من التهجير إلى اللجوء.. أرقام النزوح العالمية مع نهاية 2025
من التهجير إلى اللجوء.. أرقام النزوح العالمية مع نهاية 2025
مع نهاية عام 2025، يواجه العالم أزمة نزوح غير مسبوقة، حيث يقدر عدد الأشخاص الذين أجبروا على ترك منازلهم بأكثر من 120 مليون شخص، وفقًا لتقارير منظمة الأمم المتحدة للاجئين ومركز مراقبة النزوح الداخلي. هذه الأرقام تشمل اللاجئين الذين عبروا الحدود الدولية، والنازحين داخليًا داخل بلدانهم، وطالبي اللجوءـ على الرغم من بعض العودات الملحوظة في مناطق مثل سوريا بسبب التغييرات السياسية، إلا أن النزاعات المستمرة في السودان وأوكرانيا والكونغو الديمقراطية، إلى جانب الكوارث الطبيعية المتزايدة بفعل التغير المناخي، دفعت الأرقام إلى مستويات قياسية. يعكس هذا الواقع فشلاً جماعيًا في حل النزاعات وتوفير الحماية؛ مما يجعل ملايين الأشخاص عرضة للفقر والعنف والمرض.
الأرقام العالمية الرئيسية
وفقًا لتقرير منظمة الأمم المتحدة للاجئين الصادر في نوفمبر 2025، بلغ عدد النازحين قسريًا حوالي 117.3 مليون شخص بنهاية يونيو 2025، بانخفاض طفيف عن 123 مليونًا في نهاية 2024، بفضل عودات كبيرة في سوريا وأماكن أخرى، أما مركز IDMC في تقريره لعام 2025، فيقدر عدد النازحين داخلي٣ا بنهاية 2024 بحوالي 83.4 مليون، معظمها بسبب النزاعات.
يشكل النازحون داخليًا النسبة الأكبر (حوالي 58-70%)، تليهم اللاجئون بحوالي 42.5 مليون، وطالبو اللجوء 8.4 مليون. هذه الأرقام تعادل شخصًا واحدًا من كل 70 شخصًا على الأرض، وتظهر أن النزوح أصبح أكثر استمرارية، حيث يعيش الكثيرون في مخيمات أو مدن مؤقتة لسنوات طويلة.
أبرز أزمات النزوح
تتركز أكبر الأزمات في دول محددة، فمثلاً السودان، يمثل أكبر أزمة نزوح عالميًا مع 13-14 مليون نازح ولاجئ، ناتج عن الحرب الأهلية المستمرة منذ 2023. تليها سوريا، رغم عودة أكثر من 500 ألف لاجئ في 2025 بعد سقوط نظام الأسد، إلا أن ملايين ما زالوا نازحين.
أوكرانيا تواجه نزوحًا داخليًا يصل إلى ملايين، مع استمرار الغزو الروسي. الكونغو الديمقراطية وأفغانستان وميانمار تساهم أيضًا بأعداد هائلة. هذه النزاعات المسلحة مسؤولة عن 73 مليون نازح داخلي، بينما الكوارث الطبيعية أدت إلى 45.8 مليون حركة نزوح جديدة في 2024، وهو رقم قياسي.
دور التغير المناخي
أصبح التغير المناخي محركًا رئيسيًا للنزوح، خاصة في مناطق آسيا والمحيط الهادئ والأمريكتين. سجل 2024 أعلى عدد من النزوح بسبب الكوارث (45.8 مليون)، معظمها إعصارات وفيضانات.
دول مثل: الهند وباكستان والفلبين شهدت ملايين النازحين مؤقتًا، لكن الكثيرين يصبحون نازحين طويل الأمد بسبب فقدان الأراضي الزراعية.
يتوقع الخبراء ارتفاعًا في "اللاجئين المناخيين"، رغم عدم اعتراف القانون الدولي بهم رسميًا، مما يعقد تقديم الحماية لهم مقارنة باللاجئين السياسيين.
الدول المضيفة والتحديات
تتحمل الدول النامية العبء الأكبر، حيث تستضيف 71-73% من اللاجئين. إيران وتركيا وكولومبيا وألمانيا وأوغندا من أكبر المضيفين، مع تركيا تستضيف أكثر من 3 ملايين سوري. هذه الدول تواجه ضغوطًا اقتصادية واجتماعية هائلة، مع نقص التمويل الدولي الذي انخفض رغم ارتفاع الأرقام.
في المقابل، الدول الغنية تشدد سياساتها؛ مما يزيد من مخاطر الهجرة غير النظامية، والوفيات في البحار.
الحلول المستقبلية
شهد 2025 عودات إيجابية، خاصة في سوريا مع عودة أكثر من مليون شخص، وانخفاض في أعداد النازحين في بعض المناطق.
لكن هذه العودات غالبًا غير مستدامة بسبب عدم الاستقرار.
يدعو الخبراء إلى حلول جذرية: وقف النزاعات، زيادة التمويل الإنساني، ودمج النازحين في المجتمعات المضيفة عبر التعليم والعمل.
كما يجب تعزيز الاتفاقيات الدولية لمواجهة النزوح المناخي، ودعم الدول النامية لتقليل الضغط.

العرب مباشر
الكلمات