تداعيات صحية.. نقل البشير إلى مستشفى في مروي وسط تحرك جماعي للقيادات

تداعيات صحية.. نقل البشير إلى مستشفى في مروي وسط تحرك جماعي للقيادات

تداعيات صحية.. نقل البشير إلى مستشفى في مروي وسط تحرك جماعي للقيادات
عمر البشير

بعد قرابة خمس سنوات من العزل السياسي والاحتجاز، شهد السودان حدثًا غير مسبوق بنقل الرئيس المعزول عمر البشير خارج العاصمة الخرطوم، هذه الخطوة أثارت العديد من التساؤلات حول دوافعها وتداعياتها المحتملة في ظل الأزمة المستمرة التي تعصف بالبلاد، من موقع احتجازه في الخرطوم، انتقل البشير لتلقي العلاج في مستشفى مروي شمال البلاد، وسط استمرار الصراع العسكري في العاصمة بين الجيش وقوات الدعم السريع.


*أسباب نقل البشير*


وفقًا لتصريحات محاميه محمد الحسن الأمين، فإن تدهور الحالة الصحية للبشير كان السبب الرئيسي وراء نقله إلى مستشفى مروي.


هذا المشفى، الواقع على بعد 450 كيلومترًا شمال الخرطوم، يعتبر منطقة آمنة نسبيًا بعيدًا عن الصراع العسكري الذي تعاني منه العاصمة.

وأوضح الأمين، أن البشير (80 عامًا) يعاني من مضاعفات صحية تتطلب متابعة طبية دقيقة، ما دفع فريقه الطبي إلى طلب نقله إلى مروي، حيث تتوفر الرعاية الصحية المناسبة. 

تدهور صحة البشير ليس بالأمر الجديد، لكنه هذه المرة استدعى نقله بعيدًا عن العاصمة التي لم تعد توفر الظروف المناسبة لعلاجه، خاصة بعد اندلاع الحرب في أبريل 2023.

وأشار الأمين، إلى أن بعض الأعراض التي يعاني منها البشير ما تزال غير مشخصة بدقة، وقد تتطلب العلاج خارج السودان، وهو احتمال لم يُستبعد.



*من رافق البشير؟*


إلى جانب عمر البشير، رافقه إلى مروي عدد من الشخصيات البارزة من رموز النظام السابق، أبرزهم عبد الرحيم محمد حسين، وزير الدفاع الأسبق الذي تربطه علاقات قوية بالبشير خلال فترة حكمه الطويلة، وهو متهم كذلك من قبل المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في دارفور.

بالإضافة إلى ذلك، نُقل بكري حسن صالح، أحد أقرب الحلفاء السياسيين للبشير الذي شغل منصب نائب الرئيس ورئيس الوزراء، للعلاج في نفس المستشفى.

من جانبهم، يرى مراقبون، أن هذا التحرك الجماعي لقيادات النظام السابق خارج العاصمة الخرطوم يثير تساؤلات حول مدى ارتباطه بالصراع الجاري في البلاد، فعلى الرغم من أنه تم تبريره بمبررات صحية، إلا أن توقيت هذه التحركات ووجود شخصيات بارزة يعيد فتح باب التكهنات حول الأبعاد السياسية المحتملة لهذه الخطوة.

وتابعوا، يمكن أن يكون نقلهم إلى منطقة أكثر أمانًا خارج نطاق المعارك، خاصة أن مروي تُعتبر من المناطق التي لم تتأثر بشدة بالصراع، ما يثير احتمال وجود اعتبارات أمنية وسياسية أوسع وراء هذه الخطوة.

*التهم والمحاكمات*


البشير لم يعد مجرد رئيس معزول يعاني من مشاكل صحية، بل هو مطلوب دوليًا بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، إضافة إلى الإبادة الجماعية في إقليم دارفور، ورغم إدانته سابقًا بتهم فساد وتمويل غير مشروع، فإن الحرب الحالية حالت دون استكمال المحاكمات المتعلقة بتلك القضايا.

ورغم نقله لتلقي العلاج، ما يزال البشير يقف في قلب القضايا التي تلاحقه داخليًا وخارجيًا. ويظل المجتمع الدولي، ممثلاً في المحكمة الجنائية الدولية، يتابع مسار محاكمته عن الجرائم التي ارتُكبت خلال فترة حكمه.

*السياق السياسي والعسكري*


من جانبه، أوضح المحلل السياسي السوداني جمال الدين محمد، أن نقل البشير وقيادات نظامه السابق إلى مروي في هذا التوقيت قد يعكس أكثر من مجرد دوافع صحية. 

وأشار في حديثه لـ"العرب مباشر"، إلى أن "توقيت النقل جاء في ظل احتدام الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة، مما يثير تساؤلات حول وجود اعتبارات أمنية وراء هذه الخطوة".

واعتبر أن نقل هؤلاء الشخصيات إلى منطقة مروي، التي لم تتأثر كثيرًا بالقتال، قد يكون مرتبطًا بسعي السلطات لتوفير بيئة آمنة لهم بعيدًا عن مناطق المعارك الساخنة. 

وأضاف جمال الدين، أن هناك بُعدًا سياسيًا محتملًا في هذه الخطوة، حيث قد تستهدف إعادة تموضع هؤلاء الرموز في منطقة استراتيجية.

وأشار إلى أن النظام السابق ما يزال يحتفظ ببعض النفوذ في شمال السودان، وأن هذه التحركات قد تمهد لتغييرات سياسية أو تحالفات جديدة في ظل الأزمة الحالية، وخلص إلى أن نقلهم إلى مروي قد يحمل في طياته رسائل تتعلق بإعادة ترتيب المشهد السياسي والأمني في البلاد، في ظل تصاعد التوترات.