بعد عامين من انفجار مرفأ بيروت.. كيف أفسد حزب الله لبنان وتسبب في أكبر أزماته؟
بعد عامين من انفجار مرفأ بيروت نجح حزب الله في إفساد لبنان وتسبب في أكبر أزماته
أحيا اللبنانيون الذكرى السنوية الثانية لانفجار مرفأ بيروت، والتي توافق الرابع من أغسطس، كما خطط أقارب الضحايا لمسيرات احتجاجية، بينما تستعد البلاد لمواجهة انهيار أطلال الصوامع "الإهراءات" في موقع الانفجار.
وأدى انفجار أطنان من مادة نترات الأمونيوم المخزنة عشوائياً في مرفأ بيروت، لإحداث أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ، ما تسبب في مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة الآلاف وتدمير مناطق شاسعة من العاصمة.
صمت حكومي
صحيفة "آرب ويكلي" الناطقة بالإنجليزية، أكدت أن التحقيق في قضية انفجار المرفأ توقف بسبب تدخلات سياسية، ولم يتم مساءلة أي مسؤول حكومي حتى الآن على مأساة 4 أغسطس 2020، الأمر الذي أدى بالمدافعين عن حقوق الإنسان وبعض عائلات الضحايا إلى المطالبة بإجراء تحقيق دولي.
وأفاد المراسلون بأن العديد من صوامع الحبوب التي تضررت بشدة والتي أصبحت رمزًا قاتمًا للكارثة انهارت الأسبوع الماضي، وهناك المزيد منها على وشك السقوط، حيث سقطت قطع منها بالفعل أمس الخميس، وقال المهندس المدني الفرنسي إيمانويل دوراند، الذي يراقب الصوامع بأجهزة استشعار: إن أربع صوامع أخرى يمكن أن تنهار "في أي وقت".
كابوس الانفجار
وقالت تاتيانا حصروتي التي فقدت والدها في الانفجار: "آمل أن يمنح سقوط الصوامع، الناس الرغبة في القتال من أجل العدالة"، مضيفة أن السياسيين "يفعلون كل ما في وسعهم لوقف التحقيق في الانفجار لصالح حزب الله المتورط في القضية".
وتابعت حصروتي: "الطبقة الحاكمة تقتلنا كل يوم، إذا لم نمُت في الانفجار، فإننا نموت من الجوع، ومن الافتقار إلى حقوق الإنسان الأساسية"، مشيرة إلى أن انقطاع التيار الكهربائي يستمر لمدة تصل إلى 23 ساعة يوميا، كما أن الشوارع مظلمة ليلا وإشارات المرور خارج نطاق الخدمة.
وقالت لارا خاتشيكيان، 51 عامًا، التي أصيبت شقتها بشدة قبل عامين في الانفجار، إنها شاهدت النيران، ووصفت المشهد بأنه "كابوس"، قائلة "لقد شعرت بالخوف، ولم نتمكن من النوم، فالأمر يتطلب قوة خارقة للعيش عندما يتم تذكيرك بالانفجار".
فشل حزب الله
وبحسب الصحيفة، فإن الانفجار الضخم كان لحظة مروعة في تاريخ لبنان الفوضوي، الغارق في أسوأ أزمة اقتصادية على الإطلاق، حيث يتصف هذا البلد الآن بانقطاع التيار الكهربائي والتضخم الجامح واليأس المنتشر بين صفوف المواطنين، مع اتهامات لحزب الله بأنه وراء الكارثة التي تضرب البلاد، في ظل تمسك الطبقة الحاكمة - المتهمة بسوء الحكم والكسب غير المشروع والإهمال الجسيم- بالتشبث بقوة بالسلطة حتى في الوقت الذي يعاني فيه الشعب من نقص الوقود والأدوية ومياه الشرب.
وكانت الحكومة اللبنانية، أمرت في إبريل بهدم الصوامع ، لكن تم تعليق ذلك جزئيًا بسبب اعتراضات من أقارب الضحايا الذين يريدون الاحتفاظ بها كنصب تذكاري.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت نفسه ، فإن التحقيق معرض أيضًا لخطر الانهيار، حيث قلص مسؤولون مقربون من حزب الله عمل المحقق الرئيسي طارق بيطار بسلسلة من الدعاوى القضائية.
وقال مسؤول قضائي قريب من التحقيق: إن عمل القاضي بيطار متوقف منذ 23 ديسمبر الماضي، وندد حزب الله، أمس الخميس بما وصفه بالحملة السياسية والإعلامية المكثفة التي استمرت عامين والتي تضمنت اتهامات كاذبة ضده، ودعا إلى تحقيق "عادل" بشأن الانفجار.
عدالة ضائعة
وكرر الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الخميس دعوته إلى "تحقيق محايد وشامل وشفاف في الانفجار"، وكان خبراء وجماعات تابعة للأمم المتحدة، من بينها منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، جددوا في وقت سابق نداءً إلى الأمم المتحدة لإرسال بعثة لتقصي الحقائق.
وأعلنت الجماعات الحقوقية بشكل مشترك أنه "من الواضح الآن، وأكثر من أي وقت مضى، أن التحقيق المحلي لا يمكن أن يحقق العدالة"، فيما قالت آية مجذوب من "هيومن رايتس ووتش": إن إجراء تحقيق دولي "قد يكون الأمل الوحيد لملايين اللبنانيين ... للحصول على إجابات يستحقونها بشأن الحادث".