القواعد الأمريكية في العراق تحت القصف بعد مساندة إسرائيل في اجتياح لبنان
القواعد الأمريكية في العراق تحت القصف بعد مساندة إسرائيل في اجتياح لبنان
في ظل التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، أصبحت القواعد الأمريكية في العراق تحت القصف المتزايد عقب الدعم العلني الذي قدمته الولايات المتحدة لإسرائيل في حملتها العسكرية على لبنان.
فمع تزايد العمليات الإسرائيلية ضد حزب الله والقوات المرتبطة بإيران في لبنان، واجهت واشنطن تداعيات سريعة في المنطقة، لا سيما في العراق، حيث تتواجد قواتها في عدد من القواعد العسكرية.
القصف الذي استهدف هذه القواعد جاء في سياق ردود فعل متوقعة من الفصائل العراقية المسلحة المرتبطة بإيران، والتي ترى في الولايات المتحدة حليفًا مباشرًا لإسرائيل وعدواً في المنطقة، تصاعد الهجمات الصاروخية واستخدام الطائرات المسيرة في استهداف المواقع الأمريكية في العراق بات يشكل تهديداً متزايداً على أمن الجنود الأمريكيين والمعدات العسكرية هناك.
ضربات متتالية
وتعتبر هذه الضربات رسالة واضحة من تلك الفصائل، تعكس احتجاجها على الدور الأمريكي في دعم العمليات الإسرائيلية، كما تُظهر هذه التطورات أن الدعم الأمريكي لإسرائيل في أي مواجهة مع حزب الله أو أي قوة مرتبطة بإيران لن يكون دون ثمن.
من المتوقع أن تستمر هذه الهجمات مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، مما يضع القوات الأمريكية في موقف حساس، وقد يضطرها إلى تعزيز تدابيرها الدفاعية أو التفكير في تخفيض تواجدها العسكري في العراق لتجنب تصعيد أوسع.
وقد أكد مصدر في الحكومة العراقية، الثلاثاء، أن 3 صواريخ استهدفت قاعدة فيكتوريا للقوات أمريكية في بغداد.
وقال المصدر: إن الصواريخ انطلقت من منطقة العامرية غربي العاصمة وتسببت بتوقف مؤقت للطيران بمطار بغداد.
وأكد المصدر، أن القاعدة الأمريكية تصدت للصواريخ التي تسببت بأضرار لبعض سيارات الفوج الثاني لمكافحة الإرهاب دون خسائر بشرية.
تأهب القوات الأمريكية
وفي السياق نفسه، أكدت القوات الأمريكية المتمركزة في قاعدة عين الأسد غربي العراق قد بدأت تحصين القاعدة، وتعد قاعدة عين الأسد التي تقع في محافظة الأنبار غربي العراق أكبر قاعدة عسكرية لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وكانت عرضة للهجمات بالطائرات المسيرة من قبل المليشيات الشيعية المسلحة المرتبطة بإيران.
وكشف مصدر عسكري رفيع المستوى في قيادة العمليات المشتركة العراقية، أمس الإثنين، أن القوات الأمريكية المتمركزة في قاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار غرب العراق بدأت منذ أسبوع، زيادة عدد منظومات الدفاع الجوية في قاعدة عين الأسد بعد اتفاق واشنطن مع الاحتلال الاسرائيلي على موعد العدوان على لبنان.
ذلك بعدما أعلنت الولايات المتحدة عن اتفاق جديد مع الحكومة العراقية يوم الجمعة لإنهاء المهمة العسكرية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق ينفذ بحلول العام المقبل، وذكرت وكالة "أسوشيتد برس"، أن القوات الأمريكية ستغادر بعض القواعد التي احتلتها لمدة عقدين بحلول العام المقبل.
وأفادت "أ ب" بأن الإدارة الأمريكية رفضت تقديم تفاصيل حول عدد القوات الأمريكية التي ستبقى في العراق من بين نحو 2500 جندي أو أن تقر بأن ذلك يمثل بداية انسحاب كامل من البلاد.
ويقول المحلل السياسي الدكتور عبد الكريم الوزان: إن الوضع الحالي في العراق يشهد تصاعدًا خطيرًا مع استمرار القصف على القواعد الأمريكية.
يعتقد القريشي أن هذا التصعيد يأتي نتيجة مباشرة لدعم الولايات المتحدة لإسرائيل في عملياتها العسكرية في لبنان؛ مما أدى إلى رد فعل قوي من الفصائل المسلحة المدعومة من إيران في العراق.
وأضاف الوزان - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن هذه الفصائل ترى في الولايات المتحدة شريكاً لإسرائيل في الحرب، وأن أي تحرك إسرائيلي ضد حلفاء إيران في المنطقة سيُقابل بضربات مباشرة على المصالح الأمريكية في العراق.
هذا ليس فقط رداً على الدعم الأمريكي، بل أيضاً محاولة لخلق حالة من الضغط على واشنطن لتقليص دعمها لإسرائيل.