الحرب السودانية.. تهديد مستمر للوضع الطبي في الخرطوم

تتواصل الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان

الحرب السودانية.. تهديد مستمر للوضع الطبي في الخرطوم
صورة أرشيفية

أصبحت الخرطوم مدينة أشباح في ظل حرب مستمرة منذ 4 أشهر ما بين قوات الدعم السريع وقوات الجيش السوداني، وهو ما تسبب في انهيار جميع القطاعات في البلاد، ومنذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل الماضي،  وتعرض القطاع الصحي في السودان إلى قصف جوي جعل أكثر من 90% من المستشفيات خارج الخدمة.

ولم يتبقَّ في السودان سوى عدد قليل من المستشفيات التي تحارب من أجل البقاء في ظل الحرب المستمرة، وقضية القطاع الصحي  في الأساس من أهم القضايا في السودان التي تعاني بشدة.

هجمات متتالية على الفرق الطبية

والهجمات التي يتعرض لها العاملون في المجال الطبي في السودان تهدد ما تبقى من المستشفيات العاملة في الخرطوم، ومنظمة أطباء بلا حدود الخيرية الطبية تعرض موظفوها لهجمات على أيدي مسلحين في ظل تزايد العنف ضد العاملين الصحيين في الخرطوم والذي يهدد المستشفيات القليلة التي لا تزال مفتوحة في العاصمة السودانية.

وقال فريق أطباء بلا حدود: إنه تعرض للهجوم على بعد 700 متر من المستشفى التركي، وهو واحد من بين مستشفيين فقط يعملان في جنوب الخرطوم بعد أن اضطرت مستشفيات أخرى إلى الإغلاق خلال ما يقرب من 100 يوم من القتال، وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنها قد لا تتمكن من الحفاظ على وجودها في المستشفى، بعد أن واصلت عملها مواكبة بين إجراء العمليات الجراحية وعلاج الأمراض المزمنة، بينما تستقبل أيضًا حوالي 15 جريحًا بسبب القتال كل يوم.

أطباء بلا حدود تحذر

وإلى ذلك، قال كريستوف غارنييه، مدير الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في السودان، إنه من أجل إنقاذ أرواح الناس يجب عدم تعريض حياة موظفينا للخطر، إذا وقعت حادثة كهذه مرة أخرى، وإذا استمرت إعاقة قدرتنا على نقل الإمدادات فمن المؤسف أن وجودنا في المستشفى التركي سيصبح قريبًا غير مقبول.

في حين وقعت 9 هجمات على الأقل على العاملين في مجال الرعاية الصحية أو المستشفيات في السودان، بين 28 يونيو  و11 يوليو، وفقا "لتقارير دولية واردة" تسلط الضوء على الهجمات على النظم الصحية في النزاعات.

وقد أعلن الجيش السوداني مقتل 5 مدنيين وإصابة 22 آخرين بمستشفى السلاح الطبي بأم درمان غربي العاصمة الخرطوم، من جراء قصف بطائرات مسيرة، وتم استهداف مجمع الطوارئ والإصابات بمستشفى السلاح الطبي بأم درمان بطائرة مسيرة؛ ما تسبب في استشهاد 5 من المرضى وإصابة 22 معظمهم من المدنيين.

ومستشفى السلاح الطبي غربي العاصمة تتبع للجيش السوداني ويوجد بها الرئيس المعزول عمر البشير وبعض عناصر النظام السابق، بحسب مسؤولين حكوميين.

ويبدو أن الأطباء في السودان محاصرون في المستشفيات من دون كهرباء أو مياه، بينما يتم إجلاء مرضى آخرين يحتاجون إلى رعاية طبية.

تأثير الحرب على المستشفيات

وفي مايو الماضي، كشف هيثم محمد إبراهيم، وزير الصحة السوداني، النقاب مؤخرا عن أن 125 مستشفى في الخرطوم قد تأثرت جراء الاشتباكات، وتضررت أنظمة الكهرباء والماء فيها، بالإضافة إلى نقص كبير في المعدات اللازمة لمستشفيات الأورام.

كما حذر مختصون من كارثة صحية وبيئية كبيرة بسبب الجثامين المتحللة التي ظلت لأيام طويلة في بعض الطرقات العامة في وسط الخرطوم قبل أن تتمكن فرق الهلال الأحمر السوداني واللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرها من المنظمات الطوعية من دفن بعضها.

وقد حذرت اللجنة المركزية لضباط الصحة بالسودان من الوضع المتردي الذي وصلت إليه الأحوال الصحية والبيئية جراء الحرب بالبلاد، مشيرة إلى مخاطر بالغة على الصحة العامة وصحة البيئة بسبب تراكم النفايات وجثث الضحايا التي دفن بعضها داخل البيوت وفي الطرقات الداخلية في الأحياء السكنية.