العرب يتحدون مرة أخرى لوقف مخططات التهجير.. واشنطن تنتظر نتائج القمة العربية

العرب يتحدون مرة أخرى لوقف مخططات التهجير.. واشنطن تنتظر نتائج القمة العربية

العرب يتحدون مرة أخرى لوقف مخططات التهجير.. واشنطن تنتظر نتائج القمة العربية
جامعة الدول العربية

تحت ضغط شديد من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تجد الدول العربية التي لديها أكبر المصالح في غزة نفسها مطالبة خلال الأسبوعين المقبلين بالتوصل إلى توافق حول مقترحات جريئة ومحددة لمواجهة المقترح الأمريكي المثير للجدل بشأن القطاع، حسبما نقل تقرير لمعهد واشنطن الأمريكي.

وتابع، أنه من المقرر أن يجتمع كبار المسؤولين من الدول عربية في العاصمة السعودية الرياض لمناقشة مقترح ترامب الذي أُطلق عليه اسم "ريفييرا غزة"، على أن يعقب هذا الاجتماع قمة طارئة لجامعة الدول العربية في مصر في الرابع من مارس.

وقد رفض القادة العرب بشكل موحد حتى الآن فكرة ترامب بشأن ترحيل مليوني فلسطيني من غزة إلى الأردن ومصر. 


وعلى أقل تقدير، ستوفر هذه الاجتماعات فرصة للدول العربية لإعادة تأكيد رفضها لهذا الطرح والتشديد على دعمها لإقامة دولة فلسطينية.

ولكن، وبشكل مثالي، يتطلع المسؤولون إلى استغلال هذه القمم لصياغة استراتيجية عربية متكاملة لمرحلة ما بعد الحرب في غزة، تتجاوز مجرد التمسك بـ "حل الدولتين"، عبر طرح خطط عملية تضمن الأمن، والحكم، وإعادة الإعمار، مع تهميش دور حركة حماس في القطاع. 

شركاء السلام


وتابع المعهد في تقريره، أنه بعد أيام قليلة من طرح ترامب فكرته حول غزة، زار العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني البيت الأبيض في 11 فبراير لعقد اجتماع حاسم مع الرئيس الأمريكي، وقبل هذه المحادثات، ألمح ترامب أنه قد يربط استمرار المساعدات الأمريكية السنوية البالغة نحو ملياري دولار للأردن بموافقة المملكة على استقبال لاجئين من غزة.

ورغم هذه الأجواء المتوترة، تشير التقارير أن الاجتماع سار بشكل جيد، حيث تراجع ترامب عن تهديده بقطع التمويل، فيما عرض الملك عبد الله استقبال 2000 طفل فلسطيني للعلاج الطبي داخل الأردن. وعندما سئل الملك لاحقًا عن موقفه من فكرة "ريفييرا غزة"، تجنب تقديم إجابة قاطعة، مشيرًا أن مصر لديها خطة سيتم مناقشتها في الرياض قبل أن يعود إلى الرئيس الأمريكي بموقف واضح. 

وفي المقابل، حرص العاهل الأردني على طمأنة الداخل الأردني سريعًا بعد لقائه ترامب، مغردًا بأنه أبلغ الرئيس الأمريكي بـ"الموقف الأردني الثابت ضد ترحيل الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية"، مؤكدًا أن هذا هو "الموقف العربي الموحد".

وعلى النقيض من ذلك، تجنب الرئيس عبد الفتاح السيسي الدخول في هذا الجدل، إذ قرر إلغاء زيارته المخطط لها إلى واشنطن، ما يعكس رفضه القاطع إجراء أي مناقشات تتضمن فكرة التهجير. 

تنسيق عربي


في الأول من فبراير، وجه وزراء خارجية مصر والأردن والسعودية والإمارات، إلى جانب ممثل عن منظمة التحرير الفلسطينية، رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، يرفضون فيها خطة الإدارة الأمريكية لغزة.

وحذرت الرسالة من أن "ترحيل الفلسطينيين من أرضهم سيدفع المنطقة نحو مزيد من التوتر والصراع وعدم الاستقرار".

ورغم أن الرسالة كررت المطالبة التقليدية بحل الدولتين، إلا أنها لم تقدم بدائل محددة لمقترح ترامب، ولم تتضمن أي تصور عربي ملموس لمواجهة التحديات الحالية في غزة. 

في أعقاب ذلك، أوضح مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز أن مقترح ترامب ليس التزامًا أمريكيًا نهائيًا، بل مجرد نقطة انطلاق لمناقشة مستقبل غزة.

وقال والتز في تصريح لشبكة CBS: إن "الرئيس يتفاعل مع الحلفاء الرئيسيين في المنطقة ويطلب منهم تقديم مقترحاتهم"، مشيرًا أن هذا النهج سيدفع "المنطقة بأسرها إلى تقديم حلولها الخاصة". 

وفي هذا السياق، يجتمع مسؤولون من مصر والأردن وقطر والسعودية والإمارات غدًا في قمة مصغرة بالرياض، قد يحضرها أيضًا الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وسيتيح لهم هذا اللقاء فرصة لصياغة تفاصيل الخطة المصرية المزعومة حول غزة، تمهيدًا لطرحها في القمة الموسعة بالقاهرة في الرابع من مارس، قبل تقديمها لاحقًا إلى إدارة ترامب.