بعد رحيله.. لطفي لبيب قصة فنان بدأ متأخرًا وصنع تاريخًا فنيا مميزّا
بعد رحيله.. لطفي لبيب قصة فنان بدأ متأخرًا وصنع تاريخًا فنيا مميزّا

غيب الموت الفنان المصري لطفي لبيب، الأربعاء، عن عمر77 سنة، بعد صراع طويل مع المرض، تاركًا خلفه تاريخًا فنيًا طويلًا بعدما شارك في بطولة عدد كبير من الأعمال الفنية.
بداية الرحلة
ولد لطفي لبيب في 18 أغسطس 1947 بمحافظة بني سويف، في قلب الصعيد المصري، لم تكن حياته طريقًا مفروشًا بالأدوار ولا الأضواء.
تخرج في كلية الآداب أولاً، ثم اتجه لدراسة التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرج عام 1970و شارك بعدها في حرب أكتوبر 1973، وظل يحتفظ بتلك التجربة كوسام على صدره، حتى كتب عنها لاحقًا في كتابه "الكتيبة 26".
تأخر البداية
رغم أن أول أدواره السينمائية كانت في منتصف الثمانينيات، إلا أن لطفي لبيب لم يُعامل أبداً كممثل مبتدأ منذ ظهوره، عرف طريقه بدقة فهو ليس نجم شباك وإنما نجم مشهد بابتسامة، أو بإيماءة، أو بعبارة يقولها بطريقته الهادئة التي تحمل آلاف المعاني.
لم يتكئ لطفي لبيب على وسامة الشكل أو ضجيج الأدوار، بل كان ممثلاً يعرف متى يتحدث ومتى يترك الصمت يقوم بدور البطولة. ربما هذا ما جعله ينجح في الأدوار التي تمثل "ظل الحقيقة" في الأعمال: الأب، الموظف، الضابط، الجار الطيب، المدير المتفهم، أو الصديق الحكيم.
من "السفارة في العمارة" إلى "الخواجة عبد القادر"
شارك لبيب في مئات الأعمال ما بين السينما والمسرح والدراما التلفزيونية، لكن كثيرين يذكرونه بشكل خاص في أفلام مثل: "السفارة في العمارة" مع عادل إمام، و"عسل أسود"، و"محامي خلع"، و"مرجان أحمد مرجان".
وفي التلفزيون، كانت لمساته واضحة في مسلسلات مثل "الخواجة عبد القادر"، "راجل وست ستات"، و"الكبير أوي" وغيرها من الأعمال التى مازالت تحفر في قلوب المشاهدين.
لم يكن مجرد ممثل مساعد، بل كان "عمودًا" في كثير من الأعمال، يصنع التوازن، ويمنح المشهد روحه الحقيقية.
اعتزال هادئ
في عام 2020، أعلن لطفي لبيب اعتزال التمثيل لأسباب صحية، بعد إصابته بجلطة أثرت على قدرته على الحركة. ورغم أنه لم يظهر كثيرًا بعدها، ظل الجمهور يتحدث عنه وكأنه حاضر. حضوره لا يتوقف على وجوده أمام الكاميرا، بل على محبته الراسخة في قلوب المشاهدين.
النهاية
ونُقل الفنان الراحل لطفي لبيب، خلال الأيام الماضية، إلى العناية المركزة بأحد المستشفيات، بعد تعرضه لوعكة صحية شديدة أدت إلى تدهور حالته بشكل ملحوظ خلال الساعات الأخيرة قبل أن يرحل عن عالمنا في سلام.