بعد هروب العمالة.. قطر تتودد للفلبين لإنقاذها قبل المونديال

بعد هروب العمالة.. قطر تتودد للفلبين لإنقاذها قبل المونديال
صورة أرشيفية

تحولت قطر لجحيم ومقبرة للعمالة الوافدة وتحديدا بعد انتشار فيروس كورونا؛ ما دفع الآلاف منهم للهرب دون النظر وراءهم.


الهروب الجماعي للإمارة الخليجية الصغيرة وضعها في مأزق كبير بسبب عدم قدرتها على مواجهة فيروس كورونا، والانتهاء من أعمال البناء المتعلقة بكأس العالم بسبب تراجع نسبة العمالة الوافدة والتي تمثل ٩٥% من عدد سكان قطر.

قطر تستنجد بالفلبين

ولجأت قطر إلى الفلبين من أجل تعويض النقص الكبير في العمال والموظفين والأطباء بوعود سخية كالعادة لا تتحقق على أرض الواقع.


وتسعى قطر لتوظيف عمال فلبينيين في قطاع الرعاية الصحية والخدمات؛ حيث تطرح الدولة العربية لقاحات مضادة لكورونا لمواطنيها والعمال المهاجرين ابتداء من الأسبوع المقبل، وفقا لما ذكرته صحيفة "فلبين ديلي".


وقالت الحكومة الفلبينية: "لقد تلقينا طلبًا لمزيد من العاملين في مجال الرعاية الصحية في المستشفيات الحكومية والخاصة".


وتابعت: "في الآونة الأخيرة، تلقينا بعض طلبات العمل"، كم قال الملحق العمالي الفلبيني ديفيد ديكانج للصحفيين عبر الفيديو يوم الاثنين "هناك طلب كبير".


وقال: إن هناك أيضًا طلبًا على العمال الفلبينيين في قطاع الخدمات مثل النادلات وعمال الصيانة. 

جحيم قطر

وشهدت قطر هروبا جماعيا للعمالة الوافدة بسبب الظروف السيئة للعمل سواء منع صرف الرواتب وإجبارهم على العمل بنظام السخرة أو تلفيق التهم لهم بالإضافة إلى رفض أرباب العمل منحهم حقوقهم عند المغادرة.


وأخفقت الشركات في قطر في دفع "مئات الملايين من الدولارات" المتمثلة في الرواتب والمزايا الأخرى للعمال ذوي الأجور المنخفضة منذ تفشي فيروس كورونا، وفقًا لبحث جديد أجرته مجموعة حقوق الإنسان Equidem.


وتصف Equidem في تقريرها كيف تم فصل آلاف العمال دون سابق إنذار، أو تخفيض أجورهم أو منحهم إجازة غير مدفوعة الأجر، وحتى حرمانهم من الراتب المستحق ومدفوعات نهاية الخدمة، وإجبارهم على دفع تكاليف رحلاتهم إلى الوطن.


وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، التي نقلت التقرير، يبدو أن النتائج التي توصل إليها التقرير ترقى إلى مستوى "سرقة الأجور" على نطاق غير مسبوق؛ ما يجعل العمال مفلسين ويعانون نقصًا في الغذاء وغير قادرين على إرسال الأموال إلى الوطن في ذروة انتشار فيروس كورونا رغم عملهم في واحدة من أغنى البلدان في العالم.


ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فقد توفي 67 عاملاً نيبالياً وافداً في قطر خلال الفترة من 16 يوليو وحتى 15 نوفمبر، ليرتفع عدد ضحايا العمل في قطر رغم وعود الإصلاح الوهمية المتكررة.


وحصلت العديد من العائلات على تعويضات قليلة، ولم يتم تزويدها بتفاصيل عن الوفيات.


وبحسب آخر الإحصاءات التي اطلعت عليها الصحيفة فقد وصل معدل وفيات العمال المهاجرين النيباليين في قطر قبل نهائيات كأس العالم 2022 إلى أعلى مستوياته منذ ثلاث سنوات على الأقل، في أرقام تعد صادمة للغاية بالنظر إلى وعود الإصلاح التي تطلقها الحكومة كلما تعرضت لحملة انتقادات شرسة.


وفي حال استمرت المعدلات بهذا الشكل سيصل عدد الوفيات إلى 160 بحلول منتصف يوليو 2021، حيث زاد عدد الضحايا بين ثاني أكبر مجتمع مهاجر في الدولة الخليجية رغم وعود الإصلاح استجابة لردود الفعل العالمية على وفيات العمال.