خسائر متتالية لمعاقل الجماعة.. سر هجوم إخوان الأردن على وزير الأوقاف وحكومة المملكة
تتلقي جماعة الإخوان خسائر متتالية
كشفت وزارة الأوقاف الأردنية خلال الأيام الماضية عن مخالفات مالية وإدارية في "جمعية المحافظة على القرآن" التابعة لجماعة الإخوان في الأردن، وعلى الفور تم اتخاذ الإجراءات العقابية بحق هذه الجمعية؛ ما جعل الإخوان يشنون هجمة شرسة على وزارة الأوقاف والحكومة الأردنية في محاولة للتغطية على جرائمهم ومخالفاتهم في المجتمع الأردني.
تدريس للأطفال دون ترخيص
وكان أبرز المخالفات هو قيام هذه الجمعية بتدريس الأطفال دون الحصول على ترخيص من وزارة التربية والتعليم، وكانت المشكلة الأكبر هو عدم وضوح المناهج الدراسية التي يتم تدريسها للأطفال؛ ما يشكل مخالفة قانونية، إضافة إلى تحصيل رسوم مالية من ذوي هؤلاء الأطفال دون وجود سند قانوني لتلك المعاملات.
واعتبر محللون أردنيون ما أقدمت عليه الجمعية الإخوانية مؤشرا خطرا بسبب تدخل الجماعة بأفكارهم المعادية للدولة الوطنية في العملية التعليمية، وما يتبع ذلك من إمكانية غرس أفكار متطرفة لدى الصغار.
حرب شعواء ضد الحكومة الأردنية
وكانت المكاشفة التي أعلنها وزير الأوقاف الأردني محمد الخلايلة، وإعلانه ارتكاب الجمعية لمخالفات إدارية ومالية، ورفض الإخوان الامتثال للقانون عبر مخاطبات متكررة، بداية لحرب شعواء شنها الإخوان عبر مواقع التواصل الاجتماعي ضد الوزير الخلايلة والحكومة الأردنية.
وكانت الحملة التي شنها الإخوان وصلت إلى حد نشر فيديوهات تتهم الوزير الخلايلة بالوقوف ضد الدين الإسلامي ومحاربة تعليم القرآن الكريم، متناسين أن وزارة الأوقاف تشرف على أكثر من 30 مركزًا وجمعية قرآنية تعمل وفق القانون، وتقوم بتدريس الدين والقرآن الكريم.
ووفقًا لما ذكرته التقارير الأردنية، فقد قام التيار الإخواني الذي يقف وراء الجمعية باجتزاء فيديوهات من مقابلة لوزير الأوقاف، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي لحصد تعاطفا شعبيا معهم. بينما ردت وزارة الأوقاف الأردنية على ذلك ببيان هاجمت فيه الإخوان بشكل ضمني، واستنكرت استغلال الدين لكسب التعاطف وتوجيه الرأي العام.
انكسارات متتالية لإخوان الأردن
وتشير التقارير الإعلامية الأردنية إلى أن "جمعية المحافظة على القرآن" كانت آخر الأذرع البارزة التي تعود تبعيتها لجماعة الإخوان، خصوصا بعدما خسرت الجماعة الكثير من معاقلها خلال السنوات الماضية بسبب حالة التخبط الذي تعيشه، وهو ما يفسر سر اقتتالهم في الدفاع عن هذه الجمعية والهجوم على وزير الأوقاف.
وإلى جانب فقدان الكثير من معاقلهم وفقدان القدرة على ترخيص جمعية أخرى تحمل اسمهم، تعيش جماعة الإخوان في الأردن انشقاقات متتالية لأبرز القياديين فيها، علاوة على أنها فشلت في الحفاظ على النقابات المهنية التي كانت تسيطر عليها، ولاسيما نقابتي المهندسين والمعلمين ذات الكتلة الضخمة.
ولم يعد إخوان الأردن يملكون اليوم أي موقع قوة للانتشار داخل المجتمع الأردني، باستثناء هذه الجمعية، والتي كشفت العديد من التقارير عن استغلالها لأهداف سياسية ومحاولة جذب جيل من الأطفال وتنشئته ليخدم أهداف الجماعة الإرهابية، خصوصًا أن هذه المنهجية هي الأكثر تفضيلاً لدى الإخوان باجتذاب أتباعهم في مرحلة الطفولة، واستخدام التعليم والدين الموجه لكسب التعاطف الشعبي باسم الدين.