دور إنساني بارز.. كيف ساهمت الإمارات في تخفيف معاناة الأهالي باليمن؟
تلعب الإمارات العربية المتحدة دورا إنسانيا بارزا لخدمة الشعب اليمني
لطالما لعبت دولة الإمارات العربية المتحدة، دورًا استراتيجيًا بارزًا في دعم أشقائها في اليمن، حيث سخرت كافة إمكانياتها وجهودها اللوجيستية والدبلوماسية لتخفيف وإنقاذ الشعب اليمني، الذي يعاني من ويلات الحرب، والتي زجت ميليشيا الحوثيين بهم؛ لتنفيذ الأجندة الإيرانية التوسعية في المنطقة.
الإمارات تنقذ ملايين الأسر اليمنية
أكد عبد الكريم المدي الإعلامي والمحلل السياسي اليمني، أن الدعم الإماراتي كان يتزامن الجانب الإنساني، مشيرًا إلى أنها قدمت قوافل وأنقذت الملايين من أسر اليمنيين الذين كانوا يعانون من ويلات الحرب، حيث كان للإمارات بصمة واضحة ضمن جهود التحالف العربي على كافة المستويات.
وأضاف المدي، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن الدور الإماراتي باليمن يظهر في الجانب الإنساني اللوجيستي والاجتماعي والتنموي أيضا، موضحًا أهمية الجهود الإماراتية للخروج من الانهيار الذي شهدته خلال سنوات الحرب.
بصمة إماراتية في دعم اليمن
احتلت دولة الإمارات المراكز الأولى في تقديم المساعدات الإنسانية إلى المتضررين والنازحين، والفئات الفقيرة والمحتاجة، للتخفيف من معاناتهم، ولم تقتصر تلك المساعدات الإنسانية على تسيير جسور إغاثية جوية وبرية وبحرية وإيصالها للفئات المحتاجة، بل امتدت إلى تنفيذ برامج ومشاريع تنموية مختلفة في قطاعات خدمية أساسية.
ووفقاً للإحصائيات، فقد بلغ حجم المساعدات الإماراتية المقدمة للشعب اليمني من أبريل 2015 وحتى فبراير 2020، 22 مليار درهم (5.9 مليار دولار)، موزعة على العديد من القطاعات الخدمية والإنسانية والصحية والتعليمية والإنشائية، استفاد منها 17.2 مليون يمني يتوزعون على 12 محافظة، بينهم 11.2 مليون طفل و3.3 مليون امرأة.
واستحوذت المساعدات الإنسانية على نحو 34 في المئة، وبقيمة قدرها 2 مليار دولار، من إجمالي المساعدات المقدمة إلى اليمن، في حين استحوذت المساعدات التنموية وإعادة التأهيل ومشاريع دعم إعادة الاستقرار على 66 في المئة من قيمة المساعدات بمبلغ 3.9 مليار دولار، وذلك للمساهمة في جهود إعادة الإعمار في العديد من المحافظات اليمنية المحررة، وتوفير سبل المعيشة والاستقرار في العديد من المجالات.
وشكلت المساعدات الغذائية الطارئة والإنسانية 15% من حجم المساعدات، حيث عملت الفرق الإغاثية التابعة للمؤسسات والهيئة الإماراتية على إيصال السلال الغذائية إلى أكثر من 16 مليون يمني، يقطنون في مناطق متضررة ونائية وفقيرة في أنحاء متفرقة من المحافظات اليمنية المحررة.
دور بارز للهلال الأحمر الإماراتي باليمن
وزعت الفرق الإنسانية التابعة لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي مساعدات إنسانية عملت على إعادة بناء البنى التحتية في عدد من المحافظات.
كما أمدت مناطق الساحل الغربي بالمساعدات الغذائية والأدوية، وتسير بشكل دوري قوافل إغاثية لمخيمات النازحين الفارين من جحيم ميليشيا الحوثي في مختلف مناطق الساحل الغربي تحتوي على عشرات الأطنان من المواد الغذائية والإيوائية ونشرت العيادات الطبية المتنقلة في كل مدن وبلدات ومخيمات الساحل الغربي قدمت من خلالها الفرق الطبية العناية والفحص الطبي للآلاف من السكان في هذه المناطق.
الإمارات ضمن أكبر المساهمين الدوليين لدعم اليمن
وتجاوز حجم المساعدات التي قدمتها الإمارات إلى اليمن منذ عام 2015، حاجز الـ6 مليارات دولار، والتي كانت تركز بشكل كبير على دعم الوضع الإنساني والخدمات الحيوية، حيث تعد الإمارات من أحد أكبر المساهمين الدوليين في دعم اليمن وخاصة خلال أزمة جائحة كورونا.
جهود إماراتية لتخفيف الأزمة الصحية باليمن
واحتل دعم قطاع الصحة في اليمن، الأولوية بالنسبة للإمارات والتي بلغت قيمة المساعدات المقدمة له 650 مليون دولار، والتي ساهمت في تخفيف حدة النقص في الخدمات الصحية والمستلزمات الطبية، من خلال إعادة بناء وصيانة أكثر من 110 مستشفيات وعيادات وتزويدها بالأجهزة الطبية الحديثة.
دبلوماسيو الإمارات بكافة بقاع الأرض لدعم اليمن
ولم تكتف الإمارات بكل الجهود الضخمة التي بذلتها، إلا أنها أرسلت دبلوماسييها إلى كافة بقاع الأرض؛ من أجل عودة الاستقرار إلى اليمن، وللحفاظ على أمن المنطقة تجاه التدخلات الخارجية والأطماع التي تتعرض لها عبر تمويل الطائفية والجماعات الإرهابية.
تقدير يمني لجهود الإمارات
حظيت الجهود الإنسانية المبذولة من الإمارات بالتقدير والشكر من قبل أبناء وقيادة اليمن، حيث أكد اليمنيون أن الجهود التي تبذلها الإمارات من أجلهم تؤكد على صدق العلاقة الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين.
وأشاد وكيل محافظة حضرموت للشؤون الفنية، المهندس محمد العمودي، بالجهود الإنسانية التي بذلتها وتبذلها دولة الإمارات في سبيل رفع المعاناة عن أبناء الوطن بشكل عام، موضحاً أن حزمة مشاريع تنموية جرى تنفيذها من قبل الأشقاء في الكثير من القطاعات الخدمية المعززة للبنية التحتية في المحافظات المحررة، خصوصاً المرتبطة بحياة المواطنين من صحة وتعليم وكهرباء وأمن وغيرها من القطاعات التي وضعت الإمارات بصمات بيضاء ستظل خالدة في ذاكرة أبناء الوطن.
وأشار إلى أن الإمارات خلقت جسوراً إغاثية متواصلة من أجل إيصال المساعدات الإغاثية إلى المطارات والموانئ اليمنية، تلبيةً للواجب الأخوي والإنساني في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها البلد جراء الحرب، موضحاً أن حضرموت حظيت باهتمام كبير من حزمة المشاريع التي تمولها دولة الإمارات والتي لا يزال بعضها ينفذ في المحافظة بإشراف من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.