بوتين يتحدى ترامب.. صواريخ روسية تهز أوكرانيا مع انتهاء مهلة السلام

بوتين يتحدى ترامب.. صواريخ روسية تهز أوكرانيا مع انتهاء مهلة السلام

بوتين يتحدى ترامب.. صواريخ روسية تهز أوكرانيا مع انتهاء مهلة السلام
الحرب الروسية الأوكرانية

تحدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل مباشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث استهدفت هجمات صاروخية روسية مدنًا أوكرانية خلال الليل، بالتزامن مع انتهاء المهلة التي حددها ترامب لوقف إطلاق النار اليوم الجمعة.


وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فلم تظهر موسكو أي بوادر لتعليق هجماتها، رغم تهديدات الولايات المتحدة بفرض عقوبات اقتصادية صارمة إذا لم تُظهر روسيا تقدمًا نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا.

هجمات روسية مكثفة على أوكرانيا


استهدفت الهجمات الروسية الليلية مدنًا أوكرانية عدة، من بينها بوتشا، وهي المدينة التي شهدت إعدامات جماعية وتعذيبًا وعنفًا جنسيًا من قِبل القوات الروسية في بداية الحرب عام 2022.


أصيبت امرأتان تبلغان من العمر 56 و60 عامًا، وفتاة مدرسية تبلغ 16 عامًا، جراء الهجمات على منازل عادية في بوتشا.


كما طالت الهجمات مدنًا أخرى مثل هوستوميل وإيربين في إقليم كييف، وشوستكا في إقليم سومي، حيث تضرر مجمع رياضي ومنازل خاصة.


وأفاد عمدة بوتشا، أناتولي فيدوروك، بأن سبعة منازل خاصة وروضة أطفال دُمرت في هجوم وصفه بالإرهابي، مشيرًا إلى أن الهجوم الروسي استهدف البنية التحتية المدنية بشكل متعمد خلال الليل.


وأكد فيدوروك أن السكان نجوا بأعجوبة بفضل اختبائهم في ملاجئ مؤقتة، مشددًا على أن روسيا تُظهر سلوكًا إرهابيًا يجب أن يعرفه العالم أجمع، لمنع أي تطبيع مع موسكو في ظل هذه الجرائم ضد الأوكرانيين.


وفي خاركيف، أصابت الطائرات الروسية المسيرة منشأة مدنية في حي سالتيفسكي، مما أدى إلى إصابة رجل يبلغ 66 عامًا وامرأة تبلغ 63 عامًا، عانت من رد فعل إجهاد حاد. كما شهد إقليم دنيبروبيتروفسك هجمات على منطقة نيكوبول، حيث تضررت ثلاثة منازل.

مهلة ترامب ورد فعل الكرملين


كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد حدد اليوم 8 أغسطس كمهلة نهائية لروسيا لإظهار تقدم نحو إنهاء الحرب، مهددًا بفرض عقوبات اقتصادية على موسكو، بما في ذلك عقوبات ثانوية على الدول التي تشتري النفط الروسي، مثل الهند والصين وتركيا.


وفي خطوة تصعيدية، أصدر ترامب أمرًا تنفيذيًا يفرض تعرفة إضافية بنسبة 25% على الهند بسبب مشترياتها من النفط الروسي، ليصل إجمالي التعرفة إلى 50%.


وأعلن ترامب أن روسيا تشكل تهديدًا غير عادي واستثنائي للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة، بعد أن التقى مبعوثه البارز ستيف ويتكوف مع مسؤولين في الكرملين.


وعبر ترامب عن خيبة أمله من عدم استجابة بوتين لجهود السلام، قائلًا إن الأمر متروك لبوتين لاتخاذ القرار، وأضاف أنه سيفعل كل ما في وسعه لوقف القتل.


ومع ذلك، أشار الكرملين إلى أن بوتين مستعد للقاء ترامب في الأيام المقبلة، واقترح الإمارات العربية المتحدة كموقع محتمل للقمة لكن بوتين أكد أن الشروط لم تُستوفَ بعد لعقد لقاء مباشر مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي كرر دعوته لإجراء محادثات مباشرة.

آمال هشة لوقف التصعيد


على الرغم من استمرار الهجمات الروسية، أعرب رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك عن تفاؤل حذر بعد محادثاته مع زيلينسكي، مشيرًا إلى وجود إشارات وحدس بأن تجميد الصراع قد يكون أقرب مما هو بعيد.


وقال توسك إن هناك آمالًا في تحقيق هذا التجميد، وإن لم يكن إنهاءً كاملًا للصراع. في المقابل، أكد زيلينسكي أن أوكرانيا مستعدة لوقف إطلاق النار، لكن موسكو لم تقدم ردًا علنيًا واضحًا على هذا العرض.

حوارات سرية بين ترامب وبوتين


وكشف تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر مطلعة أن ترامب وبوتين أجريا محادثات هاتفية أوسع مما كان معروفًا سابقًا، وتبادلا رسائل عبر وسطاء.


وأوضح التقرير أن هذه المحادثات، التي قد تمتد لساعات بسبب خطابات بوتين الطويلة وضرورة الترجمة، كانت ودية بشكل عام. ويستمع ترامب، المعروف عادةً بنفاد صبره، باهتمام لتصريحات بوتين، التي تركز على مطالبه الأساسية، وهي الاعتراف الدولي بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس، التي استولت عليها جزئيًا من أوكرانيا.


وأشار التقرير إلى أن ترامب يسعى إلى تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا من خلال التعاون الاقتصادي، بينما يرفض فكرة أن لقاءه مع بوتين مشروط بلقاء الأخير مع زيلينسكي، مما يعني أن القمة الأمريكية-الروسية قد تُعقد دون مشاركة أوكرانيا.

تأثيرات اقتصادية وعالمية


تُعد روسيا ثاني أكبر منتج للنفط الخام في العالم بعد الولايات المتحدة، وتُعتبر الهند والصين وتركيا أكبر ثلاثة مستوردين لنفطها. ومع تصعيد ترامب للعقوبات، حذر من أن التعرفة على الهند هي مجرد بداية، وأن المزيد من الإجراءات ستتبع.

ويُثير هذا التصعيد مخاوف من تأثيرات اقتصادية عالمية، خاصة على الدول التي تعتمد على النفط الروسي.


وفي أوكرانيا، واصلت قوات الدفاع الجوي التصدي للهجمات الروسية، حيث تمكنت من صد هجمات الطائرات المسيرة في كييف وخاركيف.


كما ردت أوكرانيا بهجمات بطائرات مسيرة استهدفت مستودع وقود بالقرب من قاعدة ميليروفو الجوية الروسية، التي تزود الطائرات العسكرية بالوقود. ويُظهر هذا الرد الأوكراني تصميم كييف على مواصلة المقاومة رغم الضغوط الدولية للتوصل إلى تسوية.