بعد صفعة قريبة وتجاهل في نيويورك.. هل يوافق بايدن على لقاء أردوغان في جلاسكو؟
تلقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صفعات متتالية من نظيره الأمريكي جو بايدن
في الوقت الذي أكدت فيه أنقرة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سيلتقي نظيره الأميركي جو بايدن، في جلاسكو الأسكتلندية على هامش المؤتمر الأممي حول تغير المناخ، لم تؤكد واشنطن هذه المزاعم.
وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو، خلال مشاركته في بث حي على قناة "سي إن إن ترك"، الخميس، إن "اللقاء سيجري في جلاسكو في الغالب" على هامش المؤتمر الـ26 لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بين 31 أكتوبر و12 نوفمبر.
وزعم تشاويش أوغلو، أن اللقاء المقرر بين بايدن وأردوغان سيعقد بطلب من الولايات المتحدة.
وردا على ما أعلنته أنقرة، قال مستشار البيت الأبيض للأمن القومي، جيك ساليفان، خلال مؤتمر صحفي على متن الطائرة الرئاسية، إنه يتوقع أن بايدن قد يلتقي أردوغان في غلاسكو، إلا أنه أردف: "لا يوجد لدي تأكيد لكنني أعتقد أن الرئيس (الأميركي) يتوقع حصول ذلك".
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تعلن فيها أنقرة عن لقاء مرتقب وترفضه الولايات المتحدة، ففي ظل الخلافات المتصاعدة بين أنقرة وواشنطن، رفض الرئيس الأميركي بايدن لقاء أردوغان التركي على هامش اجتماعات الأمم المتحدة قبل أشهر قليلة، رغم المساعي الحثيثة للوفد التركي لأجل الوصول إلى هذه الزيارة.
صفعة لأردوغان
وكان رفض الرئيس الأميركي جو بايدن للقاء الرئيس التركي رجب طيب أثار صدمة واسعة في أنقرة، واعتبره المتابعون صفعة كبيرة لأردوغان الذي سعى مؤخرا لإعادة العلاقات مع الولايات المتحدة، خصوصا بعد انهيار هذه العلاقات في ظل الرئيس السابق دونالد ترامب.
وفي ذلك الوقت أثار الموقف الأميركي جنون أردوغان، الذي رد على أسئلة الصحفيين بعد صلاة الجمعة في اليوم التالي، قائلا: "لم أتعرض لهذا الموقف مع أي زعيم أميركي من قبل".
وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" تصريحات أردوغان الذي اعتبر أن العلاقة مع جو بايدن لم تبدأ بشكل جيد بخلاف الرؤساء السابقين.
وقال رئيس تركيا في ذلك الوقت: إن علاقته بالرئيس الأميركي جو بايدن لم تبدأ بشكل جيد، على عكس علاقاته مع الرؤساء الأميركيين الآخرين.
أمل معقود على الناتو
وعلى الرغم من رفض بايدن استقبال أردوغان، والبداية الصعبة بين البلدين، إلا أن أردوغان عقد آماله على زمالة البلدين داخل حلف شمال الأطلسي، وأشار في تصريحاته إلى زمالة البلدين في حلف شمال الأطلسي، معربا عن أمله في بناء علاقة مع الأميركيين والحفاظ عليها.
وتمسك أردوغان بفكرة الناتو، أملا في أن يصلح ما بين أنقرة وواشنطن، وقال الرئيس التركي: "آمل أن نعامل بعضنا البعض بصفتنا دولتين في الناتو بالصداقة وليس العداء"، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن "المسار الحالي لا يبشر بالخير".
سياسة أردوغان
وتشهد العلاقات التركية الأميركية توترات بسبب سياسة أردوغان، خاصة في إصراره على امتلاك المنظومة الدفاعية الروسية “إس ـ400” في مخالفة واضحة لقوانين حلف الشمال الأطلسي.
أزمة بحر إيجه وليبيا
كما ترفض واشنطن الإجراءات التركية في بحر إيجه وشرق المتوسط، واعتبارها تهديدا وتعديا على الحقوق اليونانية.
كما تعتبر واشنطن أن المسألة الليبية من أبرز نقاط الخلاف مع أنقرة، خصوصا مع مساعي تركيا لتعزيز نفوذها العسكري، ودعم الأطراف المتشددة في هذا البلد، فضلاً عن التورط التركي العسكري في نقل آلاف الإرهابيين إليها، إلى جانب المرتزقة السوريين.
كذلك تبقى المسألة السورية إحدى أهم المسائل الخلافية الكبرى بين بايدن وأردوغان، في الوقت الذي تهاجم فيه أنقرة بشكل مباشر التواجد الأميركي في شمال شرق سوريا ودعم الأكراد هناك.
وكان وزير الدفاع التركي خلوصي آكار قد هدد بشكل صريح ومباشر الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي قائلاً: إنه إذا أرادت واشنطن الحفاظ على بقائها في الشرق الأوسط فعليها التخلي عن دعم الأكراد في سوريا.
علاقة التابع
وفي تصريحات خاصة لـ "العرب مباشر"، يؤكد رمضان عبد العظيم، المتخصص في الشأن الدولي، أن الخلافات بين تركيا وأميركا لا يمكن تفسيرها إلا في إطار محاولة الدولة التابعة أو الوظيفية، مضيفا أن أنقرة تعمل لأجل الحصول على بعض الفتات من الراعي "العم سام" أميركا.
وقال عبد العظيم، إن الخلافات لا تخرج عن هذا الإطار غالبا، كما يستغلها الإخوان في إطار تصدير صورة ذهنية وهمية عن تركيا، كأنها دولة صاحبة قرار مستقل وسياسة خاصة وهي في الحقيقة مجرد أداة تؤدي دورها مرحليا وسيتم التخلص منها عاجلا أم آجلا.