وول ستريت: واشنطن تتوقع رفض طهران للمقترح النووي وتبحث عن بدائل دبلوماسية
وول ستريت: واشنطن تتوقع رفض طهران للمقترح النووي وتبحث عن بدائل دبلوماسية

دخلت المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران مرحلة جديدة من التعقيد بعد أن رفض المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، بشكل فعلي، المقترح الأمريكي الأخير الذي يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم لفترة مؤقتة، قبل أن توقف هذه الأنشطة بالكامل.
وأكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن هذا التطور جاء بينما تستعد واشنطن لإعادة تقييم استراتيجيتها تجاه الملف النووي الإيراني وسط تصاعد التوترات.
رفض إيراني متوقع ومد المفاوضات
وأشارت الصحيفة، أن المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران قد تستمر خلال عطلة نهاية الأسبوع، رغم حالة الجمود الحالية، وسط توقعات أميركية برفض طهران للعرض الأولي، واستعداد أميركي لمراجعة الخيارات التالية.
وتابعت، أن مسؤولين غربيين يعتقدون أن إيران متمسكة بالتخصيب كوسيلة للحفاظ على خيار إنتاج سلاح نووي في المستقبل، رغم إنكار طهران المتكرر لهذا الهدف.
خامنئي: تخصيب اليورانيوم خط أحمر
في خطاب ألقاه، اليوم الأربعاء، بمناسبة الذكرى السنوية لوفاة سلفه الإمام الخميني، اعتبر خامنئي أن المقترح الأميركي الأخير يُعد انتهاكًا لمبدأ السيادة الوطنية الإيرانية، مؤكدًا أن طهران لن تسمح لأي جهة خارجية بالتدخل في سياساتها النووية.
وقال خامنئي -في منشور له عبر منصة "X"-: "نقول للطرف الأميركي ولغيره: لماذا تتدخلون وتحاولون فرض ما إذا كان ينبغي لإيران تخصيب اليورانيوم أم لا؟ هذا ليس من شأنكم".
جولات تفاوضية متعثرة
وأوضحت الصحيفة، أنه حتى الآن، أجرت طهران وواشنطن خمس جولات تفاوضية حول الملف النووي، لكن الخلاف الرئيسي ما يزال متمثلًا في إصرار الإدارة الأمريكية على أن تتخلى إيران عن أنشطة التخصيب، وهو ما ترفضه طهران بشدة.
وتعتقد عواصم غربية أن طهران تسعى للحفاظ على قدرة التخصيب كخيار لإنتاج سلاح نووي مستقبلي، بينما تصر إيران على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية فقط.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، قدم المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، الأسبوع الماضي عرضًا لإيران وصفته واشنطن بـ"ورقة الشروط"، يتيح لطهران تخصيب كميات محدودة من اليورانيوم لفترة زمنية، قبل أن يتم إنهاء الأنشطة بشكل تدريجي.
وأكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن بلاده بصدد تقديم رد رسمي على المقترح الأميركي، إلا أن تصريحات خامنئي كانت أوضح مؤشر على أن هذا الرد سيكون بالرفض.
توقع بالرفض
ذكرت مصادر في الإدارة الأمريكية، أن واشنطن تتوقع أن ترفض طهران العرض الأولي، وتدرس حاليًا خطواتها التالية.
وقال مسؤول أمريكي: إن المفاوضات قد تستمر خلال عطلة نهاية الأسبوع، في محاولة لإنقاذ العملية الدبلوماسية.
ووفقًا للمقترح الأمريكي، ستُنشأ منشآت تخصيب جديدة تُدار من قبل تحالف إقليمي من عدة دول، فيما يُسمح لإيران بتخصيب كميات ضئيلة من اليورانيوم في موقع مكشوف، وبمجرد بدء تشغيل هذه المنشآت المشتركة، يتوجب على إيران وقف جميع أنشطة التخصيب.
كما يُلزم المقترح إيران بتعطيل منشآتها الحالية في نطنز وفوردو، والتي تمثل الجزء الأكبر من قدرتها على التخصيب، إذ تحتوي على عدد كبير من أجهزة الطرد المركزي.
مخاوف غربية من النوايا الإيرانية
أعرب بعض المسؤولين الإيرانيين عن انفتاحهم لفكرة إنشاء كونسورتيوم إقليمي، بشرط أن يستمر التخصيب داخل الأراضي الإيرانية وتحت سيطرتها المباشرة، وترفض طهران أي اتفاق يمس بـ"حقها غير القابل للتفاوض" في تخصيب اليورانيوم.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، أن بعض المسؤولين العرب والإيرانيين قالوا: إن ويتكوف لم يلتزم بتقديم تخفيف محدد للعقوبات، وهو ما اعتبرته طهران نقطة ضعف جوهرية في الطرح الأميركي.
كما دخلت سلطنة عمان على خط الوساطة، واقترحت على طهران وقف التخصيب مؤقتًا مقابل تخفيف بعض العقوبات، إلا أن الموقف الإيراني ما يزال يراوح مكانه.