استهداف للعائلات بأكملها.. كيف تحاول إسرائيل محو تاريخ الفلسطينيين في غزة؟

تحاول إسرائيل محو تاريخ الفلسطينيين في غزة

استهداف للعائلات بأكملها.. كيف تحاول إسرائيل محو تاريخ الفلسطينيين في غزة؟
صورة أرشيفية

نزح ما لا يقل عن 70% من سكان غزة، وفقاً للأمم المتحدة، وتجمع العديد من العائلات معاً، وحشد العشرات منهم في منازلهم على أمل أن يتمكنوا من تجنب القصف العنيف أو على الأقل تجميع الموارد الشحيحة بشكل متزايد مثل المياه الوقود والغذاء، أو الموت معًا في حال تم قصف منزلهم، حيث تتبع إسرائيل إستراتيجية جديدة في حربها ضد قطاع غزة وهي قصف منازل العائلات بالكامل. 

وأكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن معاناة الأسر من هذه الخسائر الفادحة أصبحت سمة من سمات القصف الحالي لغزة، وبحسب آخر الإحصائيات التي قدمتها وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، فقد فقدت 312 عائلة مكونة من 10 أفراد أو أكثر، حيث سقط جميع أفرادها بالكامل، أي أن مئات العائلات الفلسطينية مُحيت بالكامل من السجلات.
 
استهداف العائلات 

وقال فارس الغول صحفي في غزة: "بعد أيام، فقدت بنات إخوتي الثلاث، الذين تتراوح أعمارهن بين 10 و16 عامًا، عندما قُتلوا مع والدهن في منزلهن في مدينة غزة، بينما كانت أختي في دير البلح مع والدتي، وهكذا نجت". 

وتابع: "ليس لديك الوقت الكافي لمعالجة خوفك وحزنك لأنك تتوقع دائمًا حدوث الأسوأ حتى لو فقدت أحد أفراد عائلتك، فإنك تؤجل تعازيك، تتمنى ألا يعزيك الناس لأنك لا تعرف متى ستأتي الوفيات التالية." 

أطلقت منظمة  Airwars، التي تراقب الأضرار التي تلحق بالمدنيين أثناء النزاع، مؤخرًا قاعدة بيانات للضحايا يتم تحديثها باستمرار ولكنها تراكمت بالفعل العديد من الحالات التي تنطوي على مقتل العشرات من الأشخاص من عائلة واحدة في حادثة واحدة. 

وأضافت الصحيفة البريطانية، أن المنظمة أصدرت تقارير عن مقتل ما يصل إلى 69 شخصاً نتيجة غارة جوية بالقرب من سوق في مخيم جباليا للاجئين، بما في ذلك 13 شخصاً في منزل أبو أشكيان في 9 أكتوبر وسجلت مقتل 16 فرداً من عائلة النباهين في 8 أكتوبر ، و25 فرداً من عائلة الجراح الدكتور مدحت محمود صيدم في 14 أكتوبر. 


 
تغيير الإستراتيجية 

قالت إميلي تريب، مديرة شركة  Airwars، إنه في حين أن الحروب السابقة في غزة شهدت أيضًا مقتل العديد من أفراد من العائلات في غارات جوية، إلا أنهم لاحظوا أن ذلك يحدث على ما يبدو في معظم الحوادث التي فحصوها الآن، ما يعني أن إسرائيل غيرت من إستراتيجيتها العسكرية وبدأت تستهدف عائلات بأكملها. 

وأضافت أن عدد الأسماء التي كان يتعين عليهم التحقق منها عند فحص الحوادث كان أكبر بكثير، لدرجة أنه جعل توثيق الحالات عملية أطول. 

وأشارت إلى أن ذلك يرجع جزئيًا إلى الجغرافيا الحضرية في غزة، حيث يعيش الناس في أبراج سكنية متعددة الأجيال ويضطرون إلى التجمع معًا نظرًا لوجود عدد قليل جدًا من الأماكن الآمنة للذهاب إليها. 

وتابعت: "هذا أمر غير مؤكد، لكننا سمعنا أن العائلات تحاول الآن حقًا البقاء معًا لأنهم، بطريقة ما، يريدون الموت معًا". 

وقالت إن الحملة الجوية التي تشنها إسرائيل تبدو مختلفة أيضًا، مع زيادة شدتها وإسقاط عدد كبير من الذخائر على المناطق المدنية. 

وأوضحت أن باحثي شركة Airwars عثروا على أكثر من 100 اسم لأشخاص يُعتقد أنهم قُتلوا في غارة أخيرة على مخيم جباليا، حيث زعمت إسرائيل أنها كانت تستهدف قائدًا واحدًا من حماس. 

وقالت تريب: إن شركة Airwars سمعت أيضًا أنه في العديد من الحوادث لم تكن هناك ضربات تحذيرية، والتي استخدمها الجيش الإسرائيلي في الحروب السابقة، والتي ربما سمحت للمدنيين بالهروب. 

وأضافت: "في السابق، كانت التحذيرات سمة من سمات الصراع، ولكن خلال الأسبوعين الأولين، بدا أن ذلك قد ذهب أدراج الرياح".