مباحثات جديدة لإخراج المرتزقة من الأراضي الليبية.. ومحلل: خطوة لاستقرار المؤسسات
عقدت في العاصمة المصرية القاهرة لجنة مباحثات بشأن ليبيا
عُقد في العاصمة المصرية القاهرة، اليوم السبت، اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة "5+5"، لبحث إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد، وذلك بمشاركة المبعوث الأممي لدى ليبيا يان كوبيتش، وممثلين عن دول جوار ليبيا، لبحث سبل إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، ودعم الحلول السياسية.
التطورات الجارية
وعقد وزير الخارجية سامح شكري، ويان كوبيتش، جلسة محادثات، وتناول اللقاء "آخر التطورات الجارية في ليبيا، ومساعي مصر المستمرة والرامية إلى تحريك مسارات الملف الليبي المختلفة، وصولا إلى تسوية سياسية شاملة. "
ويأتي اجتماع اللجنة العسكرية الليبية المشتركة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الليبية، المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر المقبل، طبقا لخارطة الطريق الأممية.
إخراج المرتزقة من ليبيا
وتعد أزمة المرتزقة على الأراضي الليبية هي واحدة من القضايا الهامة في الوقت الحالي الذي يشهد جهودا كبيرة لاستقرار ليبيا في الوقت الحالي، كما أن هذه الميليشيات تتحرك وفق أوامر تنظيمات إرهابية لا توجد دولة مسيطرة عليها بشكل يجعلها قادرة على سحبهم، وفي نفس الوقت يصعب التفاوض مع هذه التنظيمات الإرهابية، وحسب الكثير من الإحصائيات والدراسات وصل عدد الإرهابيين الأفارقة في ليبيا أكثر من 25 ألفا، يتركز معظمهم جنوبي البلاد، ويتحكم تنظيم الإخوان في أغلبهم، ويستعين بهم تنظيم الإخوان الإرهابي وداعموه في عمليات قتال داخل ليبيا ضد الجيش الوطني الليبي، حيث إنهم منخرطون بشكل رسمي في ميليشيات الإرهابي أسامة الجويلي، ويتم استخدامهم كورقة ضغط وابتزاز، وزعزعة المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني الليبي.
استقرار المؤسسات الليبية
ويقول المحلل المتخصص في الشؤون الليبية على طرفاية: إن اجتماعات لجنة "5+5" الليبية في مصر على وجه الخصوص تعتبر من الاجتماعات المهمة من حيث الموضوع، ومن حيث الملفات المعروضة وأيضًا من حيث التوقيت لما تحتويه من أهمية خاصة في الوقت الحالي الذي يتم فيه استقرار المؤسسات الليبية، وعقد الانتخابات المزمع عقدها في ديسمبر المقبل.
وأضاف المحلل المتخصص في الشؤون الليبية "أن هذا الاجتماع يأتي ضمن المساعي الكبيرة والمبذولة من القاهرة لاستقرار دول المنطقة وعلى رأسها ليبيا، لما تمثلها من أهمية إستراتيجية، مؤكدا أن هذا الاجتماع المنعقد في القاهرة من أهم أهدافه هو توحيد المؤسسة العسكرية وهو يعد هدف إستراتيجياً مهما جدًا في إطار بناء مؤسسات الدولة الليبية كما يعمل على إعادة ليبيا لمرحلة من الاستقرار لمؤسسات الدولة المختلفة .
وتابع طرفاية أنه أيضا من أولويات وأجندة ذلك الاجتماع المهم في هذا الوقت هو ضرورة إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا على اعتبار أن خطوة من هذا النوع تساهم في صنع الاستقرار وتصل بالعملية الانتخابية في المناطق الليبية، موضحا أن جهود إخراج المرتزقة بدأت منذ شهور، وهو ما يتم في الوقت الحالي من حشد دولي كبير لعودة الاستقرار في ليبيا وبناء المؤسسات الليبية.
دعم دولي
وأبدى المبعوث الأممي لدى ليبيا يان كوبيش، استعداد الأمم المتحدة للعمل مع اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) بشأن انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا بطريقة لا تؤثر على استقرار الوضع في بلدانهم وفي المنطقة.
وأضاف أن بعثة الأمم المتحدة للدعم تشارك باستمرار في الجهود الرامية إلى مساعدة ليبيا على استعادة استقرارها ووحدتها وسيادتها الكاملة. وقد أسفرت هذه الجهود، بالتنسيق الحثيث مع أصدقائنا الليبيين وتعاون شركائنا الدوليين بما في ذلك شركاؤنا في مصر، عن إنجاز هام -اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 23 أكتوبر 2020- والذي اعتمدته اللجنة العسكرية المشتركة (5+5).
وتابع مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا: "استجابةً لتطلعات الشعب الليبي، وتماشياً مع خلاصات مؤتمري برلين 1 و2 وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة بشأن ليبيا، وقعت اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) في 8 أكتوبر الجاري خلال اجتماع لها في جنيف، خطة عمل ليبية شاملة ستكون بمثابة حجر الزاوية لعملية انسحاب تدريجي ومتوازن ومتسلسل للمرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية، واستنادا إلى هذه الخطة، تعتزم اللجنة العسكرية المشتركة وضع خطة وآلية لتنفيذ خروج تدريجي ومتوازن ومتسلسل لجميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية، من خلال المشاورات والمفاوضات مع دول جوار ليبيا وباقي الشركاء الدوليين".