ضرب زلزال عنيف بلغت قوته 8.8 درجات على مقياس ريختر، صباح الأربعاء، منطقة أقصى شرق روسيا؛ ما تسبب في حالة تأهب قصوى وتحذيرات من موجات تسونامي شاملة غطّت مناطق واسعة من المحيط الهادئ، من اليابان شرقًا حتى الولايات المتحدة غربًا، وسط مخاوف من هزات ارتدادية إضافية قد تلي الزلزال الرئيسي، حسبما نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

ووفقًا لما أعلنته هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، فإن مركز الزلزال كان في البحر قبالة السواحل الشرقية لشبه جزيرة كامتشاتكا الروسية، على بعد نحو 120 كيلومترًا من مدينة بيتروبافلوفسك-كامتشاتسكي، وعلى عمق حوالي 20 كيلومترًا تحت سطح الأرض.

الأقوى منذ كارثة فوكوشيما 2011

وتابعت الصحيفة، أنه إذا ثبتت قوة الزلزال عند 8.8 درجات، فسيُعدّ سادس أقوى زلزال مسجل عالميًا منذ عام 1900، بحسب التقديرات الأولية لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية. 

كما أنه يعد الأقوى في المنطقة منذ الزلزال المدمر الذي ضرب اليابان عام 2011 بقوة 9.1 درجات، وتسبب في موجات تسونامي هائلة وانهيار محطة فوكوشيما النووية، في واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في القرن الحادي والعشرين.

وقد تبع الزلزال أكثر من 12 هزة ارتدادية، من بينها واحدة بلغت قوتها 6.9 درجات، ما زاد من المخاوف من استمرار النشاط الزلزالي في المنطقة خلال الساعات أو الأيام المقبلة.

تحذيرات من موجات أعلى لاحقًا

وفي اليابان، وصلت موجة أولى من التسونامي بارتفاع نحو 30 سنتيمترًا إلى جزيرة هوكايدو الشمالية عند الساعة 10:36 صباحًا بالتوقيت المحلي. 

وأصدرت هيئة الأرصاد الجوية اليابانية تحذيرًا من احتمال وصول موجات مدّ بارتفاع يصل إلى 3 أمتار على طول أجزاء من الساحل الشرقي، وهي أقل بكثير من تلك التي وصلت إلى 40 مترًا في بعض مناطق البلاد خلال زلزال 2011.

وخلال مؤتمر صحفي رسمي، ناشدت الهيئة المواطنين في المناطق الساحلية المعنية بالبقاء في أماكن الإجلاء المرتفعة وعدم مغادرتها حتى صدور إشعار رسمي بإلغاء التحذيرات. 

وأكدت، أن موجات التسونامي قد تتكرر على مدى فترات طويلة، وقد تكون بعض الموجات التالية أكبر من الأولى.

أضرار في روسيا وتحذيرات أمريكية واسعة

أفادت السلطات المحلية في كامتشاتكا، أن الزلزال ألحق أضرارًا مادية بعددٍ من المباني، بينها روضة أطفال، دون الإبلاغ عن إصابات بشرية حتى الآن. 

ونشرت إدارة حاكم إقليم كامتشاتكا صورًا تظهر الأضرار في بعض المنشآت التعليمية.

وفي الولايات المتحدة، أصدرت هيئة الأرصاد الوطنية تحذيرات من تسونامي تشمل أرخبيل ألاسكا الغربي، ولاية هاواي، وأجزاء من شمال كاليفورنيا، فيما تم فرض حالة تأهب على باقي الساحل الغربي الأمريكي.

وفي هاواي، تلقى سكان المناطق الساحلية على جزيرة أواهو، التي تضم العاصمة هونولولو، تعليمات بإخلاء منازلهم فورًا. 

وقال حاكم الولاية جوش غرين -في مؤتمر صحفي-: إن الموجات قد تصل إلى الشواطئ عند الساعة 7:17 مساء الثلاثاء بالتوقيت المحلي، مؤكدًا أنها قد تضرب جميع الشواطئ وتلتف حول الجزر بشكل شامل. 

واعتبر أن الموجات ستكون على الأرجح مهددة للحياة، كما توقّع حدوث فيضانات في جميع جزر هاواي.

ردود فعل سياسية وتحركات إقليمية عاجلة

وعلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي محذرًا من الخطر، وكتب أن هناك تحذيرًا من تسونامي في هاواي، وحالة ترقب في ألاسكا وساحل المحيط الهادئ الأمريكي، مؤكدًا أن اليابان أيضًا في مسار الموجات. واختتم منشوره بدعوة المواطنين إلى التماسك واتخاذ إجراءات السلامة.

وفي إندونيسيا، أصدرت وكالة الأرصاد الجوية وعلم المناخ والجيوفيزياء تحذيرًا من تسونامي شمل 10 مدن في شرق البلاد، بما فيها مقاطعتا بابوا ومالوكو الشمالية. 

وأشارت الوكالة، أن أمواجًا بارتفاع أقل من 0.5 متر قد تضرب بعض السواحل في فترة بعد ظهر الأربعاء.

حالة تأهب قصوى في دول المحيط الهادئ

ومع اتساع رقعة التحذيرات التي شملت عددًا كبيرًا من الدول المطلة على المحيط الهادئ، يعيش سكان السواحل في حالة من الترقب والتأهب، وسط استنفار لفرق الطوارئ ووكالات الإنقاذ، في محاولة لتقليل الأضرار المحتملة، في حين تستمر المراقبة الدقيقة لأي تغيّرات في النشاط الزلزالي أو ارتفاع مستوى الأمواج خلال الساعات القادمة.