متخصص في الشؤون الإيرانية يكشف فشل النظام الإيراني في التعامل مع الأزمات
تشهد إيران مظاهرات كبيرة وسط فشل نظام الملالي
حالة من الاضطرابات الداخلية الشديدة التي تشهدها إيران في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة الراهنة، الأمر الذي أدى إلى خروج العديد من أبناء الشعب الإيراني في مظاهرات عديدة، مطالبين برؤية حقيقية من الحكومة الإيرانية في مواجهة تلك الأزمات الطاحنة التي أدت إلى ارتفاعات شديدة في الأسعار بإيران.
تظاهرات عديدة
وتأتي التظاهرات الإيرانية في مناطق عديدة بعد فشل النظام الإيراني في وجود حلول سريعة للأزمات الاقتصادية الطاحنة في إيران، وهو ما أثار الغضب الإيراني الشديد، وتحولت تلك التظاهرات إلى تصادمات بين الشعب والشرطة الإيرانية.
وقالت الشرطة الإيرانية، اليوم السبت، إنه تم اعتقال عشرات الأشخاص جراء إضرام النار في المتاجر بطهران، وكان هذا على خلفية انتفاض الشعب الإيراني بسبب الغلاء.
وأوضحت الشرطة، في بيان، أنه بدأت الاحتجاجات إثر ارتفاع سعر الخبز بعد خفض الحكومة الدعم على القمح المستورد وهو ما أدى لزيادة الأسعار 300% لمجموعة من السلع الغذائية القائمة على الطحين.
تزايد الغضب الشعبي
ومنذ أيام يزداد الغضب الشعبي في إيران من الحكومة جراء الارتفاع الكبير في أسعار السلع الأساسية مع نقص المواد الغذائية، وتشكل طوابير طويلة للتزود بالمواد الأساسية في مدن مختلفة، كطهران، وتبريز، ومشهد، وسنندج، وغيرها.
وقامت قوات الأمن الإيراني بالرد على احتجاجات المتظاهرين، بقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
من جانبه، أعلن مكتب النائب العام في مدینة دزفول، جنوب غربي إيران، عن اعتقال ما لا یقل عن 15 من المحتجین في المدینة، كما تواصلت احتجاجات المعلمين في إيران احتجاجا على أوضاعهم، وأوردت وسائل إعلام، نقلا عن نقابات المعلمين في إيران، اعتقال عدد من المعلمين في طهران ومناطق أخرى.
خلافات مع أميركا
ويرى مراقبون أن الأزمة المالية بسبب الخلاف مع الولايات المتحدة بشأن برنامج إيران النووي. ووافقت الولايات المتحدة ومجموعة من الدول الأخرى في 2015 على رفع العقوبات المفروضة على إيران مقابل تقييد تخصيب اليورانيوم والتخلي عن برنامج الأسلحة النووية.
ويبلغ معدل التضخم الرسمي في إيران نحو 40%، ويتجاوز 50% في بعض التقديرات، ويعيش أكثر من نصف سكان إيران البالغ عددهم 82 مليون نسمة تحت خط الفقر، وخسر الريال الإيراني نحو 50% من قيمته.
فشل النظام الإيراني
الدكتور مختار غباشي، المتخصص في الشؤون الإيرانية، ذكر أن الأوضاع تزداد سوءا في إيران، بسبب فشل الحكومة في التعامل مع الأزمات الاقتصادية، وغياب الرؤية هو سبب رئيسي في تلك الاحتجاجات الداخلية في إيران، وهو ما سيؤثر بشكل كبير على الأوضاع في إيران، لافتا أن المتابع للشأن الإيراني يجد أن السلع شبه ناقصة بشكل كبير في إيران، وليس الأمر مقتصرا فقط على غلاء أسعارها.
وأضاف المتخصص في الشؤون الإيرانية لـ"العرب مباشر": أن خروج المظاهرات من المعلمين وأيضا باقي المهن في لبنان لما يعانون منه من أزمات عديدة أدى إلى الأوضاع السيئة في إيران وهو يتطلب وجود رؤية حقيقية لحل تلك الأزمات الاقتصادية الشديدة في إيران، موضحا أن النظام الإيراني حتى الآن ورغم تفاقم التظاهرات في البلاد إلا أنه لم يجد أي حلول سريعة ومعالجة لأزماته الاقتصادية الشديدة.