بيع الفتيات والنساء.. كيف دفعت المرأة ثمن ويلات الحرب في السودان؟

دفعت المرأة السودانية ثمن ويلات الحرب

بيع الفتيات والنساء.. كيف دفعت المرأة ثمن ويلات الحرب في السودان؟
صورة أرشيفية

تعاني المرأة السودانية من العنف المتواصل في ظل استمرار الحرب السودانية التي دخلت في الشهر الرابع على التوالي واستمرار الاقتتال العنيف بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وفشل جميع الهدن لوقف إطلاق النار.

فهناك تزايد في حالات اختطاف النساء والفتيات ولاسيما الأطفال في مناطق النزاع، خاصة الخرطوم، ومنذ منتصف أبريل واندلاع الصراع المسلح بالعاصمة الخرطوم وولايات أخرى، استهدفت النساء والفتيات العديد من الانتهاكات.

اختطاف الفتيات من منازلهن

وصلت الحرب في السودان إلى مراحل عنف كبيرة، يدفع ثمنها العديد من الضحايا من المدنيين خاصة النساء والأطفال، في ظل تنامي حالات الاختفاء القسري للنساء والفتيات وتزايد حالات العنف الجنسي المتصل بالنزاع بمعدل لا يتناسب مع البلاغات المسجلة لديها.

وقالت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية في بيان، تضع حادثة اختطاف فتاتين من منزلهما في حلفاية الملوك في بحري، وحادثة اختطاف طفلة قاصرة في المسالمة بأم درمان لإيقاف هذه الانتهاكات الخطيرة وضمان سلامة النساء والفتيات والأطفال وصون حقوقهم.

وأضافت: وإزاء تنامي ظاهرة اختطاف النساء والأطفال، تحذر الوحدة من مغبة استهداف الأطفال وزيادة أعباء الحرب على الأسر -ولاسيما النساء- ومن خطورة تفكيك المجتمعات والحرب على المواطنين.

ووثقت الوحدة التابعة العديد من حالات العنف الجنسي المتصل بالنزاع، منذ اندلاع الحرب بالخرطوم ومناطق أخرى في 15 أبريل الماضي، وقالت الوحدة في تحديث بحالات العنف الجنسي في الخرطوم ونيالا والجنينة: إن إجمالي حالات الاعتداء الجنسي في الخرطوم بلغ 42 حالة، وفي نيالا 25 حالة، بينما سجلت في الجنينة 21 حالة عنف جنسي مرتبط بالنزاع.


رصد أسواق بيع النساء

هيئة محاميّ دارفور أكدت منذ فترة أنها ظلت تتلقى عدة بلاغات عن وجود أسواق للرق في شمال دارفور تعرض فيها نساء وفتيات تم اختطافهن، وقالت هيئة محاميّ دارفور وشركاؤها في بيان: إنها منذ فترة ظلت تتلقى عدة بلاغات عن وجود أسواق للرق في شمال دارفور، حيث تعرض فيها نساء وفتيات تم اختطافهن وجلبهن من بعض المناطق المتأثرة بالحرب ومنها ولاية الخرطوم.

وإضافة إلى ذلك فإن هناك مفاوضات تجرى في غاية السرية والكتمان بين بعض أسر المختطفات وبعض الخاطفين لتحريرهن مقابل دفع فديات مالية، وبعض ذوي وأقارب النساء والفتيات المختطفات، وصلوا إلى مناطق في شمال دارفور ومدينة الفاشر للبحث عنهن.

والصراع بين الطرفين المسلحين في السودان تسبب في تزايد حالات اغتصاب نساء وفتيات، بعضهن بعمر 12 عاماً، واختطافهن، وهناك مقاتلين مسلحين يعتدون جنسياً على فتيات في سن المراهقة ويغتصبونهن، وأفادت الأمم المتحدة بوجود زيادة ملحوظة في العنف على أساس النوع.

المرأة السودانية تدفع ثمن ويلات الحرب

وقال محمد إلياس الصحفي السوداني: إن المرأة السودانية دفعت ثمن ويلات الحرب بالتشريد والهجرة إلى دول الجوار وخارج السودان، كما جاء الحديث عن السوق لبيع النساء لبث القلق والرعب للسودانيين، كما أن الحرب الدائرة لا يوجد بها قواعد لكيفية التعامل مع المدنيين في ظل استهداف البيوت والمنازل والضحايا سواء كانوا من النساء والأطفال.

وأضاف إلياس في تصريحات لـ"العرب مباشر": أن السودان بطبيعته يحترم حقوق المرأة، والكثير يتحدث عن أشياء غير حقيقية، وظلت المرأة السودانية تعاني من ويلات الحروب خاصة خلال الفترة الماضية، حيث يشهد السودان واحدة من أسوأ الحروب الدموية والنساء دفعت الثمن غاليا للنزوح وترك منازلهن.

وأضاف إلياس: أن السودان يواجه أوضاعا خطيرة ولا توجد معسكرات ولا حماية مدنية، كما أن هناك أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ ونازح لدول الجوار من ضمنهم النساء والأطفال.