزيرة وسنار في الوسط والجتوب الغربي.
وتابع: أن الأوضاع تتفاقم بشكل كبير ويمثل السودان حاليًا أكبر أزمة نزوح في العالم، ويمكن أن يصبح قريبًا واحدًا من أسوأ أزمات الجوع في العالم، حيث يواجه أكثر من ثلث السكان، أي 18 مليون شخص، انعدام الأمن الغذائي الحاد. كما يشارف 5 ملايين شخص على حافة المجاعة في المناطق المتضررة من النزاع، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
أزمة اقتصادية
قدر الخبير الاقتصادي كريم عادل قيمة خسائر الأصول التي دمرتها الحرب حتى الآن، بما بين 500 إلى 700 مليار دولار، محذرًا من أن يؤدي استمرار الحرب إلى المزيد من الانكماش في قواعد الإنتاج الوطنية وربما انهيار كلي في إيرادات المالية العامة؛ مما يرفع الخسائر بشكل أكبر بكثير من التقديرات السابقة.
وأشار إلى أن القطاع الصناعي هو الأكثر تأثرًا، حيث تشير التقديرات إلى فقدان نحو 75 بالمئة من وحداته الإنتاجية يليه قطاع الخدمات بنسبة 70 بالمئة فالقطاع الزراعي بنسبة 65 بالمئة.
وتابع: أن الحرب الدائرة في السودان تسببت في تدمير (65%) من قطاع الزراعة، في حين دُمّر القطاع الصناعي بنسبة (75%)، والقطاع الخدمي بنسبة (70%)، فيما تقدر الغرفة التجارية الخسائر المالية المباشرة لمنسوبيها بـ(5) مليار دولار.
وخسر اقتصاد السودان 25% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام، حذّرت " اليونيسيف" من أن حياة جيل من الأطفال السودانيين وتعليمهم ومستقبلهم أصبحت على المحك.
وقالت الأمم المتحدة: إن الحرب في السودان قد أثرت بشكل كبير على البلدان المجاورة، خصوصًا دولتي تشاد وجنوب السودان، حيث يؤدي تعطل التجارة ونزوح أعداد كبيرة من السكان إلى استنزاف الموارد وتفاقم الجوع.