برعاية مصرية.. اجتماعات المسار الدستوري الليبي في القاهرة تقترب من الحسم
تقترب اجتماعات المسار الدستوري الليبي في القاهرة تقترب من الحسم
انطلقت اجتماعات الجولة الأخيرة للجنة المشتركة لمجلسي النواب والأعلى للدولة الليبية من جديد، في العاصمة المصرية، القاهرة، أمس الأحد، حيث تهدف تلك الاجتماعات لوضع إطار دستوري توافقي تجرى على أساسه انتخابات وطنية شاملة، وتتجاوز الأمة الليبية أزمتها السياسية الراهنة، وينتظر الليبيون أن تثمر مفاوضات القاهرة التي تستمر أسبوعًا، عن نتائج إيجابية تقود لانتخابات رئاسية وبرلمانية، وهي الخطوة التي ثمنتها ستيفاني ويليامز مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الليبية، مؤكدة أن طرابلس قادرة على تنظيم الانتخابات وتلبية طموحات الشعب الليبي في الانتخابات الرئاسية التشريعية القادمة بعد 11 عامًا من الانقسام والنزاع والفوضى.
ضرورة الحل
تقول المتخصصة في الشؤون الدولية د. سمية عسلة، إن انعقاد الجولة الثالثة من لجنة المسار الدستوري الليبي في القاهرة جاء في الوقت المناسب لدعم استقرار ليبيا وأمن شعبها وتوحيد الصف الداخلي لردع التدخلات الخارجية الطامعة بثروات ليبيا.
وأشارت د. سمية عسلة في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، إلى أن انعقاد الجولة الثالثة للجنة المسار الدستوري الليبي تأتي بالتزامن مع تأزم الأوضاع في ليبيا والتي قد تسير بالبلاد نحو تصعيد عسكري إن لزم الأمر، مؤكدة أن مصراتة تشهد وصول طائرات شحن عسكرية أميركية وبريطانية وتركية وإيطالية في قاعدة الوطية الجوية وقاعدة معيتقة الليبية وتزداد من شهر رمضان الماضي بشكل مكثف وغير مسبوق.
أطماع عالمية
وتابعت عسلة: إنه مع مجيء قوات "JSCO" الأميركية لمصراتة مع مجموعة من الضباط البريطانيين يقدرون بـ50 فردا شكلوا غرفة عمليات عسكرية أميركية بريطانية في مصراتة، وغرفة عمليات أميركية تركية في الوطية، موضحة أن الهدف الأساسي هو الهجوم على سرت الجفرة والسيطرة على النفط الليبي، خاصة أن الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي يعيشون هذه الفترة شُحا وافتقارا للطاقة؛ ما أدى لرفع سعر بنزين السيارات إلى الضعف وسط حالة من الخوف الشعبي من قضاء شتاء بارد دون تدفئة بسبب الحرب الروسية الأميركية في أوكرانيا الآن.
وتؤكد خبيرة الشأن الدولي أن التحركات الآن أصبحت مثل التي حدثت من قبل أن ترسم مصر الخط الأحمر "سرت-الجفرة"، قائلة: «يبدو أن الأمور لو استمرت على نفس الوتيرة في الغرب الليبي فسنرى المشهد الليبي على رأس أولويات الدولة المصرية مرة أخرى، وقد يكون هناك لقاء عسكري مع أردوغان على أبواب "سرت-الجفرة" الفترة القادمة. الأوضاع تشتعل بسرعة فائقة».
مأزق الجماعات الإرهابية
وأضافت الدكتورة سمية عسلة لـ«العرب مباشر»: «أن هذا الانعقاد الثالث للجنة المسار الدستوري في ليبيا يسهم بشكل مباشر في تسريع عملية الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا، لردع الأطماع الخارجية التي تستهدف الثروات النفطية الليبية، وكذلك تستهدف أمن واستقرار الدول الإفريقية وعلى رأسها مصر كونها الدولة الأهم والأبرز عالميا في ملف التصدي للإرهاب».
وتابعت: «كما نرى، فإن داعش والميليشيات المدعومة من إيران لا تجد من يمولها ولا تجد مأوى لها خاصة بعد بدء عملية استقرار اليمن وبدأ طرد الخلايا الإيرانية وخلايا القاعدة من اليمن، وكذلك هدم معاقل داعش في سوريا والعراق، وهو المأزق الحقيقي أمام تركيا وإيران حيث يحاولان إيجاد مأوى للعناصر الإرهابية التابعة لهما».