أشرف غني قصة رئيس اختار ترك المنصب على إراقة الدماء
اختار الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني الخروج من كابول بعد سيطرة طالبان عليها لحقن الدماء
بعد سيطرة حركة طالبان على بلاده، وفرض الإرهاب والعنف، حرص الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني على الخروج من أفغانستان حقنًا للدماء ولحماية أفراد الشعب وأسرته، لمنع امتداد الحرب والتسبب بكارثة إنسانية.
الإمارات تستقبل غني
عقب سيطرة طالبان، أعلن أشرف غني استقالته من منصبه الرئاسي، واختفى عن الأنظار، حيث انتشرت ترجيحات بانتقاله إلى طاجيكستان، لحماية أسرته، وفي محاولة لوقف الصراع الأفغاني ولذلك استقبلته الإمارات.
والأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، أن أبو ظبي استقبلت الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني وأسرته وذلك لاعتبارات إنسانية.
وعقب ذلك، كتب الرئيس الأفغاني عبر صفحته في فيسبوك إنه كان "خيارًا صعبًا"، موضحا أنه غادر البلاد "من أجل تجنب فيضان الدم، اعتقدت أن من الأفضل الخروج".
حقنًا للدماء
وأكد الرئيس الأفغاني السابق في كلمة وجهها لشعبه, أنه "خرج من كابول حقنا لدماء شعب أفغانستان"، مؤكدا "اضطررت للمغادرة للحيلولة دون إراقة الدماء وتجنب كارثة كبرى"، ما يكشف أنه تعرض لتهديدات عديدة تعرض حياته وأسرته للخطر.
وهو ما أكده بقوله إن: "مسؤولي الأمن تحدثوا عن مؤامرة تستهدف حياتي"، مشيرا إلى أن"المفاوضات مع طالبان كانت تتضمن تأمين كابول وانتقالاً سلميًا للسلطة".
وشدد في كلمته على أن "المزاعم بأني أخذت معي أموالا قبل مغادرة البلاد لا أساس لها على الإطلاق وكلها محض أكاذيب"، لينفي بذلك حملة التشويه والهجوم التي انطلقت ضده عقب مغادرته البلاد، بسرقته الأموال.
وكشف عن إجراءاته مباحثات لعودته لبلاده لدعمها، حيث قال: "أجري مشاورات مع آخرين لحين عودتي كي أواصل جهودي من أجل تحقيق العدالة للأفغان".
البداية والنشأة
ولد أشرف غني في عام 1949 في ولاية لوغر في أفغانستان، وهو من قبيلة البشتون ذات التأثير الكبير في أفغانستان، أكمل التعليم الابتدائي والثانوي في مدرسة ثانوية في كابول، سافر إلى لبنان والتحق بالجامعة الأميركية في بيروت، وحصل على شهادة البكالوريوس في عام 1973، ثم عاد إلى أفغانستان في عام 1977 لتعليم الدراسات الأفغانية وعِلْم الإنسان في جامعة كابول قبل أن يحصل على منحة الحكومة في عام 1977 للدراسة والحصول على درجة الماجستير في علم الإنسان في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة.
العمل الأكاديمي
بعدما تولى الحزب الشيوعي السلطة، في عام 1978، استمر في جامعة كولومبيا وحصل على درجة الدكتوراه في الأنثروبولوجيا الثقافية، ثم دُعي للتدريس في جامعة كاليفورنيا، بيركلي في عام 1983، ثم في جامعة جونز هوبكنز 1983-1991 .
خلال هذه الفترة أصبح معلقًا على خدمات بي بي سي الفارسية والباشتو التي تبث في أفغانستان. انضم إلى هيئة التدريس في جامعة كابول ( 1973-1977) ، جامعة آرهوس في الدنمارك (1977) ، جامعة كاليفورنيا، بيركلي (1983) ، وجامعة جونز هوبكنز (1983-1991) .
كانت أبحاثه الأكاديمية تسلط الضوء على بناء الدولة والتحول الاجتماعي، كما نشر عدة أبحاث عن المدارس الدينية الباكستانية. كما درس أيضا مقارنة الأديان.
وعرف غني بحيويته ومواظبته على العمل، حيث طرح عملة جديدة، ووضع نظام ضرائب، وشجع المغتربين الأفغان الأثرياء على العودة إلى وطنهم، مثلما أكد موقع "فرانس ٢٤".
الوظائف والمسئوليات
عمل في البنك الدولي منذ 1991، وعاد إلى كابول حيث عمل مستشارا خاصا للأمم المتحدة بعيد إطاحة طالبان من الحكم في 2001.
كما لعب دورا رئيسيًا في تشكيل الحكومة الانتقالية وأصبح وزير مالية نافذا في ظل رئاسة حميد كرزاي من 2002 حتى 2004، كما شن حملة ضارية على الفساد، حتى فاز بمنصبه الرئاسي في عام 2014، وعرف بأنه نظيف اليد ومحصَّن ضد الفساد وعملي إلى حد كبير.