إغراق الأنفاق وكوارث وتدمير.. إسرائيل تجعل من غزة منطقة منكوبة وغير صالحة للعيش مرة أخرى
إسرائيل تجعل من غزة منطقة منكوبة وغير صالحة للعيش مرة أخرى
لا تزال إسرائيل تواصل جرائمها في قطاع غزة من خلال تدمير البنية التحتية للعديد من المناطق في القطاع، وهو ما يظهر المخطط الذي تسعى إليه إسرائيل في تهجير أبناء الشعب الفلسطيني وجعل المنطقة غير صالحة للعيش في الوقت الحالي، وذلك لتوسعة مستوطناتها على حساب أبناء الشعب الفلسطيني سواء في غزة أو الضفة الغربية، وهو ما رصدته العديد من المنظمات الدولية والتي حذرت من تفاقم الأزمة في القطاع خلال تلك الفترة.
كوارث بيئية
تقارير عديدة أكدت أن إغراق إسرائيل مساحة واسعة من الأنفاق الأرضيّة الممتدة داخل قطاع غزة، سيؤدي إلى وقوع كوارث بيئية وإنسانية خطيرة على حياة السكان، وصولاً إلى استحالة العيش داخل قطاع غزة لسنوات طويلة، نتيجة التلوث الكبير الذي سيصيب التربة والمياه الجوفية التي تعتبر أساس الحياة، وجعلت من قطاع غزة منطقة غير قابلة للعيش، من جراء الدمار الهائل والتلوث الكبير الذي أصاب آبار المياه التي تتعرض للقصف من البر والجو والبحر، عدا عن تعرض آلاف الدونمات الزراعية لقصف متواصل بالصواريخ المحملة بمواد سامة، والتي تترك آثاراً سلبية خطيرة على البيئة والإنسان، إلى جانب وجود مشاكل بيئية عالقة داخل قطاع غزة متعلقة بتلوث مياه الشرب وملوحة التربة، حسبما كشف تقرير لشبكة "رؤية" الإخبارية.
تدمير البنية التحتية
يقول المحلل الإستراتيجي الفلسطيني الدكتور جهاد حرب: "إن إسرائيل عملت على تدمير البنى التحتية وانهيار المنازل التي تمتد من تحتها شبكة أنفاق كبيرة، وبالتالي جميع النتائج ستكون كارثية على حياة السكان داخل قطاع غزة، مطالبا بالضغط على إسرائيل ومن يؤيدها لوقف عمليات التدمير البيئي داخل قطاع غزة، ووقف مخطط إسرائيل في تدمير أنفاق المقاومة بأساليب مدمرة على حساب حياة المدنيين، الذين يعانون على مدار سنوات طويلة من إجراءات إسرائيل المتواصلة في تدمير البيئة داخل القطاع".
وأضاف في تصريح لـ"العرب مباشر": أنه تواصل إسرائيل تدمير البيئة في قطاع غزة، من خلال إلقاء آلاف الأطنان من الصواريخ والقذائف المحملة بمواد سامة وخطيرة على مناطق واسعة في القطاع، وتركيز عمليات القصف على المساحات الزراعية في مناطق عدة، والتي يدعي الجيش وجود أنفاق ومنصات إطلاق الصواريخ داخلها، وبالتالي تصبح التربة سامة وغير قابلة للزراعة، وتفرز آثاراً بيئية خطيرة على صحة الإنسان.
ولفت أن قطاع غزة أصبح منطقة منكوبة وملوثة من قبل أن يقدم الجيش على إيقاع كارثة إضافية خطيرة جديدة، فهناك آلاف الجثث من الضحايا لا تزال منتشرة في الشوارع وبين الأزقة، ويرفض الجيش نقلها من قِبَل الطواقم الطبية والمواطنين لدفنها، وهذا التحلل للجثث يؤدي إلى انتشار التلوث البيئي الخطير.
ضخ مياه
ووفق صحيفة "وول ستريت جورنال" فإنّ الجيش بدأ بعملية ضخ مياه البحر داخل مجمع أنفاق تابع لحماس، في حين تم وضع ما لا يقل عن خمس مضخات على بعد ميل واحد فقط إلى الشمال من مخيم الشاطئ المطل على ساحل البحر، حيث يمكن للمضخات نقل آلاف الأمتار المكعبة من المياه وإغراق الأنفاق في غضون أسابيع، في ذات السياق أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة ببدء إجراء اختبار دقيق لإغراق الأنفاق بمياه البحر على نطاق محدود، لمعرفة ما إذا كان سيعمل ذلك على تدهور شبكة الأنفاق على نطاق واسع.
وحذرت روسيا على لسان مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي، من أنّ غمر الأنفاق بمياه البحر يمكن اعتباره مرادفاً لقتل جميع سكان القطاع، في حين أنّ الخطوة تمثل جريمة لها تداعيات إنسانية وبيئية خطيرة وطويلة الأمد، والخطر يكمن أيضاً في إمكانية وجود مدنيين داخل هذه الأنفاق هربوا من القصف العنيف وإلى أين سيذهبون.