جوناثان بولارد.. الجاسوس الأميركي الأشهر يصل إلى إسرائيل
بعد أشهر من المحاولات لإعادته إلى تل أبيب، تمكنت اليوم، إسرائيل من استعادة جاسوسها الأشهر من قبضة أميركا.
وصول الجاسوس الأشهر
وأكدت صحيفة "إسرائيل هايوم"، صباح اليوم الأربعاء، أن جوناثان بولارد المحلل السابق في البحرية الأميركية، الذي سجن لمدة 30 عاما بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، عقب أيام من رفع قيود فُرضت على سفره بعد الإفراج المشروط عنه.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية الفور إن بولارد وزوجته إستر وصلا إلى تل أبيب عبر طائرة خاصة، وذلك بسبب حالتها الطبية.
والشهر الماضي، أعلنت وزارة العدل الأميركية قرارا بعدم تجديد حظر السفر الذي تضمنه قرار الإفراج المشروط عن بولارد، الذي يعتبر كـ"هدية الوداع" من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحليفتها إسرائيل.
من هو بولارد
صدر ضد الجاسوس جوناثان بولارد، حكم بالسجن مدى الحياة، منذ عام 1985، وذلك بعد اعترافه بالذنب في تهمة التآمر للتجسس، بعد تورطه في نقل وثائق أميركية مصنفة سرية إلى إسرائيل، والتى أثارت القضية وقتها توترا كبيرا في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وتم تقليص الحكم على بولارد، لاحقا، بالسجن 30 عاما، ثم صدر قرار بالإفراج عنه بشروط عام 2015.
ومنذ ذلك الحين عقب الإفراج عنه، أبدى بولارد، 66 عاما، أكثر من مرة رغبته في الهجرة إلى إسرائيل التي منحته الجنسية، قبل أن ترفع عنه وزارة العدل الأميركية، في نهاية نوفمبر الماضي قيود الإفراج المشروط عن الجاسوس مما يسمح له بالسفر إليها، بعد الطلبات الإسرائيلية المتكررة للسماح له بالعودة.
وعمل بولارد في ثمانينيات القرن الماضي، محللا في استخبارات القوات البحرية الأميركية، ولاحقا التقى عقيدا إسرائيليا في نيويورك ليطوعه في العمل لصالح تل أبيب، ومن ثم بدأ في نقل أسرار أميركية إلى إسرائيل مقابل عشرات الآلاف من الدولارات، بحسب وثائق وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) التي رفعت عنها السرية عام 2012.
ومن بين تلك الأسرار التي نقلها الجاسوس، كانت الغارة الإسرائيلية على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس عام 1985، التي أسفرت عن مقتل نحو 60 شخصا، تم التخطيط لها بعد معلومات من بولارد.
وفي عام 1985، تم اعتقال الجاسوس وصدر ضده بعد عامين بالسجن مدى الحياة، وذلك في إطار اتفاق أبرمه محاموه مع المحكمة أملا في تخفيف العقوبة، وفي 2015، أصبح غير قادر على التحرك، وأجبر على وضع سوار للمراقبة، وتم منعه من العمل مع أي شركة تفتقر حواسيبها إلى برنامج الحكومة الأميركية الإلكتروني للمراقبة، بالإضافة لمنعه من السفر إلى الخارج.
وبالتزامن مع ذلك، سعت إسرائيل مرارا للضغط على أميركا من أجل إطلاق سراح بولارد، الذي يعتنق الديانة اليهودية، لذلك تحولت قضيته لواحدة من أهم القضايا في العلاقات الثنائية الإسرائيلية الأميركية.