كيف نجحت الإخوان على مدار أعوام في الانتشار في موسكو؟.. التفاصيل الكاملة
تسعي الإخوان على مدار أعوام في الانتشار في موسكو
رغم الجهود التي تقوم بها روسيا في مواجهة الإرهاب الإخواني، وكانت أول دولة أجنبية تدرج الإخوان على لائحة الإرهاب في عام 2006، عقب أعمال العنف التي قام بها الإخوان في مناطق شمال القوقاز التي تحظى بأغلبية إسلامية، غير أنّها لم تخلُ من الوجود الإخواني؛ إذ عمد الإخوان المسلمون منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي؛ أي مباشرة بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، إلى تأسيس بنية تحتية بشرية وتنظيمية تساعدهم على تثبيت وجودهم في هذا البلد المهم وممارسة أنشطتهم بفعالية.
دخول الإخوان
وذكرت دراسة أصدرها حديثاً المركز العربي لدراسات التطرّف بعنوان "الإخوان المسلمون في روسيا". أن دخول الإخوان تم من خلال عدد من الطلبة والمهاجرين العرب الذين ينتمون إلى الجماعة أو يتعاطفون مع أيديولوجيتها، الذين جاؤوا إلى روسيا بغرض الدراسة أو العمل، واستقروا هناك، وحصلوا على الجنسية.
وأكدت الدراسة أنّ الإخوان نجحوا على مدار أعوام في الانتشار في موسكو ومختلف جمهوريات ومحافظات الاتحاد الروسي، وأقاموا شبكة مترابطة من الجمعيات والمراكز الثقافية والاجتماعية والتعليمية والخيرية، على الرغم من صدور قرار من السلطات الروسية بحظرهم ومنعهم من مزاولة أيّ نشاط.
وأكدت أنّ قرار الحظر ظلّ حبراً على ورق؛ لأسباب براجماتية تتعلق بحسابات السلطة وتعقيداتها، فقد سُمح للإخوان فعلياً بالاستمرار في التوسع ونشر أيديولوجيتهم وترسيخ تواجدهم في أوساط المسلمين الروس الذين يقدّر عددهم بنحو (28) مليون مسلم (الإحصاء الأخير لعام 2022)، تؤطرهم مئات الجمعيات والمراكز الثقافية والاجتماعية الإسلامية وأكثر من (8) آلاف مسجد في روسيا وحدها.
فروع الإخوان
ومن بين فروع الإخوان أشارت الدراسة إلى (اتحاد المنظمات الإسلامية في روسيا)، الذي قالت إنّه التنظيم المظلي للإخوان المسلمين في الاتحاد الروسي، تأسس عام 2006 من قبل مجموعة من الطلبة العرب، أبرزهم الفلسطينيان وسام البردويل ونضال الحيح، وتم تسجيله رسمياً في موسكو، حيث يقع مقره الرئيس، وحصل على الاعتماد القانوني عام 2008.
التمويل المالي
يقول الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية أحمد سلطان إن الإخوان نجحوا على مدار أعوام في الانتشار في موسكو ومختلف جمهوريات ومحافظات الاتحاد الروسي، وأقاموا شبكة مترابطة من الجمعيات والمراكز الثقافية، لافتا أن قرار الحظر ظلّ حبراً على ورق؛ لأسباب براجماتية تتعلق بحسابات السلطة وتعقيداتها، فقد سُمح للإخوان فعلياً بالاستمرار في التوسع ونشر أيديولوجيتهم وترسيخ تواجدهم.
وأضاف في تصريح لـ"العرب مباشر" أن المصدر الرئيسي لتمويل الإخوان هو التبرعات التي يتلقاها من الجالية المسلمة في روسيا الاتحادية، ويتلقى دعماً مالياً من هياكل الإخوان المسلمين في أوروبا، وخاصة اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا (مجلس مسلمي أوروبا حالياً)، لتنفيذ مشروعاته في موسكو وغيرها من الجمهوريات والمحافظات الروسية.