مصر ترد على تل أبيب.. ما تداعيات تصريحات نتنياهو عن القاهرة

مصر ترد على تل أبيب.. ما تداعيات تصريحات نتنياهو عن القاهرة

مصر ترد على تل أبيب.. ما تداعيات تصريحات نتنياهو عن القاهرة
مصر وإسرائيل

في سياق التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة، تصاعد التوتر بين مصر وإسرائيل عقب تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث اتهم مصر بالتساهل في تهريب الأسلحة إلى حركة حماس عبر محور فيلادلفيا، وردًا على هذه الاتهامات، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا شديد اللهجة، رافضةً هذه المزاعم، ومؤكدةً أن تصريحات نتنياهو تهدف إلى تشتيت انتباه الرأي العام الإسرائيلي وعرقلة جهود الوساطة في الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس.

*خلفية التصريحات*

تعبر تصريحات نتنياهو الأخيرة عن توتر قديم حول محور فيلادلفيا، وهو شريط حدودي استراتيجي يبلغ طوله 14 كيلومترًا ويمتد على الحدود بين مصر وقطاع غزة، هذا المحور كان مصدر خلاف طويل الأمد بين مصر وإسرائيل منذ انسحاب الأخيرة من غزة في عام 2005.

خلال الأشهر الأخيرة، تزايدت حدة التصريحات الإسرائيلية بشأن المحور، حيث أبدى نتنياهو رغبته في إعادة السيطرة عليه، مشيرًا إلى أن انسحاب إسرائيل منه سيؤدي إلى تعزيز تسليح حماس عبر مصر، وهو ما اعتبرته القاهرة تجاوزًا غير مقبول وخطًا أحمر لا يمكن التهاون فيه.

*الرد المصري*

في ردها على هذه التصريحات، أكدت مصر أن المزاعم الإسرائيلية لا تستند إلى أي أساس واقعي، بل تهدف إلى تبرير سياسات إسرائيل العدوانية في المنطقة.

وقد حملت القاهرة الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تداعيات هذه التصريحات، محذرة من أنها قد تؤدي إلى تصعيد خطير في المنطقة.

وأكدت مصر أنها ستواصل دورها التاريخي في دعم عملية السلام، مشددة على أن الاستقرار الإقليمي هو الهدف الأساسي الذي تسعى لتحقيقه من خلال جهودها الدبلوماسية.

*تداعيات التصريحات*

أدت تصريحات نتنياهو إلى تفاقم التوترات ليس فقط بين مصر وإسرائيل، ولكن أيضًا على مستوى المنطقة بشكل عام. الدول العربية، بما في ذلك الأردن وقطر، أعلنت تضامنها مع الموقف المصري، مشيرة إلى أن مثل هذه التصريحات الإسرائيلية تساهم في تأجيج الصراعات وزيادة التوترات.

أكدت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن، الثلاثاء، رفضها كل المزاعم التي يروج لها مسؤولون إسرائيليون في محاولات عبثية لتبرير العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية المحتلتين، وذكرت أن هذه المزاعم تمثل تحريضاً مدانًا وتزيد من التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة.

ورفضت الوزارة في هذا السياق تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين، بشأن معبر فيلادلفيا على أنها مزاعم لا أساس لها، تستهدف عرقلة جهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل لصفقة تبادل تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة.

وقالت الخارجية القطرية، في بيان لها الثلاثاء: " نتضامن مع مصر بشكل تام ونرفض زج نتنياهو باسمها، لتشتيت الرأي العام الإسرائيلي وعرقلة الوساطة".

وتابعت الخارجية القطرية: "نهج الاحتلال الإسرائيلي بتزييف الحقائق وتضليل العالم بالكذب سيقود لوأد السلام ويوسع العنف".

كما أن هذه التصريحات قد تؤثر سلبًا على جهود الوساطة الرامية إلى تحقيق وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وإلى تبادل الأسرى والمحتجزين، وهي القضايا التي تشكل محور اهتمام المجتمع الدولي في الوقت الحالي.

*الضغط على مصر*

من جانبه، يقول د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية: إن تصريحات نتنياهو تعكس محاولة للضغط على مصر للحد من دورها الفاعل في الملف الفلسطيني، خاصة في ظل استمرار جهود القاهرة للتوسط بين الأطراف المتنازعة.

وأضاف -في تصريحات لـ"العرب مباشر"-، أن تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي تعكس محاولة نتنياهو لتحويل الانتباه عن الضغوط الداخلية التي يواجهها في إسرائيل، خصوصًا مع تزايد الانتقادات الموجهة إليه بسبب سياساته في غزة.