معاناة أهالي بلدات حدودية لبنانية مع إسرائيل بعد القذف المستمر
يعاني أهالي بلدات حدودية لبنانية مع إسرائيل بعد القذف المستمر
إثر الحرب الحالية ما بين حركة حماس والقوات الإسرائيلية في قطاع غزة، بدأت مناوشات عديدة بين قوات حزب الله في جنوب لبنان والجيش الإسرائيلي لتتسع رقعة الصراع من جديد على حدود لبنان وتعيد ذكرى حرب 2008.
الاشتباكات الإسرائيلية اللبنانية تفتح أبواباً جديدة نحو أزمة في لبنان في شعب يعاني اقتصادياً وسياسياً وبلداً بلا رئيس في ظل شغور رئاسي منتشر منذ ما يقرب من عام بعد أزمة مرفأ بيروت التي كشفت عن فساد كبير داخل البلاد.
معاناة كبرى للبلدات الحدودية
يعيش مواطنو بلدات الشريط الحدودي الإسرائيلي اللبناني ظروفًا معيشية صعبة، في ظل التصعيد اليومي لعمليات الاشتباك، بعد دخول حزب الله وفصائل فلسطينية أخرى تعمل انطلاقا من لبنان، على خط المواجهة مع إسرائيل.
حيث تم نقل عدد من رؤساء بلديات القطاع الشرقي من جنوب لبنان معاناة بلداتهم إلى مقر رئاسة الحكومة في بيروت، الوفد الذي قابل حكومة نجيب ميقاتي دعا الدولة إلى "دعم صمود الأهالي في أرضهم، ومسح الأضرار التي أصابت بيوتهم من القصف الإسرائيلي، خصوصا بعد سقوط شهيدين في شبعا قبل أسبوع".
معاناة وقتلى نتيجة للقصف
وأدى الصراع إلى مقتل صحافي وإصابة ستة آخرين أثناء تغطيتهم لإطلاق نار على الحدود بين لبنان وإسرائيل، وأكدت وكالة "رويترز" مقتل أحد صحافييها أثناء قيامه بتغطية إعلامية في منطقة على الحدود بين لبنان وإسرائيل، كما تأكدت إصابة ستة صحافيين من وكالتَي الأنباء الفرنسية ورويترز وقناة الجزيرة، وتعرض مجموعة من الإعلاميين من مؤسسات مختلفة للقصف في محيط بلدة "علما الشعب" الحدودية، أثناء تغطيتهم تبادلا لإطلاق النار.
واستهدف قصف مدفعي إسرائيلي عصر الجمعة أطراف بلدات حدودية بينها علما الشعب والضهيرة والعديسة، القصف أعقب "محاولة تسلل" من الجانب اللبناني من "مجموعة فلسطينية".
وأعلن حزب الله من جهته أنه رد "على الاعتداءات الإسرائيلية على محيط عدد من البلدات اللبنانية الجنوبية"، فـ"قام مجاهدو المقاومة الإسلامية بمهاجمة "ثلاثة مواقع إسرائيلية " بالأسلحة المباشرة والمناسبة وحققوا فيها إصابات دقيقة".
ويقول المحلل السياسي اللبناني طوني حبيب: إن جنوب لبنان -وبشكل خاص البلدات الحدودية- يمر بظروف صعبة، ونزح ما يقترب من 60% من سكان البلدة البالغ عددهم 10 آلاف نسمة نحو بيروت، وكذلك الحياة توقفت والمدارس علقت والمصالح أقفلت، وموسم حصاد الزيتون تضرر بالقصف، والأوضاع الاجتماعية والنفسية سيئة جدا.
وأكد حبيب في صريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن في كفرشوبا لم يبقَ إلا القليل من العائلات بعد أن توقفت الحياة هنا ونزحت العائلات إلى سراي بلدة القضاء في حاصبيا، حيث يعيش الجميع في حالة قلق بين اليوم والآخر بشكل غير مسبوق.