تتعرض السودان لحربٍ دموية منذ منتصف إبريل في العام الماضي، الحرب ما بين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي وقوات الجيش السوداني بقيادة البرهان كانت مؤثرة بشكل أساسي على الأطفال؛ مما أجبرهم على ترك التعليم ومعاناة كبرى نتيجة الحرب التي دخلت في عامها الثاني. 

وقد أدى التأثير المباشر للعنف على الأطفال، مزيجًا مميتًا من النزوح وتفشي الأمراض والجوع، ومن المتوقع أن يعاني حوالي 4 ملايين طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد هذا العام، بما في ذلك 730 ألف طفل من المتوقع أن يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد الذي يهدد حياتهم، والتعليم حيث تحولت المدارس إلى سكنات للقوات أو حتى تم تدميرها بقصف مستمر.
 
سؤال مثير للجدل
 
وقد تفاجأ تلاميذ الصف السادس للمرحلة الأساسية في السودان بوجود سؤال غير متوقع في امتحان مادة اللغة العربية، حيث تضمن السؤال الإنشاء في الامتحان العبارة التالية: "وقفت مخاطبًا تلاميذ مدرستك تحثهم على الوقوف مع الجيش السوداني في معركة الكرامة ضد أعداء الوطن.. ماذا قلت لهم؟".

وجذب السؤال المذكور انتباه الناشطين بمواقع التواصل الاجتماعي، الذين انقسموا بين مؤيد ومناهض.

ففيما كال المؤيدون عبارات الثناء على الموضوع، ووصفوه بأنه جميل ومهم يشجع الطلاب على حب الوطن وجيشه، رأى المعارضون أن الموضوع برمته مربك للتلاميذ ووصفوه بالمكايدة السياسية، ولا صلة له بالتربية والتعليم.

رد رسمي من التعليم 

وردًا من وزارة التعليم، قال الناطق الرسمي باسم لجنة المعلمين السودانيين، الأستاذ سامي الباقر - في تصريحات إعلامية عربية-: إن الموضوع لا علاقة له بالتربية والتعليم، بل محاولة لإقحام التعليم المدرسي في الصراع الدائر حاليًا في البلاد، كما رأى أن البعض يعتقدون أن التعليم يمكن أن يكون أداة لترسيخ أفكارهم وقناعاتهم التي رفضها بعض السودانيين، في إشارة إلى الصراع الدائر في البلاد منذ منتصف أبريل 2023.

وتقول الإعلامية السودانية، داليا إلياس، إن السؤال يدل على أن هناك سلطة تقوم بعملية غسل أدمغة الأطفال، واستخدام الامتحانات من اجل معرفة توجه الجيل القادم من الأطفال، والتعليم في السودان من قبل الحرب بحاجة إلى إصلاح كبير وشامل، وأنه يجب على الحكومة القادمة تخصيص ميزانية حقيقية لهذا القطاع. 

وأضافت إلياس - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن إصلاح التعليم يجب أن يكون أولوية أكثر من النزاع والحرب، وأنه على المتنازعين أن يعرفا أن السودان للأجيال القادمة وليست للسيطرة الآن، وهم من تركوا الأطفال في بلاد مدمرة كليًا. 

وقد نشر الناشط السوداني نبيل شاكور، صورًا من الامتحان وعلق عليها - عبر منصة إكس-: وقفت مخاطبًا تلاميذ مدرستك تحثهم و تدفعهم للوقوف مع للجيش السوداني في معركة الكرامة ضد أعداء الوطن، ماذا قلت لهم؟.. موضوع للإنشاء في امتحان شهادة الصف السادس اليوم.!!

وردًا على ذلك قال محمد النور، اقرأ التعليقات على كلامك تعرف الشعور العام شنو، للأسف قحت فقدت الشارع تمامًا لإنها لم تدرك أنه عندما يهدَد الوطن و المواطن تنتهي المزايدات و المكايدات السياسية.

بينما كان رد محمد كالآتي: "ناس اتهجرت واتسرقت أموالها وبيوتها في أقاصي قرى الجزيره حتى مركز شرطه ما فيها، والقتلهم والسرقهم ياهو الدعم السريع القواته اللابسه الكدمول وراكبين المواتر ومدججين بالسلاح الحرب ضد المواطن وموضوع الإنشاء ده يعتبر منطقي لإنو نفس الطالب الممتحن ده تم تهجيره بسببهم والآن نازح".