إسطنبول.. أطفال أتراك يتغنون بولائهم لـ إيران في مساجد شيعية بتركيا
يتغني أطفال أتراك بولائهم لـ إيران في مساجد شيعية بتركيا
غضب شعبي تركي بعد انتشار مقاطع مصورة لأطفال أتراك يتغنون بأغانٍ عسكرية إيرانية في أحد المساجد الشيعية بإسطنبول معلنين ولاءهم وذويهم للنظام الإيراني، النشاط الذي أغضب الأتراك جاء في حفل لإحياء الذكرى الثالثة والثلاثين لوفاة زعيم الثورة الإيرانية آية الله روح الله الخميني، وحضر الحفل رجال دين شيعة أتراك وإيرانيون، كما استضاف الحفل متحدثًا مثيرًا للجدل كان مسجونًا في السابق لكونه ناشطًا إيرانيًا، وتشير التقارير التركية إلى أن الحفل الذي أقيم يوم الأحد في مسجد الإمام زين العابدين في منطقة باغجلار بإسطنبول، ونظمته جمعية علماء آل بيت الموالية لإيران شهد غناء الأطفال بالزي الرسمي للنشيد الملحمي "سلام فرماندة" (القائد) الذي كتب للخميني باللغتين التركية والفارسية، ونشرت وكالة تسنيم للأنباء المرتبطة بالنظام الإيراني مقطع فيديو مثيرًا للأطفال وهم يغنون النشيد، وعادة لا تقوم المؤسسات الإعلامية التابعة للدولة الإيرانية بالإبلاغ عن الأحداث التي ينظمها الشيعة في تركيا حتى لا تؤدي إلى ردود فعل سلبية من الجمهور، لكنها اهتمت بمشاركة ذلك الحفل خاصة أن المسجد شهد تعليق صور الخميني والمرشد الأعلى الإيراني خامنئي في ظاهرة عجيبة، خاصة أن الدولة التركية غالبيتها من المسلمين السنة ويمنع منعًا باتًا تعليق الصور بالمساجد.
مد شيعي في تركيا
رغم عقد أعضاء في الحزب الحاكم التركي عدة اجتماعات سياسية في المساجد؛ ما أثار حفيظة الكثيرين، إلا أنه لم يسبق أن شوهد الأطفال من قبل وهم يغنون أغاني عسكرية تحت صور القادة الإيرانيين، ومسجد زين العابدين هو واحد من 40 مسجدا شيعيا في إسطنبول، وتخضع غالبية المساجد في تركيا لسيطرة وإشراف مديرية الشؤون الدينية (ديانت).
وكان نور الدين شيرين، أحد المتحدثين في الحفل المعروف لدى الإسلاميين المتطرفين في تركيا، ويشغل مهنة رئيس تحرير قناة "قدس" الموالية لإيران، وكان أحد المشتبه بهم في تحقيق قضائي عام 2011، وكشف عن شبكة تجسس متطورة يديرها الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس في تركيا وكشف عمق ومدى تسلل العناصر الإيرانية المخترقة للمؤسسات التركية.
أردوغان والحرس الثوري
وكشف التحقيق أيضًا عن علاقات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بجنرالات الحرس الثوري الإيراني، وكيف لعب هاكان فيدان رئيس المخابرات التركية، دورًا مركزيًا في توطيد العلاقات التركية مع إيران والعمل مع النظام الإيراني.
ومع ذلك، فقد سُجن العديد من المحققين في قسم الشرطة وأعضاء السلطة القضائية في عام 2014 بعد قيامهم بإجراء تحقيق سري حول فيلق القدس، وحُكم على معظم المدانين بالسجن مدى الحياة في عام 2020.
تحقيق الشرطة التركية بدأ بعد أن قال شيرين في اجتماع عام 2010: إن اليهود والحاخامات على وجه الخصوص لا يستحقون أن يكونوا آمنين في تركيا، وكان شيرين قد سُجن في السابق لعضويته في منظمة إرهابية وارتكاب عمل إرهابي لصالح إيران، وأطلق سراحه عام 2005 بعد أن خفف الحزب الحاكم عقوبته، وزعم شيرين في عام 2020 بشكل مفاجئ أن قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني الذي قُتل في غارة أميركية في 3 يناير 2020 كان له دور فعال في مواجهة محاولة انقلاب ضد أردوغان في 15 يوليو 2016، وقال في هذا الصدد: "لقد فعل سليماني أكثر من أي شخص آخر لتعطيل محاولة الانقلاب"، وقال شيرين في برنامج تلفزيوني بعد أيام قليلة من اغتيال سليماني، إن "الرئيس أردوغان يعرف ما فعله سليماني لتركيا في 15 يوليو"، ولا يزال من غير المعروف ما فعله جنرال إيراني كان يدير وحدة عسكرية مثيرة للجدل تعمل خارج تركيا لأردوغان.
تواطؤ أردوغان
فيما يدعي بعض النقاد أن الانقلابيين لم يطلقوا النار على عدد من المدنيين الذين قُتلوا ليلة محاولة الانقلاب، وكشف النقاب عن أن الذخائر التي استخدمت في 15 يوليو لم تكن مملوكة للجيش التركي؛ ما أثار تساؤلات حول العقل المدبر الحقيقي لعمليات القتل، ولم يتم التحقيق مع الحشود الغاضبة التي قتلت العديد من الطلاب العسكريين على جسر البوسفور.
والأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أن مرسومًا حكوميًا نُشر في 24 ديسمبر 2017 نص على أنه بعيدًا عن اللقب الرسمي للشخص فإن الأفراد الذين تصرفوا "في سياق قمع محاولة الانقلاب في 15 يوليو أو الأعمال الإرهابية أو الأعمال التي تحدث كمتابعة لأي من هؤلاء لا يتحملون أي مسؤولية قانونية أو إدارية أو جزائية".