بعد سقوط الأسد.. روسيا تنسحب من سوريا وسط تغيرات دراماتيكية
بعد سقوط الأسد.. روسيا تنسحب من سوريا وسط تغيرات دراماتيكية
في 8 ديسمبر 2024، شهدت سوريا تحولاً جذريًا في المشهد السياسي والعسكري، حيث أعلن رسميًا سقوط نظام الرئيس بشار الأسد بعد 13 عامًا من الصراع الدموي.
جاء هذا الانهيار بعد 24 عامًا من حكم الأسد الابن للبلاد، ومع تحقيق المعارضة المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام تقدمًا سريعًا على الأرض منذ أواخر نوفمبر، بدأت معادلات التوازن العسكري والسياسي تتغير بشكل غير مسبوق.
تراجع الدعم الروسي للنظام السوري
الدعم الروسي الذي كان ركيزة أساسية لبقاء النظام السوري، واجه اختبارات قاسية خلال الأشهر الأخيرة، خاصة مع انشغال موسكو بحربها في أوكرانيا. روسيا، التي كانت تسعى لتجنب مواجهة مباشرة في سوريا وسط أزماتها العسكرية والاقتصادية، بدت متراجعة في تقديم دعمها العسكري للأسد.
إخلاء القاعدة البحرية الروسية في طرطوس
مع اقتراب المعارضة من دمشق وتصاعد المخاطر على الساحل السوري، بدأت روسيا بسحب معداتها وقواتها تدريجيًا من قاعدتها البحرية في طرطوس.
ففي 2 ديسمبر 2024، غادرت السفينة المساعدة "يلنيا" ميناء طرطوس، تلتها مغادرة معظم السفن الروسية الأخرى، بما في ذلك فرقاطات وغواصة.
كما أظهرت صور حديثة إخلاء القاعدة من ثلاث فرقاطات وغواصة وسفينتين مساعدتين؛ مما يعكس قرار موسكو بعدم إرسال تعزيزات إضافية للنظام.
سحب القوات الروسية من سوريا
أكد معهد دراسات الحرب في واشنطن، أن روسيا قامت بسحب أسطولها البحري بالكامل من طرطوس، وتزامن ذلك مع تحركات عسكرية محدودة، حيث نشرت موسكو قوات من "فيلق أفريقيا"، الذي أُنشئ ليحل محل مجموعة "فاغنر".
تراجع استراتيجي
يرى الخبراء، أن روسيا تسعى لتقليل خسائرها بعد التقدم السريع للفصائل المسلحة باتجاه الساحل السوري، خاصة مع سقوط حماة التي تبعد 80 كيلومترًا فقط عن طرطوس.
التدخل الروسي في سوريا.. من الدعم إلى التراجع
دخلت روسيا الأزمة السورية عسكريًا في سبتمبر 2015 لدعم النظام ووقف تقدم المعارضة في الشمال الغربي. منذ ذلك الحين، لعبت القواعد الروسية في سوريا، وخاصة قاعدة طرطوس، دورًا استراتيجيًا في تعزيز وجود موسكو في الشرق الأوسط. ومع ذلك، يبدو أن سقوط الأسد غيّر حسابات روسيا التي اختارت الانسحاب التدريجي من المشهد.
مستقبل روسيا في سوريا بعد سقوط الأسد
مع سقوط النظام السوري، تواجه روسيا تحديات كبيرة في الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
الانسحاب العسكري من طرطوس قد يشير إلى تغيير جذري في السياسة الروسية تجاه سوريا، وسط تكهنات بأن موسكو قد تركز جهودها على تعزيز نفوذها في أماكن أخرى بدلاً من سوريا.