النفط مقابل بضائع خطرة.. حكومة رئيسي تهدر ثروات إيران وتقتل الشعب الفارسي

تهدر حكومة رئيسي ثروات إيران وتقتل الشعب الفارسي

النفط مقابل بضائع خطرة.. حكومة رئيسي تهدر ثروات إيران وتقتل الشعب الفارسي
إبراهيم رئيسي

يبدو أن العقوبات الدولية تضيق الخناق على إيران بصورة كبيرة، فلم تعد الدولة الفارسية قادرة على تصدير منتجاتها النفطية بصورة دولية مشروعة وعلنية، ولا حتى تستطيع استرداد أموال تصديراتها النفطية القديمة، وهو ما كشفت عنه العديد من التقارير الأخيرة في إيران. 

مقايضة النفط بالسلع

وبعد أيام قليلة من الكشف عن عزم سريلانكا على سداد مديونيتها النفطية لإيران منتجات "شاي" بدلاً من 251 مليون دولار، كشف عضو الغرفة التجارية الإيرانية، مسعود دانشمند، عن كارثة جديدة في سياسات الحكومة الإيرانية، التي انتهجت مقايضة النفط مقابل السلع، خصوصا الغذائية، حيث تعتزم الصين سداد منتجات بدلاً من أموال النفط المستورد لها من إيران. 

وحسبما نقلت وكالة أنباء العمال الإيرانية "إيلنا"، قال مسعود دانشمند: إن الصينيين "أعطونا كل ما لديهم من بضائع بائرة" مقابل النفط الذي استوردوه منا، و"ألحقوا بنا خسائر فادحة".

استعمار اقتصادي

وحذر "دانشمند"، من المبيدات الزراعية في هذه البضائع البائرة، موضحًا أن "المبيدات الزراعية التي أحدثت لنا كل هذه المشاكل فيما يتعلق بتصدير المحاصيل الزراعية، هي نتيجة المقايضة دون شروط"، والصينيون "أبرموا، في كل بلد دخلوه، اتفاقات فيها نوع من الاستعمار الاقتصادي".

ولفت دانشمند، إلى أن موضوع المقايضة لا يقتصر على الصين وسريلانكا، بل إن الهند وإندونيسيا تسعيان للحصول على النفط الإيراني الرخيص، قائلا: إن سريلانكا بدلا من ديونها النفطية لإيران ستقوم أيضا بتصدير "شاي من الدرجة الثانية والثالثة وهو شاي غير مرغوب فيه لا تشتريه الأسواق العالمية إلى إيران، على أنه شاي من الدرجة الأولى ونحن مضطرون لقبول هذا الشاي منهم".

سياسة المقايضة في مواجهة العقوبات

وفي الأشهر الأخيرة، أعلن المسؤولون في حكومة إبراهيم رئيسي، أنهم يسعون إلى تبني سياسة مقايضة النفط مع السلع، باعتبارها سياسة جدية لإبطال فاعلية العقوبات على إيران.

وفي هذا السياق، قررت الحكومة الإيرانية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أن الحكومة السريلانكية ستقوم بتصدير منتجات شاي بقيمة 5 ملايين دولار، إلى إيران شهريا، بدلاً من ديون النفط البالغة 251 مليون دولار لصالح إيران وهي ديون قبل 9 سنوات.

منتجات مرفوضة دوليًا

بينما كشفت التقارير المنشورة عبر وسائل الإعلام الإيرانية عن حقيقة هذه المنتجات التي تستقبلها الحكومة الإيرانية، مؤكدة أن رفض المنتجات الزراعية المصدرة إلى روسيا والهند وأوزبكستان والإمارات وتركمانستان، كان بسبب استخدام المبيدات "غير القياسية"، وأضافت أن معظم المبيدات المستخدمة كانت مستوردة من الصين.

وأكد رئيس لجنة مستوردي المبيدات والأسمدة في إيران، أن 23 في المائة من المبيدات المستخدمة في إيران، ومعظمها مستورد من الصين، هي مبيدات "عالية الخطورة".

منتجات خطرة لفقراء إيران

وأشارت صحيفة "إيران إنترناشيونال"، إلى أنه في أعقاب أزمة رفض المنتجات الزراعية، قال مسؤولون إيرانيون في الأيام الأخيرة: إن هذه المنتجات سيتم استهلاكها في الداخل.

كما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، خلال الأيام الأخيرة، مقاطع فيديو تظهر الفلفل الحلو الذي تم رفضه من قبل روسيا، حيث كان يتم تفريغه في مقر تابع للحرس الثوري الإيراني، على أن يتم توزيعه لاحقا بين المواطنين المحرومين في طهران.

وقالت صحيفة "إطلاعات" في طهران، أول أمس الأحد، إنه "يتم توزيع بعض هذه الشحنات في الأحياء الفقيرة في بعض المدن بعناوين خاصة وأحيانًا مخادعة"، مشددة على أنه "يجب ألا تسمح إدارة الغذاء والدواء وحماية النبات بأي استهلاك محلي لهذه المنتجات".

أزمة المحاصيل الإيرانية

وكان قسم الإحصاء بمنظمة التنمية والتجارة الإيرانية، أعلن أن تصدير المنتجات الزراعية والغذائية للبلاد انخفض بشكل كبير، وفي الأشهر الثمانية الأولى من العام الإيراني الحالي، حيث سجلت قيمة الصادرات من المنتجات الزراعية انخفاضا بأكثر من 15 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو ما تزامن مع أزمة المحاصيل الزراعية الإيرانية.