في عهد أردوغان.. التطرف والإرهاب والجهاد موضوعات مرحَّب بها في الكتب الدراسية
في عهد أردوغان أصبح التطرف والإرهاب والجهاد موضوعات مرحَّب بها في الكتب الدراسية
تعجّ المناهج التعليمية التركية بالكثير من الآراء المتطرفة، وخاصة كتب المرحلة الثانوية أو المراحل الأخيرة من التعليم قبل الجامعي فهي الأكثر تركيزا على هذه المفاهيم.
وفقًا لبحث أجراه الصحفي التركي المنفي عبد الله بوزكورت، والذي نشره منتدى الشرق الأوسط، يحتوي كتابان على الأقل صادرين عن وزارة التعليم التركية على إشارات مزعجة بشأن الجهاد وعناصر أخرى من الأفكار الإسلاموية.
مفاهيم متطرفة
وبحسب تقرير لصحيفة "الجامنير" العبرية، أكدت أن كتاب التاريخ الحديث للصف الثاني عشر في تركيا يروج للأفكار المعادية للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، كما أنه يبرر بشكل غير مباشر هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية التي نفذها تنظيم قاعدة، كما يتضمن كتاب آخر بعنوان "أساسيات المعتقدات الدينية الإسلامية" الجهاد المسلح ضمن واجبات المؤمنين، وفقًا للمبادئ المتأثرة بالشخصيات الإسلاموية بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، واعتمادًا على الدوافع المعروفة للخطاب الاستشراقي.
كما يعتبر الكتاب المدرسي التركي أن مفهوم الجهاد تم نقله بشكل ظالم من قبل الروايات الغربية وتقديمه على أنه شيء سيئ، وجاء فيه: "الجهاد من أهم العبادات في ديننا، الجهاد يعني الكلمة والفعل والتعب، وبذل الجهد قدر الاستطاعة، بما في ذلك شن الحرب، لأن جميع الأعمال التي تم القيام بها لإعلاء كلمة الله مشمولة في هذا المفهوم"، لكن لم يذكر الكتاب استخدام الجماعات الإرهابية لمفهوم الجهاد واستغلاله.
ووفقا للصحيفة الإسرائيلية، فإن هذه الكتب تشكل جزءًا من المناهج التعليمية الرسمية في تركيا، وتمثل خطوة أخرى في التحول الثابت والجذري في البلاد وفق خط ديني منذ تولي حزب العدالة والتنمية السلطة في عام 2002، كما زاد التصوير الإيجابي للجهاد والقيم المتطرفة بعد الانقلاب الفاشل في عام 2016.
ومنذ ذلك الحين، وبمساعدة النظام الرئاسي الجديد الذي يعيق الضوابط والتوازنات بالسلطة، كثف حزب العدالة والتنمية جهوده من أجل نشر التطرف وأيديولوجيته في النظام التعليمي، فقد قررت وزارة التربية والتعليم عام 2017 إضافة الجهاد إلى المناهج الدراسية، وقال وزير التعليم آنذاك عصمت يلماز أثناء تقديمه للمنهج الجديد "الجهاد ركن في ديننا".
غضب المعارضة
وأعربت المعارضة التركية ذات التوجه العلماني عن مخاوفها بشأن القرار، فمن جهته قال بولنت تيزجان عضو حزب الشعب الجمهوري المعارض: "من خلال ترسيخ التربية الجهادية، يحاول حزب العدالة أن يدمر أدمغة أطفالنا الصغار، بنفس المفاهيم التي حولت الشرق الأوسط إلى حمام دم"، بينما قال متين لطفي بيدر، وهو عضو معارض علماني في لجنة التعليم بالبرلمان: "إن حكومة حزب العدالة والتنمية تعمل على تربية جيل من قادة الميليشيات في المستقبل".
وقالت "الجامنير" إنه من المثير للاهتمام، أنه في الوقت ذاته الذي كان يتم فيه الترويج للجهاد باعتباره مجالًا جديدًا للدراسة ورمزًا أخلاقيًا للمجتمع التركي، تم استبعاد نظرية التطور "لأنها أعلى من مستوى الطلاب وليست ذات صلة مباشرة بالتعليم"، فيما يعتقد أيسل مادرا، العضو في مبادرة إصلاح التعليم في تركيا، أنه من الغريب افتراض أن الأطفال يمكنهم فهم الجهاد وليس نظرية التطور.
ترويج دولي
ووفقا للصحيفة، يتم الترويج لهذه الرسالة بشكل أكبر بين الشتات التركي من قبل مديرية الشؤون الدينية التركية "ديانت" الممولة من الحكومة، من خلال السيطرة على مئات المساجد في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة، كما تتمتع تركيا بقيادة رجب طيب أردوغان بعلاقة غامضة مع الأيديولوجية المتطرفة، بعد أن دعمت تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية في سوريا وليبيا، كما تدعم الحكومة التركية جماعة الإخوان المسلمين سيئة السمعة، التي لا تزال تأوي أعضاءها، كما دعمت حركة حماس على نطاق واسع، والآن تواصل تركيا إعادة تقييمها الثقافي للإسلاموية وحتى الإرهاب من خلال محاولة تصوير مفهوم الجهاد بشكل إيجابي.