تفاخر إسرائيلي بهجمات الضاحية الجنوبية.. وحزب الله يفقد الصفوف الأولى في أيام
تفاخر إسرائيلي بهجمات الضاحية الجنوبية.. وحزب الله يفقد الصفوف الأولى في أيام
تصاعدت التوترات بين حزب الله اللبناني وإسرائيل في أعقاب سلسلة من الانفجارات التي ضربت أجهزة البيجر التي في يد عناصر حزب الله في جنوب لبنان، هذا التصعيد العسكري والدبلوماسي يأتي في إطار الصراع المستمر بين الجانبين، وسط مخاوف من انزلاق الوضع إلى مواجهة عسكرية شاملة.
اندلع التوتر عندما انفجرت مجموعة من أجهزة اللاسلكي في أيدي عناصر من حزب الله في حادثة ما تزال ملابساتها غير واضحة، الأجهزة كانت جزءًا من معدات الاتصال الميداني التي يستخدمها الحزب ضمن عملياته الأمنية والعسكرية، على الرغم من غياب تصريحات رسمية حول سبب الانفجار، إلا أن الحادثة جاءت في وقت حساس للغاية في ظل تصاعد التوترات بين حزب الله وإسرائيل، ومع عدم اعتراف إسرائيل بالعملية إلا إن الاتهامات طالت إسرائيل بشكل كبير، خاصة من قبل زعيم مليشيات حزب الله حسن نصر الله.
الضاحية الجنوبية
وقد بدأت أزمة جديدة إثر قتل إسرائيل لقياديين بارزين في حزب الله وأعضاء آخرين في الجماعة اللبنانية خلال غارة جوية على بيروت الجمعة، وتوعدت إسرائيل بمواصلة حملة عسكرية جديدة حتى تتمكن من تأمين المنطقة الواقعة على الحدود اللبنانية.
قال الجيش الإسرائيلي: إن الغارة الجوية أدت إلى مقتل إبراهيم عقيل وأعضاء بارزين آخرين في وحدة الرضوان التابعة للجماعة، أكد حزب الله - في بيان بعد منتصف الليل- مقتل عقيل ووصفه بأنه "أحد كبار قادته"، دون تقدم المزيد من التفاصيل بشأن كيفية مقتله.
وقد ارتفعت حصيلة القتلى جراء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت اجتماعًا لمسؤولين عسكريين في حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية إلى 45 قتيلًا، وفق حصيلة جديدة أوردتها وزارة الصحة اللبنانية، مع استمرار عمليات رفع الأنقاض لليوم الثالث على التوالي.
أهداف إسرائيلية
الجيش الإسرائيلي قال عقب الضربة: إن القادة في حزب الله الذين تمت تصفيتهم كانوا يخططون لهجوم مماثل للسابع من أكتوبر على الحدود الشمالية.
وبحسب رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، فإن الجيش الإسرائيلي اغتنم الفرصة بعد أن علم بعقد اجتماع سري نادر لكامل قيادة قوة الرضوان، وضربة الضاحية الجنوبية هذه تلقاها حزب الله بعد يومين فقط من تفجيرات هزت اتصال البيجر و اللاسلكي بأيدي أعضائه.
وتفاصيل الجيش الإسرائيلي، تقول: إنه تم إطلاق عدة صواريخ على الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت فتحة مرآب في أحد المباني؛ مما أدى إلى تدمير الطوابق السفلية للمبنى، بينما كان إبراهيم عقيل قائد وحدة النخبة الخاصة في حزب الله التي تعرف بقوة الرضوان، يجتمع بقادة آخرين داخل المبنى.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في تغريدة على حسابه الرسمي في منصة "إكس": "في الساعة الأخيرة، نقوم بشن غارات واسعة في جنوب لبنان بعد رصد استعدادات حزب الله لإطلاق قذائف صاروخية نحو الأراضي الإسرائيلية".
وأضاف: "عشرات الطائرات الحربية تهاجم أهدافًا إرهابية ومنصات صاروخية لإزالة تهديدات نحو مواطني إسرائيل".
وتابع: "نقوم بشن الغارات بشكل منهجي ونجرد حزب الله من قدراته على إطلاق قذائف نحو إسرائيل، بالإضافة إلى تصفية قادته وعناصره".
وفي تغريدة منفصلة، أشار أدرعي إلى أنه "نظرًا لتقييم الوضع وعملياتنا العسكرية، أعلن وزير الدفاع حالة خاصة في الجبهة الداخلية، ولذلك قمنا بتغيير سياسة الاحتماء في الجبهة الداخلية من منطقة حيفا شمالا وفق سياسة الاحتماء 2 التي تعني أنه في منطقة حيفا وشمالا يسمح بإجراء فعاليات تربوية والخروج لمراكز العمل في الأماكن".
وأردف قائلاً: "نحن مستعدون للخطوات المقبلة ونبقى في حالة جاهزية عالية هجوميًا ودفاعيًا. طائرات سلاح الجو مسلحة ومستعدة للهجوم في كل مكان، كما تبقى أنظمة الدفاع الجوي منتشرة ومستعدة لاعتراض التهديدات".
بينما شهدت إسرائيل ضربات من حزب الله على الشمال، أعلنت قيادة الجبهة الداخلية في إسرائيل أنها أمرت بإغلاق كل المدارس في مناطق شمال البلاد القريبة من الحدود مع لبنان، بعد إطلاق حزب الله دفعات من الصواريخ في وقت مبكر الأحد.
وأفادت الجبهة الداخلية، بأن المدارس والمؤسسات التعليمية الأخرى ستبقى مغلقة حتى الساعة السادسة مساء الإثنين.
وكشفت جماعة حزب الله اللبنانية، الأحد، أنها استهدفت قاعدة ومطار "رامات ديفيد" ومُجمعات الصناعات العسكرية لشركة "رفائيل" المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية شمالي إسرائيل.
ويقول الباحث السياسي، مختار غباشي، إن حزب الله أكبر من حزب وأصغر من دولة صغيرة، وهي مليشيات قائمة على الدعم الإيراني، هذا التوصيف يفيد بأن ما يتعرض له الحزب لا يعكس بشكل كبير الفداحة في الخسارة، فالحزب ليس دولة كاملة وبنيته العسكرية والتنظيمة تتحمل هذا العدد من الخسائر والضربات، وبالتالي الرد علي إسرائيل بشكل أقل سيكون أزمة لها على العكس مع حزب الله الذي فقد تقريبًا جميع عناصر الصف الأول والثاني في الحزب حالياً.
وأضاف غباشي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن لبنان اليوم باتت تصطف بشكل مباشر إلى جانب الحزب في الصراع مع إسرائيل، ولكن لا شك أن ما جرى يعكس أن صورة القوة والقدرة لدى لحزب الله تهشمت، خاصة في ضربات متتالية خلال أيام فقط، والوقائع تثبت وجود اختراقات جسيمة داخل جسم حزب الله، هذه البنية الإيديولوجية للحزب مناخ مناسب لنشوء العملاء، وحزب الله يمسك بالسلطة وعلى علاقة بها لكن بشكل مناقض للدولة، وهناك فرق بين السلطة والدولة.