محلل سياسي: إسرائيل تسعى لتركيع غزة عبر سياسة الأرض المحروقة
محلل سياسي: إسرائيل تسعى لتركيع غزة عبر سياسة الأرض المحروقة

تعيش غزة أوضاعًا إنسانية مأساوية في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي المتواصل، حيث تتفاقم معاناة المدنيين مع تصاعد القصف الذي استهدف مناطق سكنية وبنى تحتية حيوية؛ مما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا بين قتيل وجريح، بينهم نساء وأطفال.
وأفادت مصادر محلية، بأن العديد من أحياء القطاع تعيش حالة دمار شبه كامل، فيما تواصل فرق الدفاع المدني جهودها لانتشال الجثث والبحث عن ناجين تحت الأنقاض وسط نقص حاد في المعدات والإمكانات.
كما تشير التقارير إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة نتيجة الحصار المفروض على غزة، حيث انعدمت المواد الغذائية والطبية، فيما تعاني المستشفيات من عجز شديد في توفير الأدوية وخدمات الرعاية الصحية.
في السياق ذاته، أكدت تقارير حقوقية، أن استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي يندرج ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تهجير السكان وتقويض البنية الاجتماعية في القطاع، محذّرة من تداعيات كارثية على المستوى الإنساني.
وتواصل إسرائيل مخططها الاستيطاني والعسكري في الأراضي الفلسطينية، متجاهلة الإدانات الدولية والدعوات إلى وقف إطلاق النار. وفي ظل استمرار الأزمة، تتزايد النداءات العاجلة من منظمات الإغاثة لفتح ممرات إنسانية آمنة، وإدخال مساعدات عاجلة لإنقاذ مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين.
وقال المحلل السياسي الفلسطيني د. سامي أبو يوسف: إن العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة يهدف إلى "تركيع السكان وإجبارهم على النزوح القسري"، مشيرًا أن المشهد الحالي يعكس سياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها إسرائيل منذ سنوات ضد الفلسطينيين.
وأوضح أبو يوسف -في تصريحات لـ"العرب مباشر"- أن استهداف الأحياء السكنية والبنية التحتية الحيوية بشكل ممنهج يهدف إلى خلق أزمة إنسانية خانقة، لافتًا أن إسرائيل تسعى إلى إعادة رسم الواقع الديمغرافي والجغرافي في القطاع بما يخدم مشاريعها التوسعية.
وأشار المحلل الفلسطيني، أن الحصار المفروض منذ سنوات على غزة، إلى جانب التصعيد العسكري المستمر، جعل حياة المدنيين "غير ممكنة"، حيث يفتقر السكان إلى أبسط مقومات الحياة، وسط انعدام المواد الأساسية وانهيار المنظومة الصحية بشكل كامل.
وطالب أبو يوسف المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عملية لوقف العدوان وفتح ممرات إنسانية عاجلة لإغاثة مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين، مؤكدًا أن "البيانات السياسية والإدانات وحدها لم تعد كافية لإنقاذ غزة من الكارثة".