بعد القمة العربية.. زعماء الغرب يواصلون الضغط على إسرائيل لوقف العدوان على غزة
يواصل زعماء الغرب الضغط على إسرائيل لوقف العدوان على غزة
واجهت إسرائيل ضغوطا متزايدة من حلفائها الغربيين لوضع حد لقتل المدنيين في غزة، حيث أجبر قصفها وهجومها البري معظم المستشفيات على الإغلاق ودفع النظام الصحي في القطاع إلى حافة الانهيار، حيث تزايدت هذه الضغوط بعد القمة العربية التي عُقدت أمس في الرياض، وأظهر فيها القادة العرب موقفا موحدا وحاسما تجاه القضية الفلسطينية.
ضغط عالمي
وأكدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حثّ إسرائيل على وقف قتل الأطفال والنساء، ليصبح أول زعيم لدولة غربية كبيرة يدعو إلى وقف إطلاق النار بعد أكثر من شهر من القتال العنيف.
وقال "في الواقع، يتم قصف المدنيين اليوم، في الواقع، هؤلاء الأطفال، هؤلاء السيدات، هؤلاء المسنون يتعرضون للقصف والقتل، لذلك لا يوجد سبب لذلك ولا شرعية، ولذلك فإننا نحثّ إسرائيل على التوقف".
وتابعت أن تصريحات ماكرون جاءت أيضًا في أعقاب تحذير من أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، من أن "عددا كبيرا جدا من الفلسطينيين" سقطوا في القتال، في الوقت الذي كثفت فيه الدولة اليهودية عملياتها في المستشفيات في غزة وحولها، وقالت الأمم المتحدة إن "العديد من الفلسطينيين تعرضوا لضربات مباشرة.
وأضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إن زعماء العالم يجب أن يدينوا حماس، وليس إسرائيل، بسبب الضرر الذي يلحق بالمدنيين. وقال: "لقد دخلت إسرائيل الحرب بسبب القتل الوحشي الذي قامت به تلك المنظمة الإرهابية لمئات الإسرائيليين واحتجاز أكثر من 200 إسرائيلي كرهائن".
غضب عربي
وأشارت الصحيفة إلى أن الزعماء العرب والمسلمين دعوا إلى "كسر الحصار عن غزة" وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع "على الفور" بعد قمة طارئة عُقدت في المملكة العربية السعودية أمس السبت.
وأعلنت السلطات الطبية في غزة أن مستشفى الشفاء في مدينة غزة، وهو أكبر مستشفى في القطاع، اضطر إلى تعليق عملياته بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل مولداته.
وقال أشرف القدرة، المتحدث باسم الصحة في غزة، في حديثه من المستشفى، إن آخِر مولد كهربائي في المستشفى توقف تماما عن العمل، مضيفًا أن الحركة حول مجمع المستشفيات الكبير، الذي وصفه بأنه محاصر بالدبابات الإسرائيلية، لم تعد ممكنة بسبب الضربات الإسرائيلية.
توقف مستشفيات غزة عن العمل
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن 20 من أصل 36 مستشفى في غزة اضطرت إلى التوقف عن العمل نتيجة الصراع. وأضاف أنه بحلول ظهر يوم الجمعة، طوقت القوات البرية الإسرائيلية أربعة مستشفيات في منطقة النصر بمدينة غزة. وقالت منظمة أطباء بلا حدود يوم السبت إن المستشفيات تعرضت “لقصف متواصل” خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وشنت إسرائيل هجومها على غزة بعد أن نفذ نشطاء حماس أعنف هجوم على إسرائيل على الإطلاق الشهر الماضي، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين.
وأدى القصف الإسرائيلي للقطاع الفقير إلى مقتل أكثر من 11100 شخص، من بينهم أكثر من 4500 طفل وأكثر من 3000 امرأة، وفقا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين.
كما فُرضت قيود على إمدادات الوقود والكهرباء والغذاء والمياه إلى غزة، التي يسكنها 2.3 مليون شخص، مما تسبب في كارثة إنسانية في القطاع.
وتقول إسرائيل إنها تعمل ضد المستشفيات لأن حماس تستخدمها كقواعد. ونفت حماس، التي تسيطر على القطاع منذ عام 2007، ذلك.
وقال روبرت مارديني، المدير العام للصليب الأحمر، إن المنظمة "شعرت بالصدمة والفزع" من الصور والتقارير الواردة من مستشفى الشفاء.
وقالت مي الكيلة، وزيرة الصحة في السلطة الفلسطينية في غزة، إن 39 طفلا رضيعا معرضون لخطر الموت في مستشفى الشفاء بسبب نقص الكهرباء والأكسجين والأدوية.