كاتب سوداني: المرأة والأطفال في السودان يدفعون الثمن الأكبر من الحرب
كاتب سوداني: المرأة والأطفال في السودان يدفعون الثمن الأكبر من الحرب
شهد السودان منذ أبريل 2023 تصاعدًا كبيرًا في الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع؛ ما أسفر عن تدهور الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق.
ومع استمرار هذه الحرب، تتعرض المرأة والأطفال لأبشع الأزمات في ظل غياب الأمان وانعدام الحماية الأساسية، حيث يعيش الملايين في ظروف صعبة، وواجهت الفئات الأكثر ضعفًا، مثل النساء والأطفال، أسوأ الفترات في حياتهم.
تفاصيل الصراع
بدأت الحرب في السودان عقب تصاعد الخلافات بين قائد الجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)؛ مما أدى إلى اندلاع مواجهات دامية في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى. ومع مرور الوقت، توسع نطاق الحرب ليشمل مناطق واسعة من البلاد، بما في ذلك دارفور وكردفان والنيل الأزرق.
الآثار الإنسانية
في قلب هذا الصراع، يعاني المدنيون بشكل غير متناسب، خصوصًا النساء والأطفال. فقد تسببت الحرب في مقتل الآلاف وتشريد الملايين من منازلهم؛ مما جعلهم في مواجهة ظروف قاسية من جوع، وقلة الرعاية الصحية، ونقص المواد الأساسية.
النساء في مرمى الحرب
النساء في السودان هن الأكثر تضررًا من هذه الحرب، حيث يتعرضن لعدة أنواع من العنف، بما في ذلك الاغتصاب، والتشريد، والعمل القسري. مع تدمير العديد من المرافق الطبية والإنسانية، لم تعد النساء قادرات على الوصول إلى الرعاية الصحية المناسبة، خاصة في المناطق التي كانت تعتبر سابقًا آمنة.
بالإضافة إلى ذلك، تحمل النساء العبء الأكبر في رعاية الأطفال والمسنين في وقت تتصاعد فيه مخاطر النزاعات المسلحة. وهن يواجهن تحديات هائلة، بما في ذلك العثور على مأوى آمن، وتوفير الغذاء والاحتياجات الأساسية لأسرهن.
الأطفال الضحايا الأبرياء
الأطفال هم الضحايا الأبرياء لهذه الحرب المدمرة. وفقًا لمنظمات حقوق الإنسان، فإن مئات الأطفال قد قُتلوا أو أصيبوا، بينما تم تجنيد العديد منهم من قبل الأطراف المتصارعة في صفوف المليشيات أو الجيش. إضافة إلى ذلك، يعاني ملايين الأطفال من صدمات نفسية ناتجة عن الحرب؛ مما يهدد مستقبلهم ويمس استقرار المجتمع السوداني بأسره.
في ظل استمرار الصراع، يعاني الشعب السوداني، وخاصة النساء والأطفال، من أسوأ الظروف التي يمكن تخيلها. إن الحاجة إلى اتخاذ خطوات حاسمة لحماية المدنيين، وتوفير الدعم الإنساني العاجل، تظل أمرًا بالغ الأهمية.
لا يمكن تجاهل معاناة هذه الفئات الضعيفة في الوقت الذي يتواصل فيه نزيف الحرب، وتظل الجهود الدولية والمحلية ضرورية للحد من هذه المعاناة المستمرة.
نزاع مدمر
وقال المحلل والكاتب السوداني محمد الطيب: إن "الحرب الدائرة في السودان منذ عام 2023 قد ألقت بظلالها الثقيلة على المدنيين، خصوصًا النساء والأطفال، الذين يدفعون الثمن الأكبر من هذا النزاع المدمر".
وأكد الطيب - في تصريح لـ"العرب مباشر"-، أن "الأوضاع الإنسانية في البلاد تتدهور بشكل سريع، حيث أصبح الملايين من النساء والأطفال يواجهون ظروفًا قاسية، في ظل غياب الأمان، والتشرد، وفقدان الخدمات الأساسية".
وأوضح الطيب، أن "الصراع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قد حوّل معظم المناطق في الخرطوم ومدن أخرى إلى مسرح للدمار والخراب؛ مما أثر بشكل مباشر على الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع".
وأضاف: أن "النساء يتحملن العبء الأكبر من هذه الحرب، فبالإضافة إلى المعاناة من العنف الجنسي، يتعرضن أيضًا للعمل القسري، ويواجهن صعوبة في تأمين احتياجات أسرهن، خاصة مع دمار البنية التحتية ونقص الغذاء والماء".
وفيما يخص الأطفال، قال الطيب: "الأطفال السودانيون هم أكبر ضحايا هذه الحرب، حيث أصبحوا عرضة للقتل، والتهجير القسري، والتجنيد من قبل المليشيات المسلحة. العديد منهم يعانون من صدمات نفسية نتيجة مشاهد العنف المستمر؛ مما يهدد مستقبلهم بشكل خطير".
وأشار أن "الوضع التعليمي في السودان يزداد سوءًا، إذ تم تدمير العديد من المدارس أو تحولت إلى مراكز للإيواء؛ مما حرم الأطفال من فرص التعلم".
وحول الاستجابة الإنسانية، أكد الطيب: "رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها المنظمات الإنسانية المحلية والدولية لتقديم الدعم الإغاثي، إلا إن الوصول إلى المناطق المتضررة ما يزال يمثل تحديًا كبيرًا بسبب الأوضاع الأمنية".
وأشار أن "هناك حاجة ماسة لتعاون أكبر بين الأطراف المتنازعة والسعي للوصول إلى حل سياسي يضمن وقف القتال ويحمي المدنيين، خصوصًا النساء والأطفال الذين لا ذنب لهم في هذه الحرب".
ودعا الطيب المجتمع الدولي إلى تكثيف الضغوط على الأطراف السودانية المتنازعة، وتوفير الدعم الإنساني بصورة عاجلة وفعالة، مع ضرورة اتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين من أخطار الحرب المستمرة.