تقارير ومراقبون يكشفون تأثير التغيرات المناخية على العالم
كشفت تقارير ومراقبون تأثير التغيرات المناخية على العالم
عادةً ما تكون الأخبار المرتبطة بالمناخ سلبية إلى حدٍ بعيد، من تزايد نسب ذوبان الجليد وحتى مختلف الظواهر الطبيعية سلبية التداعيات التي أثرت على العالم بسبب تلك الأزمة المناخية، وأصبح هناك العديد من الاهتمام العالمي الكبير بقضايا المناخ، بعد تأثر العالم كله بنتائج تغير المناخ، ومع التداعيات العديدة التي تسبب فيها تغير المناخ.
تأثير تغير المناخ
وذكر تقرير ماعت جروب، أن 23 تريليون دولار خسائر الاقتصاد العالمى بحلول 2050، كما أن هناك 72 مليار دولار خسائر اقتصادية فى النصف الأول من عام 2022، وأن تكلفة تكيف الدول النامية 300 مليار دولار مع تغيرات المناخ 2030، موضحا أن 2 إلى 9% من ناتج الدول الإفريقية تنفق لمواجهة آثار تغير المناخ، كما أن حجم الخسائر الاقتصادية الأميركية خلال العام الماضي وصل إلى 145 مليار دولار.
الأسبوع الماضي ضجّت العناوين الرئيسية للصحافة ووكالات الأخبار، بأنباء تحوّل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك عن بعض السياسات الصديقة للبيئة، لكنّ يلفت المقال هنا أن الضغوط التي دفعت سوناك إلى ذلك تثقل كاهل جميع قادة العالم الغربي، بسبب الكلفة الاقتصادية لسياسات المناخ.
تكلفة باهظة
وكشف تقرير لشبكة "رؤية" أنه جرى الترويج لهذه التصورات على نطاق واسع، ليس هذا الطرح مغايرًا للحقيقة بقدر ما يغيب الأجزاء غير السارة منها، إذ يتجاهل أن تكاليف الانتقال تجاه “اقتصاد أخضر” باهظة للغاية.
ويرى الأكاديمي والناشط الشعبوي، مات جودوين، أن عموم البريطانيين يدعمون السياسات الصديقة للبيئة، لكن مع تحمل البريطانيين للكلفة المرتبطة بهذا التحول تقل النسبة إلى 16%، حسب ما نقل عنه المقال الذي يستدرك بأن ذلك ليس بالأمر المفاجئ.
ومفسرًا ذلك يشير المقال إلى أن احتجاجات ما يسمى بالسترات الصفراء التي هزت ربوع فرنسا، كانت مدفوعة بادئ الأمر بزيادة ضريبة الكربون، مشيرًا إلى تعليق أحد المحتجين “يتحدثون عن نهاية العالم، ونتحدث عن نهاية الأسبوع”.
ردود الفعل في ألمانيا
بالنسبة لألمانيا، لم يختلف الأمر كثيرًا تسببت خطة الحكومة الألمانية في تركيب المضخات الحرارية الجديدة بدلاً عن غلايات الغاز التقليدية ما قاد لرد فعل عنيف مع الفواتير الباهظة التي تراكمت جرّاء ذلك.
وساهم ذلك في ارتفاع معدلات دعم حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، ما قاد إلى التحول إلى استخدام المضخات الحرارية، حسب مقال فاينانشيال تايمز.
تردد الحكومات الأوروبية
مع تردد الحكومات الأوروبية في اتخاذ التدابير التي لا تحظى بشعبية سياسية كبيرة، فإن أهداف التحوّل الأخضر تواجه تحديات كبيرة وضغوطات ليست بالهينة.
من جانبها، قد تتعرض إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى ضغوط مماثلة لتلك التي تواجه مختلف العواصم الأوروبية، إذ إن الفلسفة الاقتصادية لبايدن تتمثل في أن الإعانات الحكومية الأميركية ستساعد في خلق الكثير من الوظائف الصناعية ذات الأجور المرتفعة، في مجالات الصناعات الجديدة الخضراء.
انتقاد سياسات بايدن
جراء سياسة بايدن، قد يبدو للوهلة الأولى أن الأطراف كافة رابحة، غير أن الإضراب الحالي لعمال صناعة السيارات يرجع إلى أن المخاوف من أن التحول من سيارات الوقود التقليدي إلى السيارات الكهربائية سوف يقود إلى تسريح أعداد كبيرة من العمال، وأن الوظائف الجديدة قد لا توفر نفس رواتب الوظائف القديمة.
في الولايات المتحدة، بدأ اليمين الشعبوي بالفعل انتقاده لسياسات صافي الصفر، ومن المرجح أن يستغلها الرئيس السابق دونالد ترامب خلال حملته الرئاسية للانتخابات القادمة لعام 2024.
ماذا عن الجانب الجيوسياسي؟
من جهة الجانب الجيوسياسي، هناك مخاطر أيضًا للتحوّل تجاه الاقتصاد الأخضر ومسار الصفر الصافي. وفي حين يُقال إن الاستغناء عن الوقود الأحفوري سوف يجعل الغرب أقل اعتمادًا على روسيا، بسبب التخلي عن الوقود الأحفوري.
لكن المشكلة، أن هذا التحوّل يجعل الغرب أكثر اعتمادًا على الصين، المنتج الأبرز عالميًّا للألواح الشمسية والبطاريات والمعادن الأرضية النادرة.