منذ السابع من أكتوبر وتعاني العلاقات الإسرائيلية التركية بشكل كبير، خاصة فيما يخص الاقتصاد بين البلدين في ظل دعم تركيا للشعب الفلسطيني ورفض إسرائيل لتصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان التي بدورها بمثابة رفضاً لما تقوم به إسرائيل من حرب في قطاع غزة خلفت المزيد من القتلى.

ومؤخرًا باتت العلاقات بين البلدين منهارة بشكل كبير، وبات عناصر الأمن التركي يحاولون البحث عن العملاء المشتبه بهم في البلاد نحو العلاقات مع إسرائيل، وعلى إثر ذلك فقد قامت تركيا بالعمل على كشف شبكة استخدمت الطائرات المسيرة في التقاط صور لأهداف محددة، واعتمدت على مضخة تحويلات مالية، قبل أن تفككها السلطات التركية.

القبض على رأس الشبكة

ولمواجهة ذلك قامت عناصر من الشرطة التركية بإلقاء القبض على شخص، "يشتبه بأنه كان يقوم بتحويل أموال إلى عملاء من وكالة الاستخبارات الإسرائيلية الموساد في تركيا"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية، الثلاثاء، وقالت وكالة أنباء "الأناضول" التركية الرسمية: إن المشتبه به، ويدعى ليريدون ريكسبي من كوسوفو، دخل إلى تركيا في 25 أغسطس، وأُلقي القبض عليه الجمعة، واعتقل رسميًا الثلاثاء.

وأضافت، أن المشتبه به "اعترف أثناء الاستجواب بتحويل أموال"، واعتقلت السلطات التركية عشرات الأشخاص، بينهم وكلاء قانونيون، منذ يناير بتهمة جمع بيانات عن أشخاص، معظمهم فلسطينيون يقيمون في تركيا، لصالح الموساد، بينما لم تعلق إسرائيل على مثل هذه الاعتقالات في تركيا.

شبكة كبرى في تركيا

وقرر القضاء التركي، الثلاثاء، حبس "ليريدون ركسهيبي"، العميل لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" بعد توقيفه في 30 أغسطس الماضي، ونقلت وكالة "الأناضول" التركية شبه الرسمية، عن مصادر أمنية قولها، إن "ركسهيبي كان يدير شبكة أموال تابعة للموساد في تركيا، ويقوم بتصوير لقطات بطائرات مسيرة درون بأوامر من جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، فضلا عن أنشطة حرب نفسية ضد سياسيين فلسطينيين".

والسلطات التركية عملت على مراقبة جميع تحركات ركسهيبي، وخاصة التحويلات المالية في حساباته اعتبارًا من دخوله تركيا في 25 أغسطس الماضي، ووفق الوكالة التركية، جرى القبض على المشتبه به بتنسيق بين جهاز الاستخبارات التركية وشعبة مكافحة الإرهاب في مديرية أمن إسطنبول.

فيما نقلت شبكة "تي آر تي" التركية عن مصادر أخرى، قولها "خلصت التحقيقات إلى أن العناصر الميدانيين في تركيا استخدمت الأموال التي حصلت عليها من الموساد، في الميدان السوري".

ونتيجة لتتبع الأموال، تبين أن العناصر الميدانية في تركيا حولت الأموال القادمة من كوسوفو إلى مصادرها الفرعية في سوريا عبر خدمة تحويل دولية، وتبين أيضًا أنها دفعت مبالغ مالية في سوريا عبر العملة المشفرة.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من أشد المنتقدين للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة منذ بدء الحرب، فيما أشاد بحركة حماس، وأوقفت تركيا جميع العلاقات التجارية مع إسرائيل في مايو، وتقدمت بطلب للانضمام الى قضية إبادة جماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل دولية.