هل يمكن إخراج التحالف الدولي من العراق؟ ما التهديدات المحتملة.. خبراء يجيبون

تسعي العراق إلي إخراج التحالف الدولي

هل يمكن إخراج التحالف الدولي من العراق؟ ما التهديدات المحتملة.. خبراء يجيبون
صورة أرشيفية

في ظل تصاعد العنف في غزة، زادت المخاوف من انتشار الصراع إلى مناطق أخرى خارج القطاع الفلسطيني، وتأثرت بعض الجبهات الأخرى بتداعيات الحرب، من بينها العراق الذي شهد تزايد الهجمات على قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة؛ ما أثار ردود فعل سلبية تجاه وجودها، ولكن هل من الممكن إخراج التحالف الدولي من العراق؟

يعتقد مراقبون أن إنهاء مهمة قوات التحالف الدولي -التي تضم قوات أميركية- ليس بالأمر الهين، لأن هناك عقبات دستورية وقانونية تحول دون ذلك، بالإضافة إلى أن هناك جزءًا من الشعب العراقي يعتبر تلك القوات ضامنة للاستقرار الأمني والسياسي.

قرار يخدم إيران وحلفاءها

وفقًا لـ"غازي فيصل" مدير المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية، فإن هذه الخطوة تندرج ضمن إستراتيجية إيران وحلفائها من الميليشيات المسلحة التي تسعى لطرد القوات الأميركية من العراق، وهو هدف يسعون إليه منذ سنوات.

وأضاف: أن هذه الميليشيات القريبة من الحرس الثوري الإيراني قامت بمهاجمة القواعد الأميركية التي تقوم بتقديم الدعم والاستشارات والتدريب للجيش العراقي، مشيرًا إلى أن وجودها مشروع ومبني على اتفاقية إستراتيجية وقعت عام 2008 بين الحكومة العراقية السابقة برئاسة نوري المالكي والإدارة الأميركية، والتي صادق عليها البرلمان العراقي.

وبحسب المحلل السياسي العراقي، فإن العراق يواجه خيارين داخليين بشأن مصير تلك القوات: الأول هو الخيار الموالي لإيران والذي ينظر إلى القوات الأميركية على أنها قوة احتلال يجب طردها، والثاني هو الخيار المؤيد للولايات المتحدة وخاصة الأحزاب الكردية، كما أن قوات البيشمركة لديها اتفاقيات تعاون مع البنتاغون حيث إنها جزء من الجيش العراقي.

وأشار المحلل السياسي العراقي إلى أنه في إطار الخيار الثاني، فإن بعض القوى ترى أن الاستمرار في العلاقات مع التحالف الدولي يخدم مصلحة العراق ويضمن أمنه واستقراره وتنميته وتطوير قدراته الدفاعية؛ ما يعني أن العراق مقسوم بين خيارين متعارضين بشأن الولايات المتحدة.

و«نظرًا لهذه المعطيات، فإن القوات الأميركية أو قوات التحالف لن تغادر البلاد»، كما قال غازي فيصل، مضيفًا أن «القوى المعادية لأميركا لن تتمكن من إصدار قانون بأغلبية ثلثي مجلس النواب لإلغاء القانون الذي أعطى الشرعية والأساس للاتفاقية الإستراتيجية بين بغداد وواشنطن، وهذا يمثل عقبة دستورية تصاحبها عقبات سياسية أخرى».

وأكد أن واشنطن -من جانبها- لن تتنازل عن مصالحها وأمنها في الشرق الأوسط. وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قد أعلن عزمه على إخراج قوات التحالف الدولي بشكل نهائي، وبدأ في مفاوضات فنية لتحقيق ذلك.

لا أحد يستطيع طردها

من جهة أخرى، يقول علي العبيدي، المحلل السياسي، إن «المطالبات التي تنشر في العراق لإخراج قوات التحالف الدولي من البلاد هي مجرد كلام للترويج الإعلامي والتباهي»، مؤكدًا أنه «لا أحد يستطيع طرد تلك القوات من الأراضي العراقية».

وأوضح أن هناك نحو 4 اتفاقيات أمنية مبرمة بين العراق والولايات المتحدة، تنص على أن القوات الأميركية التي تشكل جزءًا من التحالف الدولي لها حق الوجود والتنقل في العراق دون الحاجة إلى موافقة الحكومة العراقية، مضيفًا أن «هذه الاتفاقيات ملزمة قانونيًا ولا يمكن إلغاؤها إلا بالتوافق بين الطرفين».

ويرى المحلل السياسي العراقي أن «القرار بشأن مصير تلك القوات ليس في يد الحكومة العراقية الحالية أو أي تحالف سياسي داخلي»، قائلاً: إن «الأمر كله يعود إلى واشنطن ورغبتها في البقاء أو الانسحاب من العراق، وهذه هي الحالة الوحيدة التي يمكن فيها إنهاء وجود التحالف الدولي».

وأكد العبيدي أن العراق سيواجه تبعات خطيرة في حالة خروج قوات التحالف والقوات الأميركية بشكل كامل، خاصة في ظل التهديد المستمر من تنظيم «داعش» وغيره من الجماعات الإرهابية، كما أن ذلك سيمنح إيران والميليشيات الموالية لها فرصة أكبر لتوسيع نفوذها في العراق والمنطقة، مشيرًا إلى أن هناك من يعتبر أن الوجود الأميركي -رغم رفضه- لكنه عامل توازن وردع في مواجهة الطموحات الإيرانية.