انفجارات مدمّرة في روسيا.. سبعة قتلى وتخريب جسور قبيل محادثات السلام
انفجارات مدمّرة في روسيا.. سبعة قتلى وتخريب جسور قبيل محادثات السلام

قُتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص وأصيب 69 آخرين في انفجارين استهدفا جسرين في منطقتين روسيتين متاخمتين لأوكرانيا، وذلك قبل يوم واحد فقط من محادثات سلام مزمع عقدها لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات في أوكرانيا، وفق ما أعلنت عنه السلطات الروسية اليوم الأحد، ونقلته وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية.
الضربة الأولى
قال محققون روس: إن التفجير الأول وقع عند الساعة 10:50 مساءً بتوقيت موسكو، عندما تم تفجير جسر طريق سريع يعلو سككًا حديدية في منطقة بريانسك، في اللحظة التي كان فيها قطار ركاب متجه إلى موسكو يمر من تحته وعلى متنه 388 راكبًا.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد مروعة من الموقع، حيث شوهد الركاب وهم يحاولون الخروج من عربات القطار المحطمة في الظلام، بينما كانت أجزاء من الجسر المنهار تهشم العربات، وقد تناثرت الحطام على طول السكة الحديدية.
وأكد ألكسندر بوغوماز، حاكم منطقة بريانسك، في تصريح للقناة التلفزيونية الرسمية الروسية، أن الجسر تم تفجيره أثناء عبور القطار القادم من كليموفو في اتجاه موسكو؛ ما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة في البنية التحتية وسقوط ضحايا.
تفجيرٌ ثانٍ بعد ساعات
وأكدت الوكالة الدولية، أنه بعد أقل من أربع ساعات على الانفجار الأول، تم تفجير جسر آخر في منطقة كورسك المجاورة، لكن هذه المرة كان الجسر يستخدم للسكك الحديدية ويمر فوق طريق سريع.
وبحسب المحققين، فقد أدى الانفجار إلى تساقط أجزاء من قطار شحن كان يستخدم الجسر على الطريق السريع أسفله؛ ما أسفر عن إصابات وأضرار مادية.
وأفادت لجنة التحقيقات الروسية، وهي الهيئة المسؤولة عن التحقيق في الجرائم الخطيرة، بأن الحادثين مرتبطان وتم تنفيذهما بطريقة متعمدة، في إشارة صريحة أن التفجيرين تم تنفيذهما بهدف التخريب.
استهداف دائم
وتابعت الوكالة الدولية، أنه منذ الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، تشهد المناطق الروسية المحاذية لأوكرانيا هجمات متكررة تتبادل فيها موسكو وكييف الاتهامات باستهداف المدنيين.
ولم تصدر السلطات الأوكرانية أي تعليق فوري بشأن تفجيري الجسرين، اللذين وقعا قبيل يوم من الموعد الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى جمع الجانبين الروسي والأوكراني حول طاولة المفاوضات في إسطنبول.
تسعى واشنطن إلى إنهاء النزاع الذي تشير تقديراتها إلى أنه تسبب بمقتل وإصابة ما لا يقل عن 1.2 مليون شخص منذ اندلاعه.
حادثٌ موازٍ
في تطور آخر، قالت وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية (HUR): إن انفجارًا استهدف قطارًا عسكريًا روسيًا كان ينقل شاحنات وقود وإمدادات قرب مستوطنة ياكيميفكا في منطقة زابوريجيا التي تسيطر عليها روسيا.
ولم تعلن الوكالة مسؤوليتها عن الهجوم، ولم تُنسب التفجير إلى أي جهة، إلا أن أوكرانيا سبق أن تبنت سلسلة هجمات عميقة داخل الأراضي الروسية.
اتهامات روسية صريحة لأوكرانيا
من جانبها، سارعت شخصيات سياسية روسية إلى اتهام أوكرانيا بالوقوف خلف التفجيرين، معتبرة أنهما جزء من محاولة لإفشال محادثات السلام المقبلة.
وقال أندريه كارتابولوف، رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي، لقناة "شوت" على تطبيق تيليغرام: إن ما جرى هو عمل تخريبي واضح من جانب أجهزة الاستخبارات الأوكرانية.
وأضاف كارتابولوف، أن التفجيرات تهدف إلى دفع روسيا لتبني موقف أكثر تشددًا قبل المفاوضات، وإلى زرع الخوف في نفوس المدنيين، مؤكدًا أن هذه المحاولات لن تنجح.
الكرملين في حالة استنفار
أكد الكرملين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تلقى تقارير متواصلة من جهاز الأمن الفيدرالي الروسي ووزارة الطوارئ خلال الليل بشأن الانفجارين، كما تحدث مع حاكم منطقة بريانسك ألكسندر بوغوماز لمتابعة الموقف.
يأتي هذا التصعيد الميداني في وقت تتكثف فيه الجهود الدولية للدفع باتجاه محادثات سلام مباشرة بين موسكو وكييف.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد دعا الطرفين للجلوس على طاولة المفاوضات، ملوّحًا بإمكانية تراجع بلاده عن دعمها لأوكرانيا إذا لم تُحرز المحادثات تقدمًا، ما قد ينقل عبء دعم كييف إلى القوى الأوروبية.
لكن، ورغم الحديث السياسي المتصاعد عن مفاوضات السلام، ما تزال الحرب على الأرض مشتعلة، فقد أطلقت كل من روسيا وأوكرانيا موجات من الطائرات المسيّرة، بينما تواصل القوات الروسية التقدم على جبهات رئيسية في شرق أوكرانيا.