يخضع له أردوغان.. من هو التركي دولت بهتشلي؟
رغم ما يتمتع به من نفوذ وسيطرة، إلا أنه كثيراً ما كان يلجأ لغيره لتحريكه أحياناً أو الحصول على استشارته من أجل المضي قدماً في مشروعه الاستعماري وحلمه العثماني البائد، ليصبح حليف رجب طيب أردوغان رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهتشلي أقوى من الرئيس التركي.
وصلت قوة بهتشلي لدرجة تأكيد العديد من المقربين من الطبقة الحاكمة، أنه إذا أراد يمكنه قيادة البلاد إلى انتخابات مبكرة، وتحريك نفوذ ضخم بالدولة.
من هو بهتشلي؟
ولد في 1 يناير 1948 ببلدة بهجي في عثمانية بتركيا، وحصل على درجة الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد، وشهادة أكاديمية في الاقتصاد من جامعة غازي في أنقرة، وهو حالياً زعيم حزب الحركة القومية التركية، بينما كان نائب رئيس مجلس وزراء تركيا من 1999 إلى 2002 في حكومة بولنت أجاويد، وعضو في البرلمان التركي منذ 2007.
العمل السياسي
في فترة العشرينات انضم بهتشلي إلى الحركة القومية التي كان يتزعمها ألب أرسلان تركش، الذي دعاه لينفصل عن الجامعة ويعمل نائباً لزعيم حزب العمل القومي، ليوافق عليها سريعاً، وبعد وفاة تركش في 4 أبريل 1997، تم انتخاب بهجلي زعيماً لحزب العمل القومي.
عقب ذلك، شارك في الائتلاف الحاكم مع حزب اليسار الديمقراطي وحزب الوطن الأم، وأصبح وزيراً ونائباً لرئيس الوزراء بعد انتخابات عام 1999، إلا أن عداوته للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي هددت الائتلاف، فضلاً عن علاقته بتنظيم "الذئاب الرمادية" صاحب تاريخ الاغتيالات السياسية.
التحالف مع أردوغان
عقب استفتاء 2017، على تعديل الدستور والتحول من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، تحالف حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه أردوغان مع حزب الحركة القومية الذي يتزعمه دولت بهتشلي، وخاضا الانتخابات البرلمانية والرئاسية 2018، ثم الانتخابات البلدية 2019.
ومنذ ذلك الحين، يدعم بهتشلي أردوغان في كافة مواقفه، فتارة يشيد بقراراته السياسية والاقتصادية الفاشلة، وأخرى يهاجم فيها أعداءه وعلى رأسهم روسيا، ويدعم حربه خارج بلاده بين سوريا وليبيا.
خضوع أردوغان له
بعد التحالف بين العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، كشف العديد من الساسة العلاقة القوية بين أردوغان وبهتشلي، لدرجة خضوع الرئيس التركي للثاني، في عدة مناسبات، آخرها تصريح زعيم المعارضة التركية ورئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو، بأن الرئيس ورئيس حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان، يخضع لـ"وصاية" حليفه زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلي.
وقال كيليتشدار أوغلو: "إنه (أردوغان) لا يستطيع اتخاذ أي قرار دون موافقة بهتشلي"، مضيفاً: "بهتشلي يشبه طبلاً يطرق في أذن أردوغان".
وتابع: إن "صاحب القصر الرئاسي لا يمكنه اتخاذ قرارات دون إذن من قائد الحزب الأصغر (بهتشلي)، ليس فقط في القصر، بل أيضاً في البرلمان، تركيا حالياً محكومة لسيطرة حزب حصل على 11.9% من أصوات الناخبين في الانتخابات الأخيرة".
كما أشار إلى أن الرئيس أردوغان يعلن جميع قراراته بموافقة وإذن حليفه بهتشلي، بكل الأحوال بهتشلي يصرح بذلك علانية، كما لو أنه يقول لا يمكن اتخاذ أي قرار دون إذني، لذلك يهدد بالذهاب إلى انتخابات مبكرة.