هشام السيد.. الأسير الإسرائيلي الذي عاد بصمت بعد عقد في غزة

هشام السيد.. الأسير الإسرائيلي الذي عاد بصمت بعد عقد في غزة

هشام السيد.. الأسير الإسرائيلي الذي عاد بصمت بعد عقد في غزة
الأسير هشام السيد

بعد قرابة عقد من الاحتجاز في غزة، عاد هشام السيد إلى إسرائيل دون مراسم أو احتفاء إعلامي كبير، في خطوة أثارت تساؤلات حول دوافع حركة حماس للإفراج عنه بشكل منفصل عن بقية الرهائن الإسرائيليين.

 ورغم أنه كان واحدًا من الأسرى القلائل المحتجزين لفترة طويلة، إلا أن قضيته ظلت في الظل مقارنةً بملفات رهائن آخرين. فمن هو هشام السيد؟ وما الذي جعله أسيرًا لحماس طوال هذه السنوات؟ 

الأسير المنسي.. من هو هشام السيد؟


وُلد هشام السيد في 15 فبراير 1988 في قرية السيد الواقعة في النقب، وهو إسرائيلي عربي بدوي يحمل الجنسية الإسرائيلية، على مدار سنوات، دار الجدل حول تصنيفه، حيث ادعت حركة حماس أنه جندي إسرائيلي، بينما أكدت منظمات حقوقية، مثل هيومن رايتس ووتش، أنه مدني يعاني من اضطرابات صحية ونفسية، وهو ما أكدته أيضًا جهات رسمية إسرائيلية.

منذ صغره، كان هشام يعاني من مشكلات صحية متعددة، شملت فقدان السمع وطنين الأذن والدوار، إلى جانب اضطرابات نفسية أثرت على حياته بشكل كبير.

في عام 2010، تم تشخيصه بمرض ذهاني حاد، قبل أن يُشخص لاحقًا بالفصام في 2013، وهو ما انعكس على سلوكه ودفعه إلى دخول الضفة الغربية عدة مرات دون إذن.

في 18 أغسطس 2008، تطوع هشام للخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي، لكنه لم يُكمل سوى أقل من ثلاثة أشهر، إذ تم تسريحه في 6 نوفمبر 2008 بعد اعتباره "غير مناسب للخدمة" لأسباب صحية ونفسية. 



رحلته إلى غزة.. الاختطاف والاحتجاز 

في 20 أبريل 2015، عبر هشام السيد الحدود إلى قطاع غزة بطريقة غير قانونية، كما فعل سابقًا في الضفة الغربية.
لكن هذه المرة، لم يكن هناك مجال للعودة، حيث احتجزته حركة حماس على الفور، معتبرة إياه جنديًا إسرائيليًا.

طوال سنوات احتجازه، لم تُصدر حماس سوى القليل من المعلومات عنه، إلى أن نشرت في 28 يونيو 2022 مقطع فيديو يُظهره وهو على سرير مستشفى يعاني من حالة صحية سيئة، مع قناع أكسجين وقطرات وريدية، في إشارة إلى تدهور وضعه الصحي.

الإفراج المفاجئ.. لماذا الآن؟ 

في الذكرى العاشرة لأسر هشام السيد، أعلنت حماس أنها ستفرج عنه منفردًا، دون ربطه بصفقات التبادل التي تجريها مع إسرائيل.

وبحسب الحركة، فإن القرار جاء بدافع "احترام فلسطينيي الداخل"، في إشارة إلى كونه عربيًا بدويًا وليس يهوديًا. 

وسائل الإعلام الإسرائيلية أكدت، أنه تم تسليمه إلى الصليب الأحمر، ليصبح بذلك سادس محتجز تطلق حماس سراحه ضمن المفاوضات الجارية.

إلا أن الإفراج عنه دون ضجة إعلامية أو مفاوضات علنية يطرح تساؤلات حول ما إذا كان هناك أبعاد سياسية أو صحية وراء هذه الخطوة. 

حالة السيد بين الدعاية والواقع 

حماس، أصرت طوال سنوات احتجازه على أنه جندي إسرائيلي، بينما رفضت إسرائيل هذا الوصف، مؤكدة أنه مدني معفي من الخدمة العسكرية. 

إسرائيل، كشفت عن وثائق طبية تؤكد إصابته باضطرابات نفسية حادة منذ عام 2007، مع تشخيص نهائي بالفصام عام 2013، وهو ما أكده أيضًا تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش.

لكن بغض النظر عن الجدل حول وضعه، فإن هشام السيد ظل رهينة سياسية طوال هذه السنوات، حيث لم تكن قضيته محورية مثل باقي الأسرى الإسرائيليين، وهو ما يفسر إطلاق سراحه بهدوء دون صفقة كبيرة أو مفاوضات معقدة.