صفقة الخمس سنوات.. غزة بين هدنة شاملة وضغوط ترامب

صفقة الخمس سنوات.. غزة بين هدنة شاملة وضغوط ترامب

صفقة الخمس سنوات.. غزة بين هدنة شاملة وضغوط ترامب
حرب غزة

على وقع المجاعة والمآسي المتفاقمة في قطاع غزة، تدور رحى مفاوضات ماراثونية بين الوسطاء وحركة حماس، وسط ضغوط أمريكية واضحة لتثبيت اتفاق قبل وصول الرئيس دونالد ترامب إلى المنطقة، وللمرة الأولى منذ بداية الحرب، تطرح حماس مبادرة تمتد لخمسة أعوام تشمل تبادلا للأسرى وهدنة طويلة، بينما يظهر تغير لافت في لهجة ترامب حيال معاناة المدنيين. فهل يكون القادم مختلفًا؟

*تكثيف المساعي قبل وصول ترامب*

مع اقتراب زيارة ترامب المرتقبة إلى الشرق الأوسط في 13 مايو، تكثفت المفاوضات الهادفة إلى التوصل لاتفاق تهدئة في غزة، وصول وفد رفيع من قيادة حماس إلى القاهرة، برئاسة محمد درويش وعضوية شخصيات بارزة مثل: خالد مشعل وخليل الحية، عكس جدية الحركة في السعي إلى حل شامل. الوفد التقى مسؤولين مصريين لاستعراض رؤية حماس التي تتضمن: وقف الحرب، تبادل الأسرى، الإعمار، وإدارة الوضع الإنساني المنهار داخل القطاع.

*عرض "صفقة الخمس سنوات" وتفاصيل المبادرة*

طرحت حماس للمرة الأولى صفقة تمتد على خمس سنوات، تشمل إطلاق الرهائن الإسرائيليين دفعة واحدة، مقابل وقف شامل لإطلاق النار وانسحاب إسرائيلي كامل من غزة، إلى جانب البدء الفوري بإدخال المساعدات الإنسانية.

هذه المبادرة، التي يحظى بها دعم من عائلات الرهائن وبعض أوساط المعارضة الإسرائيلية، تصطدم برفض حكومة نتنياهو التي تصر على إبقاء العمليات العسكرية دون قيود، رغم إشارات إسرائيلية إلى ليونة طفيفة في مواقف حماس خلال المحادثات الأخيرة.

التفاصيل التي تسربت تشير أن وفد حماس سيبحث مع المصريين مقترحات جديدة قيد التداول، رغم عدم استلام الحركة رسميًا لأي عرض مكتوب حتى صباح السبت، وفق مصادرها.

*ترامب يغيّر نبرته تجاه غزة.. ضغط علني على نتنياهو*

للمرة الأولى منذ بدء الحرب، أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موقفًا أكثر تعاطفًا مع غزة، خلال تصريحات صحفية، كشف ترامب أنه طلب شخصيًا من نتنياهو السماح بدخول الغذاء والدواء إلى القطاع قائلاً: "علينا أن نكون لطفاء مع غزة، هؤلاء الناس يعانون".

هذا التحول في نبرة ترامب، الذي كان يروج سابقًا لفكرة تهجير سكان غزة، يضع ثقلاً إضافيًا على كاهل الحكومة الإسرائيلية، التي تواجه ضغوطًا متزايدة ليس فقط من واشنطن، بل أيضًا من حلفاء غربيين كبار.

*أزمة المساعدات واحتدام الخلافات الإسرائيلية الداخلية*

فيما يواصل "الكابينت" الإسرائيلي نقاشاته حول السماح بإدخال المساعدات الإنسانية، تتصاعد الخلافات بين الجيش والمستوى السياسي.

الجيش يوصي بتسهيل دخول المساعدات لتفادي كارثة إنسانية محتملة، بينما تصر الحكومة على استخدام الحصار كأداة للضغط على حماس.

الموقف الإسرائيلي المتشدد يتعرض لانتقادات غربية حادة؛ فقد طالبت فرنسا وألمانيا وبريطانيا بإنهاء فوري لحصار المساعدات، معتبرة أن استغلال الوضع الإنساني لتحقيق مكاسب سياسية ينتهك القانون الدولي.

في المقابل، يلوّح الجيش الإسرائيلي بتوسيع عملياته البرية في القطاع بشكل غير مسبوق، وسط مخاوف من دخول النزاع مرحلة أكثر دموية إذا فشلت الجهود الجارية.


من جانبه، يقول د. محمد المنجي: إن مبادرة حماس تبدو هذه المرة مختلفة من حيث الطرح والتوقيت.

وأضاف المنجي في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن اقتراح هدنة لمدة خمس سنوات مع صفقة شاملة للأسرى يشير إلى رغبة الحركة في إعادة ترتيب المشهد السياسي الفلسطيني مستقبلاً، وليس فقط إنهاء الحرب.

في المقابل، التحول الطارئ في موقف ترامب يوحي بأن واشنطن باتت تدرك أن استمرار المجاعة في غزة قد يفجر الأوضاع في المنطقة بأسرها، بما يتجاوز حدود الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

إذا استمر رفض الحكومة الإسرائيلية لأي اتفاق يحفظ ماء الوجه لحماس، فقد نشهد تصعيدًا خطيرًا، ما لم يتمكن الوسطاء، وعلى رأسهم مصر وقطر، من تحقيق اختراق ملموس خلال الأيام القليلة المقبلة.