عاصفة نارية فوق الضاحية الجنوبية.. تفاصيل عن أعنف غارات إسرائيلية

عاصفة نارية فوق الضاحية الجنوبية.. تفاصيل عن أعنف غارات إسرائيلية

عاصفة نارية فوق الضاحية الجنوبية.. تفاصيل عن أعنف غارات إسرائيلية
حرب لبنان

التصعيد المستمر في الحرب بين حزب الله وإسرائيل يمثل واحدة من أكثر اللحظات توتراً في تاريخ الصراع المستمر بين الجانبين، حيث تتزايد الاشتباكات وتكثف العمليات العسكرية بشكل غير مسبوق على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية.


التصعيد الأخير جاء بعد عدة أشهر من التوترات المتزايدة في المنطقة، وهو مرتبط بشكل مباشر بالأحداث الإقليمية الأوسع نطاقًا، بما في ذلك الحرب في غزة، والتوترات الإسرائيلية الفلسطينية المستمرة.

ومؤخرًا وبعد مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله دخلت الحرب في مرحلة جديدة من التصعيد، حيث كثف الحزب هجماته على أهداف إسرائيلية، مستخدمًا مزيجًا من الصواريخ بعيدة المدى والطائرات بدون طيار، مستهدفًا مناطق حيوية وأمنية داخل إسرائيل. 

ردت إسرائيل بضربات جوية واسعة النطاق على معاقل حزب الله في جنوب لبنان، إضافة إلى استهداف البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك شبكات الكهرباء والمواصلات، في محاولة لتقويض قدرة الحزب على مواصلة هجماته.

أقوى العمليات الإسرائيلية علي لبنان 


في ساعات فجر اليوم الأحد، تعرضت الضاحية الجنوبية لبيروت لأشد عمليات القصف منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على لبنان، حيث شهدت أكثر من 30 غارة جوية، مما جعلها الليلة الأكثر عنفًا منذ بداية التصعيد.

وتم إطلاق ثلاثة صواريخ على الضاحية الجنوبية لبيروت صباح اليوم، بعد موجة من الغارات المتتالية.

في سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي عن رصده لعشرات القذائف التي أُطلقت من لبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية. 

وجاء في بيان الجيش، أنه "خلال الفترة ما بين الساعة 12:30 و12:31 صباحًا، أُطلقت نحو 30 قذيفة من الأراضي اللبنانية باتجاه منطقة كريات شمونة". 

وأضاف البيان، أنه "تم اعتراض بعض هذه القذائف، بينما سقطت أخرى في المنطقة"، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي يواصل استهداف مواقع تابعة لحزب الله في منطقة بيروت.

احباط محاولات تسلل 


من جانبه، أعلن حزب الله في وقت متأخر من مساء السبت، عن إحباطه لمحاولة تسلل قامت بها قوات إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية، ضمن سلسلة المواجهات المستمرة بين الجانبين منذ أسبوع. 

وأوضح الحزب - في بيان-، أن مقاتليه استهدفوا قوة إسرائيلية كانت تحاول التسلل في منطقة خلة شعيب قرب بليدا، وأجبروها على التراجع بعد تكبيدها إصابات مؤكدة. 

كما أكد الحزب، أنه مستمر في استهداف تجمعات للجنود الإسرائيليين شمال إسرائيل.

وإسرائيل، التي لطالما اعتبرت حزب الله تهديدًا وجوديًا لأمنها القومي، ترى في هذه المواجهة محاولة الحزب لتعزيز موقفه الإقليمي وزيادة الضغط على إسرائيل في وقت يتزايد فيه القلق الدولي بشأن مستقبل المنطقة. 

كما تشكل هذه الحرب جزءًا من التنافس الإقليمي الأكبر بين إسرائيل وإيران، حيث تسعى الأخيرة إلى تعزيز نفوذها من خلال دعم الفصائل المسلحة المناهضة لإسرائيل.

من الناحية الإنسانية، يشهد لبنان تدهورًا كبيرًا في الأوضاع المعيشية نتيجة تصاعد القتال، حيث تتزايد أعداد النازحين في المناطق الحدودية، مع تدمير كبير في البنية التحتية المحلية.

 كما تتفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان، الذي يعاني بالفعل من انهيار اقتصادي ومالي، ما يجعل من الصعب على الحكومة اللبنانية التعامل مع تداعيات الصراع. من جهة أخرى، تعاني إسرائيل من حالة استنفار دائم، حيث يعيش المدنيون في المناطق الشمالية في حالة من الرعب والهلع، مع تزايد التحذيرات من هجمات صاروخية محتملة.

ويقول الباحث السياسي طوني حبيب: إن التصعيد الحالي بين حزب الله وإسرائيل ليس مستغرباً، وهو امتداد للتوترات المتراكمة بين الطرفين. لكن ما يثير القلق هذه المرة هو حجم الضربات وشدة القصف، ما قد ينذر بتوسع العمليات العسكرية إلى مستويات غير مسبوقة. الأوضاع في لبنان حساسة للغاية، وأي تصعيد إضافي قد يفاقم الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعيشها البلاد".

وأضاف حبيب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن إسرائيل تسعى إلى فرض معادلة جديدة من خلال استهداف مواقع في عمق الضاحية الجنوبية، في محاولة للضغط على حزب الله وإجباره على التراجع. 

لكن من الواضح أن حزب الله لن يتراجع بسهولة، بل يرد بشكل منهجي ومنظم على محاولات التسلل الإسرائيلية. الصراع الحالي هو بمثابة اختبار للأطراف، والنتائج ستحدد مسار الأسابيع المقبلة.