محلل سياسي فلسطيني: الوضع وصل إلى مرحلة الانهيار في قطاع غزة
محلل سياسي فلسطيني: الوضع وصل إلى مرحلة الانهيار في قطاع غزة
تفاقمت الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بشكل غير مسبوق مع دخول فصل الشتاء، حيث واجه مئات الآلاف من النازحين موجة برد قارس وسط نقص حاد في المأوى والمواد الأساسية.
وشهدت مناطق واسعة من القطاع، خاصة في الجنوب، تساقط أمطار غزيرة أدت إلى غرق خيام وملاجئ مؤقتة يقيم فيها آلاف الأسر منذ أشهر، ما ضاعف من حجم المأساة الإنسانية.
وقالت مصادر محلية، إن الأمطار حولت مخيمات النزوح إلى مستنقعات من الطين، فيما تسربت المياه إلى داخل الخيام المهترئة نتيجة سوء العزل وانعدام التجهيزات.
وأشار شهود عيان إلى أن عشرات العائلات قضت ليلتها بلا غطاء أو تدفئة بعد انهيار خيامهم تحت ضغط الرياح الشديدة، بينما اضطرت عائلات أخرى إلى البقاء واقفة أو الاحتماء تحت بقايا الخيام حتى الصباح.
وتزداد المخاوف من تفشي الأمراض مع انخفاض درجات الحرارة وغياب خدمات الرعاية الصحية الأساسية.
وأكد مسؤولون صحيون في القطاع، أن حالات التهابات الصدر ونزلات البرد بين الأطفال ارتفعت بشكل كبير في الأيام الأخيرة، وسط نقص في الأدوية والمضادات الحيوية، ووصفوا الوضع الصحي بأنه "كارثي"، خاصة مع عجز المستشفيات والمراكز الطبية عن استقبال أعداد المرضى المتزايدة.
كما حذرت منظمات حقوقية وإنسانية من أن استمرار موجة البرد قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على كبار السن والأطفال والنساء الحوامل، مشيرة إلى أن غياب الوقود يمنع تشغيل وسائل التدفئة في أغلب مناطق القطاع.
وأكدت أن المساعدات التي تصل غير كافية ولا تلبّي الحد الأدنى من احتياجات مئات آلاف النازحين.
وفي ظل هذه الظروف، ناشدت مؤسسات دولية المجتمع الدولي الضغط لفتح ممرات إنسانية آمنة تسمح بدخول المواد الإغاثية، خاصة الخيام الشتوية، البطاطين، ووقود التدفئة.
كما شددت على ضرورة توفير معدات الصرف الصحي لمنع تلوث المياه داخل المخيمات، وتستمر معاناة سكان غزة في ظل ظروف جوية قاسية وبنية تحتية مدمرة، بينما تتراجع فرص النجاة أمام آلاف العائلات التي تكافح يوميًا لتأمين الدفء والغذاء والحماية لأطفالها.
قال المحلل السياسي الفلسطيني د. سامر أبو دية: إن موجة البرد الأخيرة التي تضرب قطاع غزة كشفت حجم الانهيار الإنساني الذي وصل إليه السكان، في ظل غياب شبه كامل لمقومات الحياة الأساسية، مؤكدًا أن القطاع يعيش “أسوأ شتاء منذ سنوات” بسبب الدمار الواسع ونقص المساعدات.
وأوضح أبو دية -في تصريحات للعرب مباشر-، أن الأمطار الغزيرة التي ضربت القطاع -خلال الأيام الماضية- أغرقت مخيمات النزوح، وتسببت في تضرر آلاف الخيام التي لم تعد صالحة لحماية العائلات من البرد القارس.
وأضاف: أن المشاهد التي خرجت من جنوب غزة “تعبر بوضوح عن مأساة مفتوحة”، حيث الأطفال يغرقون في الطين، والأسر تقف لساعات في العراء بعد انهيار خيامها.
وأشار إلى أن غياب الوقود ساهم في شلل شبه كامل لوسائل التدفئة، وهو ما يهدد حياة كبار السن والأطفال تحديدًا، وسط انتشار كبير لأمراض الشتاء ونقص حاد في الأدوية والرعاية الطبية.
وأكد، أن الكارثة الصحية تتفاقم يوميًا، في ظل تكدس آلاف النازحين في مساحات ضيقة لا تتوفر فيها أدنى شروط السلامة.
وتابع أبو دية: أن استمرار موجة البرد في ظل غياب حلول حقيقية “دفع المجتمع الغزي إلى حافة الانفجار الإنساني”، مؤكدًا أن المساعدات التي تدخل القطاع “رمزية جدًا ولا تغطي احتياجات يوم واحد”، بينما ما يزال فتح ممرات إنسانية آمنة أمرًا ضروريًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وختم المحلل السياسي الفلسطيني تصريحه، بأن الوضع في غزة يتطلب تحركًا دوليًا عاجلاً، مشددًا على أن “الشتاء ليس مجرد طقس سيئ، بل أصبح عاملاً إضافيًا يزيد من مأساة شعب يواجه البرد والجوع والمرض في وقت واحد”.

العرب مباشر
الكلمات