من هو أبوعبيدة يوسف العنابي.. زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الجديد

من هو أبوعبيدة يوسف العنابي.. زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الجديد
أبو عبيدة يوسف العنابي

لأجل هيمنة الإرهاب على العالم، تحاول الدول الراعية له بكل السبل فرض قبضتها، بالزج بعدة أذرع لها على رأس تمركزاته، لذلك فبالتزامن مع مقتل أيمن الظواهري في قطر، وعبدالعزيز المصري خليفته بإيران، سارع بإعلان زعيم جديد له بالمغرب.

زعيم جديد للقاعدة بالمغرب


بعد مقتل عبدالمالك درودكال منذ 5 أشهر، أعلن التنظيم الإرهابي القاعدة في بلاد المغرب تولي زعيم جديد له، هو "أبوعبيدة يوسف العنابي"، رئيس ما يسمى بـ"مجلس الأعيان"، الذي يعتبر اللجنة التوجيهية للتنظيم في منطقة الساحل.


ويعتبر العنابي، هو أحد الشخصيات المدعومة من قطر، ومصنف كإرهابي بالعالم، حيث إنه يعد من أخطر أفراد القاعدة والرجل الثاني لمنطقة المغرب والساحل، ومطلوب من السلطات الجزائرية.

مَن هو العنابي؟


يحمل العنابي الجنسية الجزائرية، واسمه الحقيقي مبارك، وتلقى تدريبه في أفغانستان، في مطلع التسعينيات، ثم انضمّ للجيش الإرهابي للإنقاذ بالجزائر، عام 1993 مع الإرهابي درودكال، والذي كان يعد الجناح العسكري للجبهة الإخوانية المحظورة.


كما أنه شارك في تأسيس التنظيم الإرهابي "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، بالجزائر عام 2004، الذي ارتكب عمليات إرهابية ضد مدنيين وأمنيين، وبعد 5 أعوام، أُصيب بجروح بالغة في محاولة استهداف الجيش الجزائري لكمين عسكري بمنطقة "أمسوحان" التابعة لولاية تيزيوزو شرقي البلاد، لذلك فر إلى خارج البلد من الجزائر عَبْر تونس ثم إلى مالي، ليلتحق بالجماعات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل.


لم يقتصر إرهابه على ذلك، حيث كان من مؤسسي التنظيم الإرهابي "نصرة الإسلام والمسلمين" في شمال مالي، الذي يوجد تحت لوائه الجماعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة الأم في المغرب العربي والساحل.


ارتبط العنابي مع درودكال بعلاقة قوية، منذ بدايتهم الإرهابية سويًا، ثم مبايعتهم لتنظيم القاعدة في 2007، حتى صدور أحكام قضائية ضدهم، حيث إنه في 10 سبتمبر 2015، أدرجته وزارة الخارجية الأميركية على قائمتها السوداء للإرهاب، ووصفته بـ"الإرهابي العالمي المصنف في شكل خاص"، وبعد عام، أدرجته الأمم المتحدة على لوائح الإرهاب لارتباطه بتنظيم القاعدة الإرهابي.

دعم إخواني وقطري


انبثق تنظيم القاعدة من فكر الإخوان لذلك حظي العنابي بدعم وتأييد ضخم من الجماعة وقطر بدورها الممولة لها، وهو ما ظهر في عدة جرائم خطيرة، من بينها، الجريمة التي نفذها تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بالهجوم على المنشأة الغازية "تيقنتورين" بمنطقة "عين أميناس" جنوبي الجزائر، بمساعدة 32 إرهابيًا آخرين، ومولتها قطر بـ10 ملايين دولار، وقُبض فيها على مئات الرهائن، ولكن راح ضحيتها 23 فردًا.


كما انخرط في العديد من العمليات الدموية، من بينها استهداف محيط قصر الحكومة ومركزين للشرطة والدرك بمنطقة باب الزوار في 2007، ومحاولة اغتيال الرئيس الجزائري السابق عبدالعزيز بوتفليقة بالعام نفسه.


وظهر اسمه مجددا بقوة مع الحراك الشعبي بالجزائر في فبراير 2019 ، حيث طالب وقتها برحيل نظام بوتفليقة، مستغلا الأوضاع السياسية في البلاد، لتجنيد عناصر جديدة في تنظيمه الإرهابي، زاعمًا محاربته للنظام، قبل أن يتم الكشف عن أنه كان يخطط لاستهداف المتظاهرين.