بعد قصف معاقل وكلاء إيران بالمنطقة.. الولايات المتحدة تتعهد بالمزيد من الضربات الانتقامية
الولايات المتحدة تتعهد بالمزيد من الضربات الانتقامية
نفذ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة سلسلته الثالثة من الضربات الكبرى على أهداف الحوثيين في اليمن، كجزء من هد متواصل للدفاع عن ممرات الشحن في البحر الأحمر، مع تزايد التوقعات بمزيد من الأعمال الانتقامية الأمريكية ضد القوات الإيرانية والجماعات المتحالفة معها في سوريا والعراق، وفقًا لما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وقال "البنتاغون": إن القوات الأمريكية والبريطانية ضربت 36 هدفًا في 13 موقعًا في اليمن أمس السبت، و"استهدفت مواقع مرتبطة بمنشآت تخزين الأسلحة المدفونة عميقًا التابعة للحوثيين وأنظمة الصواريخ ومنصات الإطلاق وأنظمة الدفاع الجوي والرادارات".
وتابع "البنتاغون": أن ضربات السبت كانت تهدف إلى تعطيل وإضعاف القدرات التي يستخدمها الحوثيون لتهديد التجارة العالمية وحياة البحارة الأبرياء".
رسالة أمريكية
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن - في بيان- : إن الضربات بعثت برسالة إلى الحوثيين مفادها أنهم "سيستمرون في تحمل المزيد من العواقب إذا لم ينهوا هجماتهم غير القانونية".
بينما قالت القيادة المركزية الأمريكية المسؤولة عن العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، إنها نفذت ضربة ليل الأحد في منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن ضد صاروخ كروز مضاد للسفن، كان المتمردون يستعدون لإطلاقه ضد السفن في البحر الأحمر.
وأضافت، أن الضربة التي وقعت في حوالي الساعة الرابعة صباحًا بالتوقيت المحلي، جاءت بعد أن اعتبر المسؤولون أن الصاروخ يشكل تهديدًا وشيكًا للبحرية الأمريكية والسفن التجارية.
وأوضحت الصحيفة، أن ضربات أمس السبت كانت منفصلة عن عملية يوم الجمعة ضد وحدة فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة لها في العراق وسوريا، والتي انطلقت ردًا على غارة بطائرة بدون طيار في الأردن في 28 يناير أدت إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين.
وقالت الولايات المتحدة: إن الميليشيات المدعومة من إيران في العراق شنت هجوم الطائرات بدون طيار، وأنه سيكون هناك المزيد من الضربات الانتقامية في الأيام المقبلة.
وقال "أوستن": إن الولايات المتحدة ستنفذ ضربات طالما استمرت الميليشيات في تهديد الأفراد الأمريكيين في المنطقة.
توترات حادة في الشرق الأوسط
وأشارت الصحيفة إلى أن التوترات الحادة اندلعت في جميع أنحاء الشرق الأوسط بعد وقت قصير من غزو إسرائيل لغزة في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، واستهدفت مجموعات مختلفة مدعومة من إيران القوات الأمريكية في المنطقة والسفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر وخليج عدن، قائلة: إنها لن تتوقف حتى تنهي إسرائيل الحرب في غزة، وردًا على ذلك، شنت الولايات المتحدة عشرات الضربات في العراق وسوريا واليمن.
ونفت إيران ضلوعها في الهجوم بطائرات مسيرة في الأردن، وانتقدت يوم السبت الضربات الأمريكية في العراق وسوريا، و وصفتها بأنها تهديد للأمن الإقليمي والدولي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني: إن الضربات ستشرك الولايات المتحدة في المنطقة أكثر من أي وقت مضى، مشيرًا إلى أن ضربة الليلة الماضية كانت مغامرة أخرى وخطأ استراتيجيا للإدارة الأمريكية، ولن تكون نتيجتها سوى التصعيد وعدم الاستقرار في المنطقة.
وقالت الحكومتان العراقية والسورية: إن الضربات الجوية الأمريكية انتهكت سيادتهما وعرّضت سلامة مواطنيهما للخطر.
وقال متحدث باسم الحكومة العراقية: إن 16 شخصًا قتلوا بينهم مدنيون وأصيب 25 آخرين. وقال :المتحدث": إن الضربات الأمريكية أصابت بلدتين هما "عكاشات والقائم" في غرب العراق بالقرب من الحدود مع سوريا.
وفي البحر الأحمر، كانت ما يقرب من 90 سفينة تعبر المياه بعد ظهر يوم السبت في الساعات التي سبقت الغارات الجوية الأخيرة على مواقع الحوثيين. تلقى الشاحنون في الممرات رسائل تحثهم على المغادرة.
وفي الوقت نفسه، استمرت التوترات في التصاعد في سوريا والعراق بعد الضربات الأمريكية يوم الجمعة، وقال الجيش السوري - في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية في البلاد- : إن الضربات أسفرت عن مقتل عدد من المدنيين والعسكريين وإصابة آخرين، لكنه لم يكشف عن أرقام محددة.
وتهدف الضربات الأمريكية إلى وقف هجمات الميليشيات ضد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، والتي تزايدت في الأشهر الأخيرة بسبب دعم واشنطن لإسرائيل في حربها ضد حماس.
عدم توسع دائرة الحرب
وأكدت الصحيفة الأمريكية، أنه بالرغم من ذلك، يبدو أن الهجوم الأمريكي يوم الجمعة كان يهدف إلى ضمان عدم توسع الحرب في غزة لتشمل الشرق الأوسط وجر واشنطن إلى صراع إقليمي مع إيران.
وتابعت: أنه لعدة أيام، أشارت الولايات المتحدة إلى أنها ستشن ضربات؛ مما يسمح للميليشيات المدعومة من إيران بسحب قواتها من القواعد وإعادة توجيه الأسلحة والمعدات العسكرية.
وبينما كانت إدارة بايدن تدرس الرد، قالت كتائب حزب الله: الميليشيا العراقية المشتبه في تورطها في الغارة القاتلة بطائرة بدون طيار في الأردن، إنها علقت الهجمات على القوات الأمريكية في العراق وسوريا؛ مما يشير إلى أنها تحاول تهدئة التوترات.
وأضافت: أنه في حالة استمرار هجمات الميليشيات، يمكن للولايات المتحدة أن تضرب بقوة أكبر أفراد فيلق القدس في سوريا والعراق واليمن دون سابق إنذار أو أن تضرب السفن الإيرانية في البحر، ومع ذلك، من غير المرجح أن توجه الولايات المتحدة ضربات مباشرة إلى إيران؛ لأن ذلك قد يجر طهران بشكل أكثر عدوانية إلى حرب لم يعلن أي من الطرفين عن رغبتها فيها، وقال بعض المشرعين الجمهوريين: إن توجيه ضربة إلى الأراضي الإيرانية يجب أن يظل خيارًا.