بعد كشف تمويل قطر لحزب الله.. سياسي لبناني: يجب التصدي لتدخل الدوحة

بعد كشف تمويل  قطر لحزب الله.. سياسي لبناني: يجب التصدي لتدخل الدوحة
صورة أرشيفية

بين ميليشيات ليبيا وداعش والقاعدة والحوثي، وغيرهم من الجماعات الإرهابية، بدد النظام القطري أموال شعبه، دون هوادة من أجل نشر الفوضى والفساد وتفتيت الدول، لذلك زجت بكل أذرعها لتنفيذ مخططاتها وتحسين صورتها وسيطرتها على المجتمع الدولي.


وخلال أزمة انفجار بيروت وقبلها، برزت بشدة بين الصحف اللبنانية فضيحة التمويل القطري لحزب الله في لبنان، والتي كشفت عنها وسائل الإعلام الألمانية، حيث طالبت العديد من الجهات بالتحقيق مع الدوحة ومصادرة أموالها في الخارج، لتضييق الخناق عليها وإجبارها على التخلي عن دعم الجماعات الإرهابية.
 
ضربة لم تتوقعها قطر 


اعتقدت قطر أنها كانت استطاعت أن تجلب شبكة "فوكس نيوز" إلى جانبها عندما نشرت الشهر الماضي ملفا مسيئا للإمارات وقضية المقاطعة، لكنها سرعان ما انقلبت عليها بكشفها تلك الحقائق الإرهابية بشأن الدوحة، نقلاً عن أحد الأفراد البارزين بالاستخبارات الألمانية "جيسون جي" الذي تحدث بشكل عابر في الإعلام الإسرائيلي والألماني.


وبالتالي فإن ذلك يُثبت أن كل ما صرفته قطر من أموال وجهود عديدة في الداخل الأميركي لتحسين صورتها، ذهب هدرًا بالحد الأدنى في مجال أن يُغيَّب هذا النوع من المعلومات.


ولذلك ندد "أحمد ملحم"، السياسي اللبناني، بالعلاقة المرفوضة بين قطر وحزب الله اللبناني، معتبرًا إياها علاقة بين شركاء الإرهاب لتدمير بيروت، حيث باتت ترتبط قطر بكل الجماعات الإرهابية في العالم وتسعى لتنشر الخراب والدمار بالبلدان العربية المختلفة من خلالهم، وتطرق الآن الباب اللبناني من أجل ذلك الهدف.


وأشار إلى خطورة استمرار تلك العلاقة الإرهابية الآثمة التي من المؤكد أنها ستحمل الخراب للبنان، مطالبًا الجهات الدولية بسرعة التصدي لذلك ووقف النزيف في بيروت لاسيما بالأزمة الأخيرة.

 
الفضيحة القطرية


قبل أيام قليلة، كشفت شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، أن النظام القطري يموِّل شحنات الأسلحة الخاصة بحزب الله الإرهابي بلبنان، ما يعرض حياة ما يقرب من 10 آلاف جندي من القوات الأميركية في قطر للخطر، مشيرة إلى أن قاعدة العديد العسكرية في الدوحة هي مقر متقدم للقيادة المركزية الأميركية وأسراب من سلاح الجو الأميركي.


ويأتي ذلك استكمالاً للدور الذي تلعبه قطر منذ عام 2017 في مخطط تمويل الإرهاب المترامي الأطراف، كما أن منظمة حزب الله اللبنانية هي ميليشيا شيعية بالوكالة، أنشأها فيلق الحرس الثوري الإسلامي في إيران (IRGC) في لبنان عام 1982، وصنفتها أميركا ككيان إرهابي، وتعتمد على التمويل والدعم الإيرانيين، وهي مسؤولة عن مقتل مئات من العسكريين الأميركيين في العراق ولبنان.


وأكد عميل المخابرات الألمانية "جايسون جي"، -وهو اسم مستعار خوفًا من إعلان هويته من تعرضه للخطر أو الانتقام من جانب عناصر تابعة للدوحة- أنه تمكن من اختراق النشاطات القطرية في دعم حزب الله وكيف يصله معدات عسكرية نتيجة التمويل القطري، موضحًا شراء الأسلحة في قطر كجزء من عملية واضحة لحزب الله، وأن أحد أفراد الأسرة الحاكمة سمح بتوصيل أجهزة عسكرية إلى الكيان الإرهابي المعين من قِبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في لبنان.


كما كشف تورُّط سفير قطر في بلجيكا "عبد الرحمن بن محمد سليمان الخليفي في ذلك الأمر، حيث سعى للتفاوض على اتفاق مع العميل الاستخباراتي. 
 
وتضمَّن الاتفاق دفع قطر مبلغ 750 ألف يورو إلى "جيسون جي" مقابل بقائه صامتًا وعدم فضح ما توصل إليه من مستندات تثبت تورُّط الحكومة القطرية في تمويل حزب الله سرًا، مشيرًا إلى أن الخليفي كان قد عمل سابقًا سفيرًا لقطر في برلين بين عامَيْ 2009 و 2016.


وأكد العميل المخابراتي أنه لم يكن ينوي الوصول إلى تسوية مع السفير، حيث كان غرضه هو فضح ممولي حزب الله في قطر ومَن المسؤولون في الدوحة الذين يوفرون لهم الحماية.


واستعان الدبلوماسي القطري الرفيع في بلجيكا، بمايكل إناكر، المدير التنفيذي لشركة WMP للعلاقات العامة من أجل إخفاء دعم الدوحة لحزب الله، بينما نفى إناكر، تورطه في أي محاولة للتستر على الدعم القطري للحزب، وفق صحيفة ألمانية.


كما أكدت صحيفة "دي تسايت" الألمانية أنه "في بداية 2019، عقد إناكر وضابط المخابرات والدبلوماسي القطري لقاء غداء عرض فيه الـ750 ألف دولار لتأمين صمت جيسون، مسؤول الأمن"، مشيرة إلى أن الحكومة القطرية وسفارات الدوحة في بروكسل وواشنطن وبرلين رفضوا التعليق بشأن ذلك.


وشدد "جيسون جي" على أن هدفه هو أن توقف قطر تمويل المتطرفين وتطهيرها من الإرهاب والفكر المتطرف حتى تستطيع أن تكون جزءًا من المجتمع الدولي.


وفي عام 2017 ، قال الرئيس دونالد ترامب: إن قطر "كانت ممولًا للإرهاب على مستوى عالٍ جدًا، حتى عكس رأيه في وقت لاحق.


وأكدت "فوكس نيوز" أن قطر عكست السياسة الأميركية تجاهها بجهد مكثف ومكلف من قِبل قطر وجماعات الضغط التابعة لها، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، مشيرة إلى حث سياسيين أوروبيين بارزين على حملة قمع سريعة لقطر لتمويل الإرهاب وحزب الله.
 
معلومات جديدة


كما أوضح "جيسون جي" أنه عمل لصالح أجهزة استخبارات أجنبية، وأنه عقد اجتماعًا مع "الخليفي" في يناير 2019 في بروكسل، وأن هدفه هو أن تتوقف قطر عن دعم المتشددين، مضيفًا أن "التفاحات الفاسدة يجب إخراجها من البرميل، وأن تكون قطر جزءًا من المجتمع الدولي".


ووفقًا لـ"فوكس نيوز"، فإن جمعيتين خيريتين قطريتين قدمتا المال لحزب الله في بيروت تحت ستار الغذاء والدواء، وهما "جمعية الشيخ عيد بن محمد آل ثاني" ومؤسسة "التعليم فوق الجميع"، ولكنهم لم يردوا على طلب الشبكة للتعليق. 


وسبق أن نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، نفس المعلومات، نقلاً عن "جيسون جي"، الشهر الماضي، تضمنت أن "الخليفي" قدم المساعدة إلى وكالة علاقات عامة ألمانية، في قضية تستر معقدة من أجل إخفاء تمويل بلاده لحزب الله.


كما قال "جيسون جي" للصحافة الألمانية في وقت سابق من يوليو، إنه أعد ملفًّا حول الدعم المزعوم الذي توفره قطر لحزب الله.

 
مطالب ضدّ قطر


ومن ناحيتها، طالبت "ناتالي جوليه"، السيناتور الفرنسي التي قادت لجنة التحقيق في الشبكات الجهادية في أوروبا وكتبت تقريرًا لحلف شمال الأطلسي بشأن تمويل الإرهاب، بأنه: "يجب أن يكون لدينا سياسة أوروبية بشأن قطر وأن نكون حريصين بشكل خاص في تمويلها للإرهاب، يجب على بلجيكا أن تطلب من الاتحاد الأوروبي إجراء تحقيق وتجميد جميع الحسابات المصرفية القطرية في غضون ذلك ".


وتابعت: "علينا تسوية سياسة عامة بتحذير خاص وسياسة حصيفة لمنع أي تمويل للإرهاب ، خاصة من دول مثل قطر أو تركيا حيث تدعم الدولتان الإخوان المسلمين وأيديولوجيتهم الخطيرة".


كما قال الدكتور إفرايم زوروف، أحد أعضاء منظمة حقوق الإنسان الأميركية: إن دور قطر في تمويل حزب الله يتطلب اتخاذ إجراءات فورية ضد المتورطين وطردًا فوريًّا للسفير القطري في بلجيكا.
وأشار إيان بيزلي جونيور، عضو البرلمان البريطاني الذي يتتبّع تمويل الإرهاب، لشبكة "فوكس نيوز": إن سلوك النظام القطري فاضح ويجب على الحكومة في كل من المملكة المتحدة وبلجيكا أن تتصرف بشكل حاسم، مضيفًا: "هذه المزاعم خطيرة للغاية، خاصة بالنظر إلى أن السفير هو سفير لدى الناتو ، ويجب التحقيق في ذلك واتخاذ الإجراءات المناسبة ضد النظام القطري فوراً".

 

العلاقة الآثمة


ومن ناحيته، ندد أحمد ملحم، السياسي اللبناني، بالعلاقة المرفوضة بين قطر وحزب الله اللبناني، معتبرًا إياها علاقة بين شركاء الإرهاب لتدمير بيروت، مشيرًا إلى تداوُل معلومات بين وسائل الإعلام الأميركية عن تورُّط الدوحة في انفجارات بيروت بسبب تلك العلاقة الآثمة.


وأضاف "ملحم" أن العلاقة بين قطر وحزب الله برزت في عام 2006، إبان الحرب مع الاحتلال الإسرائيلي، ثم مرت بمرحلة تردٍّ، قبل أن تتجدد وتزداد قوة مع الأزمة السورية وبالفترة الأخيرة، نظرًا للتقارب "القطري الإيراني".


وأشار إلى خطورة استمرار تلك العلاقة الإرهابية الآثمة التي من المؤكد أنها ستحمل الخراب للبنان، مطالبًا الجهات الدولية بسرعة التصدي لذلك ووقف النزيف في بيروت، لاسيما بالأزمة الأخيرة.


وأوضح أنه تم تداوُل معلومات عن تورُّط قطر وحزب الله بانفجار بيروت، وأنها كانت تنقل مواد متفجرة للداخل اللبناني، وهو ما يعني تقصيرًا بالغًا من الحكومة اللبنانية التي أهملت ذلك الأمر، بينما كان مديروها يسعون لخصخصة مرفأ بيروت، وهو ما يعتبر تقاعسًا عن العمل وفضيحة أخرى يجب التحقيق فيها.