كيف ستؤثر المسودة النهائية للاتفاق على مستقبل الصراع في غزة؟

كيف ستؤثر المسودة النهائية للاتفاق على مستقبل الصراع في غزة؟

كيف ستؤثر المسودة النهائية للاتفاق على مستقبل الصراع في غزة؟
حرب غزة

تشهد الجهود الدبلوماسية الرامية لإنهاء الصراع المستمر في غزة تطورًا كبيرًا، بعد أن أُعلن عن إحراز تقدم ملحوظ في المفاوضات الجارية بالدوحة.

بحسب ما كشفت مصادر مطلعة لوكالة رويترز، فإن اختراقًا حاسمًا تم تحقيقه في الساعات الأولى من صباح اليوم، بعد محادثات مكثفة بين قيادات المخابرات الإسرائيلية، مبعوث الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ورئيس الوزراء القطري.

المسودة النهائية واتجاهات الأطراف


أكدت المصادر أن المسودة النهائية لاتفاق وقف إطلاق النار تم إرسالها إلى كل من إسرائيل وحركة حماس للمراجعة والموافقة النهائية.

ويُنتظر أن تحدد هذه المسودة الخطوط العريضة لإنهاء العمليات العسكرية، وتقديم ضمانات بشأن الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس، وهو مطلب رئيسي لإسرائيل.

وشهدت المفاوضات التي استضافتها الدوحة، لقاءات حاسمة بين رئيس الوزراء القطري وممثلي حركة حماس، بالتوازي مع اجتماعات مكثفة بين مبعوث ترامب والوفد الإسرائيلي.

وتُعد هذه الجهود تتويجًا لتحركات إقليمية ودولية واسعة تهدف إلى التهدئة، وإنهاء الحرب التي أثرت على ملايين المدنيين في غزة وإسرائيل.



الدور الأميركي المحوري


تزامنًا مع تقدم المحادثات، أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لمناقشة آخر تطورات المفاوضات.

ووفقًا لبيان صادر عن مكتب نتنياهو، ركزت المكالمة على قضية تحرير المحتجزين في غزة، بالإضافة إلى الخطوات المطلوبة لضمان وقف إطلاق النار.

من جهة أخرى، أعرب مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في تصريح لوكالة بلومبيرغ، عن تفاؤل حذر بشأن إمكانية التوصل لاتفاق خلال هذا الأسبوع.

لكنه أشار أن الأمر ما يزال يعتمد على موافقة الأطراف المعنية على البنود المطروحة.

كما أفادت تقارير، بأن إدارة بايدن تعمل بشكل وثيق مع فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب لضمان انتقال سلس للملف، خاصة مع اقتراب موعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير.

مواقف الأطراف المحلية والإقليمية


صرّح مسؤول في حركة حماس، طلب عدم الكشف عن هويته، بأن المفاوضات شهدت تقدمًا ملموسًا في قضايا رئيسية، لكنه شدد على أن هناك نقاطًا عالقة ما تزال قيد النقاش.

وأضاف: "نحن ملتزمون بالعمل الجاد لإنجاز الاتفاق بشكل يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني ويحقق التهدئة".

على الجانب الآخر، تسعى إسرائيل لضمان بنود صارمة تتيح لها مراقبة تطبيق الاتفاق، خاصة فيما يتعلق بالإفراج عن الرهائن وضمان عدم استخدام وقف إطلاق النار لإعادة تسليح الفصائل المسلحة في غزة.

التحديات المستقبلية


رغم التفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق قريب، تبقى هناك تساؤلات بشأن مدى استدامة هذا الاتفاق في ظل التوترات المستمرة بين الجانبين. تشمل أبرز التحديات:

ضمانات التنفيذ: من سيشرف على تنفيذ الاتفاق وكيف سيتم معالجة أي خروقات محتملة؟

المطالب المتبادلة: هل يمكن لحماس أن تقدم تنازلات تلبي شروط إسرائيل دون الإضرار بموقفها الداخلي؟

الدعم الإقليمي والدولي: إلى أي مدى يمكن أن تساهم الوساطات الدولية والإقليمية في ترسيخ الاتفاق ومنع تصعيد جديد؟

انعكاسات الاتفاق على مستقبل الصراع


إذا تم إقرار المسودة النهائية للاتفاق، فقد تكون هذه الخطوة بداية لمرحلة جديدة من التهدئة المؤقتة، لكنها لن تعالج جذور الصراع الممتدة لعقود. سيكون نجاح الاتفاق مرهونًا بإرادة الأطراف لتطبيق بنوده بحسن نية، بالإضافة إلى وجود ضغوط مستمرة من القوى الكبرى لضمان الالتزام بالاتفاق.

من جهة أخرى، قد يُسهم الاتفاق في تحسين الأوضاع الإنسانية في غزة من خلال السماح بإدخال المساعدات وفتح معابر جديدة، وهو أمر بالغ الأهمية بالنظر إلى التدهور الكبير في الظروف المعيشية لسكان القطاع.

ويمثل التوصل إلى المسودة النهائية لاتفاق وقف إطلاق النار تطورًا إيجابيًا في ظل الجمود الذي سيطر على المشهد السياسي والعسكري في غزة.

ومع ذلك، فإن التحدي الحقيقي يكمن في قدرة الأطراف على الالتزام بتنفيذ الاتفاق والحفاظ على التهدئة، وهو ما يتطلب دعمًا مستمرًا من المجتمع الدولي وضمانات ملموسة تمنع العودة إلى التصعيد.